الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
فَضَائِلُ زَينْبَ بِنْتِ جَحْشٍ رضي الله عنها:
قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبِيُّ: زَيْنَبُ أُمُّ المُؤْمِنِينَ بِنْتُ جَحْشٍ ابْنَةُ عَمَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. . .، وَكَانَتْ مِنْ سَادَةِ النِّسَاءِ، دِينًا وَوَرَعًا وَجُودًا وَمَعْرُوفًا رضي الله عنها (1).
وَأَخْرَجَ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَسْرَعُكُنَّ لَحَاقًا بِي، أَطْوَلُكُنَّ يَدًا".
قَالَتْ: فكُنَّ يَتَطَاوَلْنَ أَيَّتُهُنَّ أَطْوَلُ يَدًا.
قَالَتْ: فَكَانَ أَطْوَلَنَا يَدًا زَيْنَبُ (2)؛ لِأَنَّهَا كَانَتْ تَعْمَلُ بِيَدِهَا وَتَصَدَّقُ (3).
وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى عِنْدَ الحَاكِمِ، وَالطَّحَاوِيِّ في شَرْحِ مُشْكِلِ الآثارِ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ قَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: . . . فَكُنَّا إِذَا اجْتَمَعْنَا فِي بَيْتِ إِحْدَانَا بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، نَمُدُّ أَيْدِيَنَا فِي الجِدَارِ نَتَطَاوَلُ، فَلَمْ نَزَلْ نَفْعَلُ ذَلِكَ حَتَّى تُوُفِّيَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ، وَكَانَتْ امْرَأَةً قَصِيرَةً، يَرْحَمُهَا اللَّهُ، وَلَمْ تَكُنْ أَطْوَلَنَا
(1) انظر سير أعلام النبلاء (2/ 212).
(2)
قلتُ: وقع في صحيح البخاري رقم الحديث (1420): بلفظ سودة بنت زمعة، وهو وَهْمٌ من بعض الرواة، كما قَالَ الحَافِظُ في الفَتْحِ (4/ 36)، والصحيح أنها زينبُ بنتُ جَحْشٍ رضي الله عنها.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه - كتاب الفضائل - باب من فضائل زينب رضي الله عنها رقم الحديث (2452) - وابن حبان في صحيحه - كتاب الزكاة - باب صدقة التطوع - رقم الحديث (3314).
يَدًا، فَعَرَفْنَا حِينَئِذٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم إِنَّمَا أَرَادَ بِطُولِ اليَدِ الصَّدَقَةَ، قَالَتْ: وَكَانَتْ زَيْنَبُ امْرَأَةً صَنَّاعَةَ اليَدِ، تَدْبَغُ وَتَخْرِزُ (1)، وَتَصَدَّقُ بِهِ في سَبِيلِ اللَّهِ (2).
وَأَخْرَجَ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ، وَالإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِهِ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: . . . أَرْسَلَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ، زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَهِيَ التِي كَانَتْ تُسَامِينِي (3) مِنْهُنَّ في المَنْزِلَةِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَمْ أَرَ امْرَأَةً قَطُّ خَيْرًا في الدِّينِ مِنْ زَيْنَبَ، وَأَتْقَى للَّهِ، وَأَصْدَقَ حَدِيثًا، وَأَوْصَلَ لِلرَّحِمِ، وَأَعْظَمَ صَدَقَةً، وَأَشَدَّ ابْتِذَالًا (4) لِنَفْسِهَا في العَمَلِ الذِي تَصَدَّقُ بِهِ، وَتَقَرَّبُ بِهِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى، مَا عَدَا سَوْرَةٍ (5) مِنْ حَدٍّ (6) كَانَتْ فِيهَا، تُسْرِعُ مِنْهَا الفَيْئَةُ (7).
(1) الحَرْزَةُ: هي خِيَار المال. انظر النهاية (1/ 353).
(2)
أخرجه الحاكم في المستدرك - كتاب معرفة الصحابة رضي الله عنهم باب كانت زينب أول لحوقًا بالنبي صلى الله عليه وسلم رقم الحديث (6850) - والطحاوي في شرح مشكل الآثار - رقم الحديث (210).
(3)
قال النووي في شرح مسلم (15/ 167): أي تُعَادِلُنِي وتُضَاهِينِي في الحُظْوَة والمنزِلَةِ الرَّفيعة، مأخوذة من السُّمُوِّ وهو الارتِفَاع.
(4)
التَّبَذُّل: ترك التزين والتَّهَيُّء بالهيئَةِ الحَسَنَةِ الجَمِيلَة علي جهة التواضع. انظر النهاية (1/ 111).
(5)
قال النووي في شرح مسلم (15/ 167): السَّوْرة بفتح السين: الثَّوَرَانُ وعجَلَة الغضب.
(6)
قال النووي في شرح مسلم (15/ 167): الحَدَّة: بفتح الحاء، وفي رواية حِدَّة بكسر الحاء: هي شدة الخلق وثَوَرَانِه، ومعنى الكلام أنها كاملة الأوصاف، إلا أن فيها شدة خلق وسُرعَةُ غَضَبٍ تسرع منها.
(7)
قال النووي في شرح مسلم (15/ 167): الفَيْئَة: بفتح الحاء وهي الرجوع أي إذا وقع ذلك منها رجَعَتْ عنه سَرِيعًا ولا تُصِرُّ عليه. =