الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إِصْبَعَيْهِ- إِنَّهُ لَجَاهِدٌ مُجَاهِدٌ" (1).
*
مَقْتَلُ مَحْمُودِ بنِ مَسْلَمَةَ رضي الله عنه عَلَى يَدِ مَرْحَبٍ:
وَقَدْ وَاجَهَ المُسْلِمُونَ مُقَاوَمَةً شَدِيدَةً، وَصُعُوبَةً كَبِيرَةً عِنْدَ فَتْحِ بَعْضِ هَذِهِ الحُصُونِ، مِنْهَا حِصْنُ نَاعِمٍ هَذَا، وَهُوَ أَوَّلُ الحُصُونِ، وَقَدِ اسْتُشْهِدَ عِنْدَهُ مَحْمُودُ بنُ مَسْلَمَةَ رضي الله عنه، حَيْثُ كَانَ تَحْتَ الحِصْنِ، فَأَلقى عَلَيْهِ مَرْحَب اليَهُودِيُّ مِنْ أَعْلَي الحِصْنِ رَحًا (2) فَقتَلَهُ بِهَا (3).
وَظَلَّ حِصْنُ نَاعِمٍ أَوَّلَ حُصُونِ خَيْبَرَ مَنِيعًا أَمَامَ المُسْلِمِينَ، فَقَدْ أَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الرَّايَةَ لِأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه، فنَهَضَ بِهَا، وَقَاتَلَ قِتَالًا شَدِيدًا، ثُمَّ رَجَعَ وَلَمْ يُفْتَحْ لَهُ، ثُمَّ أَعْطَي الرَّسُولَ صلى الله عليه وسلم في اليَوْمِ الثَّانِي الرَّايَةَ لِعُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رضي الله عنه، فَقَاتَلَ قِتَالًا شَدِيدًا، ثُمَّ رَجَعَ وَلَمْ يُفْتَحْ لَهُ، وَظَلَّ المُسْلِمُونَ تِسْعَةَ أَيَّامٍ يُحَاوِلُونَ فتحَ حِصْنِ نَاعِمٍ لَكِنْ مَا اسْتَطَاعُوا (4).
(1) قال ابن التين فيما نقله عنه الحافظ في الفتح (8/ 242): الجاهِدُ: من يرتكب المَشَقَّة، ومجاهد: أي لأعداء اللَّه تَعَالَى.
والقصة أخرجها البخاري في صحيحه - كتاب المغازي - باب غزوة خيبر - رقم الحديث (4196) - وأخرجها مسلم في صحيحه - كتاب الجهاد والسير - باب غزوة ذي قرد - رقم الحديث (1807) - وأخرجها الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (16538).
(2)
الرحا: هي التي يُطحن بها. انظر النهاية (2/ 193).
(3)
انظر سيرة ابن هشام (3/ 360).
(4)
أخرج ذلك الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (22993) - والحاكم في المستدرك - كتاب المغازي والسرايا - باب ذكر غزوة خيبر - رقم الحديث (4396) وإسناده قوي.