الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حَسَّانُ، وَمِسْطَحُ، وَحَمْنَةُ (1).
*
تَرْكُ عَبْدِ اللَّهِ بنِ أُبَيِّ بنِ سَلُولٍ:
وَتُرِكَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ أُبَيِّ بنِ سَلُولٍ المُنَافِقُ، وَلمْ يُحَدَّ، مَعَ أَنَّهُ رَأْسُ أَهْلِ الإِفْكِ، فَقِيلَ: لِأَنَّ الحُدُودَ تَخْفِيفٌ عَنْ أَهْلِهَا وَكَفَّارَةٌ، وَالخَبِيثُ لَيْسَ أَهْلًا لِذَلِكَ، وَقَدْ وَعَدَهُ اللَّهُ بِالعَذَابِ العَظِيمِ فِي الآخِرَةِ، فَقَالَ سُبْحَانَهُ:{وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (2). وَقِيلَ: بَلْ كَانَ يَسْتَوْشِي (3) الحَدِيثَ، وَيَجْمَعُهُ وَيَحْكِيهِ، وَيُخْرِجُهُ فِي قَوَالِبَ مَنْ لَا يُنْسَبُ إِلَيْهِ (4).
*
اعْتِذَارُ حَسَّانِ بنِ ثَابِتٍ رضي الله عنه
-:
وَقَدِ اعْتَذَرَ حَسَّانُ بنُ ثَابِتٍ رضي الله عنه لِعَائِشَةَ رضي الله عنها، فَقَدْ أَخْرَجَ الإِمَامُ البُخَارِيُّ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: جَاءَ حَسَّانُ بنُ ثَابِتٍ يَسْتَأْذِنُ عَلَيْهَا، قُلْتُ -القَائِلُ مَسْرُوقٌ-: أَتَأْذَنِينَ لِهَذَا؟
(1) أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار - رقم الحديث (2963)، وأخرجه أبو داود في سننه - كتاب الحدود - باب في حد القذف - رقم الحديث (4475) عن محمَّد بن إسحاق بهذا الحديث إِلَّا أنَّه لم يذكر عائشة.
(2)
انظر زاد المعاد (3/ 236).
(3)
يستوشي: أي يستخرج الحديث بالبحث عنه. انظر النهاية (5/ 165).
(4)
أخرج ذلك البخاري في صحيحه - كتاب التفسير - باب (12) - رقم الحديث (4757) - ومسلم في صحيحه - كتاب التوبة - باب فِي حديث الإفك - رقم الحديث (2770)(58) من حديث عائشة رضي الله عنها.
قَالَتْ: أَوَلَيْسَ قَدْ أَصَابَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ؟
فَقَالَ حَسَّانٌ رضي الله عنه يَمْدَحُ عَائِشَةَ رضي الله عنها:
حَصَانٌ (1) رَزَانٌ (2) مَا تُزَنُّ (3) بَرِيبَةٍ
…
وَتُصْبِحُ غَرْثَى (4) مِنْ لُحُومِ الْغَوافِلِ (5)
عَقِيلةُ (6) حَيٍّ مِنْ لُؤَيِّ بنِ غَالِبٍ
…
كِرَامِ المَسَاعِي مَجْدُهُمْ غَيْرُ زَائِلِ
مُهَذَّبَةٌ قَدْ طَيَّبَ اللَّهُ خِيْمَهَا (7)
…
وَطَهَّرَهَا مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَبَاطِلِ
حَلَيْلَةُ خَيْرِ الخَلْقِ دِينًا وَمَنْصِبًا
…
نَبِيِّ الهُدَى وَالمَكْرُمَاتِ الفَوَاضِلِ
رَأَيْتُكِ وَلْيَغْفِرْ لَكِ اللَّهِ حُرَّةً
…
مِنَ المُحْصَنَاتِ غَيْرَ ذَاتِ الغَوَائِلِ (8)
(1) الحصان: بفتح الحاء المرأة العفيفة. انظر النهاية (1/ 382).
ومنه قوله تَعَالَى فِي سورة النساء آية (24): {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ} .
(2)
يُقال: امرأة رزان بالفتح، ورزينة، إذا كانت ذات ثبات ووقار وسكون. انظر النهاية (2/ 201).
(3)
ما تُزَن: أي ما تتهم. انظر النهاية (2/ 285).
(4)
قال الحافظ في الفتح (9/ 429): غَرثى: بفتح الغين وسكون الراء: أي خميصة البطن أي لا تغتاب أحد.
(5)
قال الحافظ في الفتح (9/ 429): الغوافل: جمع غافلة، وهي الغافلة عن الشر، والمراد تبرئتها من اغتياب النَّاس بأكل لحومهم من الغيبة.
إِلى هذا القدر أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب التفسير - باب قوله تَعَالَى: {يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا} - رقم الحديث (4755).
(6)
العقيلة من النساء: الكريمة. انظر لسان العرب (9/ 330).
(7)
الخِيْم: بكسر الخاء: الأصل. انظر فتح الباري (9/ 430).
(8)
انظر سيرة ابن هشام (3/ 334).