الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جُعْلًا (1) عَلَى أَنْ تَسْحَرَهُ لَنَا سِحْرًا يَنْكَؤُهُ (2).
*
تَأَثُّرُ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم بِسِحْرِ لَبِيدٍ:
فَعَمَدَ لَبِيدُ بنُ الأَعْصَمِ إِلَى مُشْطٍ (3) وَمُشَاطَةٍ (4)، فَعَقَدَ فِيهِ عَقْدًا، وَتَفَلَ فِيهِ تَفْلًا، وَجَعَلَهُ فِي جُبِّ (5) طَلْعِ نَخْلَةٍ ذَكَرٍ، ثُمَّ انْتَهَى بِهِ حَتَّى جَعَلَهُ تَحْتَ رَعُوفَةِ (6) البِئْرِ، فَوَجَدَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَمْرًا أَنْكَرَهُ حَتَّى يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَفْعَلُ الشَّيْءَ وَلَا يَفْعَلُهُ، وَحَتَّى كَانَ يَرَى أَنَّهُ يَأْتِي النِّسَاءَ وَلَا يَأْتِيهِنَّ، وَهَذَا أَشَدُّ مَا يَكُونُ مِنَ السِّحْرِ.
وَمَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَرَضًا شَدِيدًا، وَأُخِذَ عَنِ النِّسَاءِ، وَعَنِ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ، فَلَبِثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سِتَّةَ أَشْهُرٍ (7)، حَتَّى دَلَّهُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ، قَالَتْ
(1) الجُعْلُ: كل ما يُجعل على العمل من أجْرٍ أو غيره. انظر لسان العرب (2/ 301).
(2)
نَكَأْتُ العَدُوَّ: أكثَرْتُ فيه الجِرَاحَ والقتل. انظر النهاية (5/ 103) - لسان العرب (14/ 275).
(3)
قَالَ الحَافِظُ في الفَتْحِ (11/ 393): المُشْط: بضم الميم، وهو الآلة المعروفة التي يُسَرَّح بها شعر الرأس واللحية.
(4)
المشاطة ما يخرج من الشعر الذي سقط من الرأس إذا سُرح بالمشط. انظر فتح الباري (11/ 396).
(5)
وفي رواية أخرى: جُفّ: بالفاء.
قال الإِمام النووي في شرح مسلم (14/ 149): وهما بمعنى واحد، وهو وِعَاءُ طلع النخل، وهو الغشاء الذي يكون عليه، ويطلق على الذكر والأنثى.
(6)
الرَعُوفَة: هي صَخْرَةٌ تُتْرَكُ في أسفل البِئْرِ إذا حُفِرَت تكون ناتِئَةً هناك، فإذا أرادوا تَنْقِيَةَ البئر جلسَ المُنتقِي عليها. انظر النهاية (4/ 212) - فتح الباري (11/ 399).
(7)
هذه رواية الإِمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (24347)، ووقع في رواية أبي ضمرة عند الإسماعيلي "فأقام أربعين ليلة". =
عَائِشَةُ رضي الله عنها، حَتَّى إِذَا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَوْ ذَاتَ لَيْلَةٍ عِنْدِي دَعَا اللَّهَ، ثُمَّ دَعَا، ثُمَّ دَعَا (1)، ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم: "يَا عَائِشَةُ! أَشَعَرْتِ أَنَّ اللَّهَ أَفْتَانِي فِيمَا اسْتَفْتَيْتُهُ فِيهِ؟ أَتَانِي رَجُلَانِ (2) -هُمَا جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ-، فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي، وَالآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: مَا وَجَعُ الرَّجُلِ (3)؟
فَقَالَ: مَطْبُوبٌ (4).
قَالَ: مَنْ طَبَّهُ؟
قَالَ: لَبِيدُ بنُ الأَعْصَمِ.
قَالَ: فِي أَيِّ شَيْءٍ؟
قَالَ: فِي مُشْطٍ، وَمُشَاطَةٍ، وَجُفِّ طَلْع نَخْلَةٍ ذَكَرٍ.
قَالَ: وَأَيْنَ هُوَ؟
قَالَ: في بِئْرِ ذَرْوَانَ" (5) ، فَأَتَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ (6)
= قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (11/ 390): ويُمْكِنُ الجمعُ بأنْ تكُونَ السِّتَّةُ أشهر من ابتداءً تغير مزاجه صلى الله عليه وسلم والأربعين يومًا من استِحْكَامِهِ.
(1)
قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (11/ 391): هذا هو المَعْهُودِ منه صلى الله عليه وسلم أنه كان يُكَرِّرُ الدعاء ثلاثًا.
(2)
في رواية الإِمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (24347) عن عائشة رضي الله عنها قالت: فأتَاهُ مَلَكَانِ.
(3)
في رواية الإِمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (24347) قال: مَا بَالُهُ.
(4)
مطبُوبٌ: أي مسحور. انظر النهاية (3/ 101).
(5)
قَالَ الحَافِظُ في الفَتْحِ (11/ 394): الأصل: بئر ذي أرْوَان، ثم لكثرة الاستعمال سهلت الهمزة، فصارت ذَرْوَان، وهي بفتح الذال وسكون الراء.
(6)
وقعَ في حديث ابن عباس رضي الله عنهما عند ابن سعد في طبقاته (2/ 349): فبعث =