الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
انْتَهَيْتُ إِلَى دَرَجَةٍ لَهُ، فَوَضَعْتُ رِجْلِي وَأَنَا أُرَى (1) أَنِّي قَدِ انْتَهَيْتُ إِلَى الْأَرْضِ فَوَقَعْتُ فِي لَيْلَةٍ مُقْمِرَةٍ فَانْكَسَرَتْ سَاقِي (2)، فَعَصَبْتُهَا بِعَمَامَةٍ، ثُمَّ انْطَلَقْتُ حَتَّى جَلَسْتُ عَلَى الْبَابِ، فَقُلْتُ: لَا أَخْرُجُ اللَّيْلَةَ حَتَّى أَعْلَمَ أَقتَلْتُهُ؟
فَلَمَّا صَاحَ الدِّيكُ قَامَ النَّاعِي عَلَى السُّورِ، فَقَالَ: أَنْعِي أَبَا رَافِعٍ تَاجِرَ أَهْلِ الْحِجَازِ، فَانْطَلَقْتُ إِلَى أَصْحَابِي فَقُلْتُ: النَجَاءَ (3)، فَقَدْ قتَلَ اللَّهُ أَبَا رَافِعٍ، فَانْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَحَدَّثْتُهُ، فَقَالَ:"ابْسُطْ رِجْلَكَ"، فَبَسَطْتُ رِجْلِي فَمَسَحَهَا، فكَأَنَّهَا لَمْ أَشْتَكِهَا قَطُّ (4).
*
فَوَائِدُ الحَدِيثِ:
قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ: وَفِي قِصَّةِ أَبِي رَافِعٍ مِنَ الْفَوَائِدِ:
(1) أُرَى: بضم الهمزة أي: أَظُنُّ. انظر فتح الباري (8/ 86).
(2)
في رواية أخرى في صحيح البخاري - رقم الحديث (4040): قال عبد اللَّه رضي الله عنه: حتى أتيت السُّلَمَ أريد أن أنزل فسقطت منه فانخلعت رجلي فعصبتها.
قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (8/ 86): ويجمع بينهما بأنها انخلعت من المفصل وانكسرت الساق.
(3)
النَّجَاءَ: أي أَسْرِعُوا. انظر النهاية (5/ 21).
وفي رواية أخرى في صحيح البخاري - رقم الحديث (4040) قال عبد اللَّه رضي الله عنه: ثم أتيت أصحابي أحجل.
والْحَجَلُ: هو أَنْ يَرفعَ رِجْلًا ويَقِفَ على أُخرى من العَرَجِ. انظر النهاية (1/ 333).
(4)
أخرج خبر مقتل أبي رافع اليهودي: البخاري في صحيحه - كتاب المغازي - باب قتل أبي رافع عبد اللَّه بن أبي الحقيق - رقم الحديث (4038)(4039)(4040) - وابن سعد في طبقاته (2/ 295) - وابن إسحاق في السيرة (3/ 300).
1 -
جَوَازُ اغْتِيَالِ الْمُشْرِكِ الذِي بَلَغَتْهُ الدَّعْوَةُ وَأَصَرَّ.
2 -
وَفِيهِ جَوَازُ قتلِ مَنْ أَعَانَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ أَوْ مَالِهِ أَوْ لِسَانِهِ.
3 -
وَفِيهِ جَوَازُ التَّجَسُّسِ عَلَى أَهْلِ الْحَرْبِ وَتَطَلُّبِ غِرَّتِهِمْ.
4 -
الْأَخْذُ بِالشِّدَّةِ فِي مُحَارَبَةِ الْمُشْرِكِينَ.
5 -
جَوَازُ إِبْهَامِ الْقَوْلِ لِلْمَصْلَحَةِ.
6 -
تَعَرُّضُ الْقَلِيلِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ لِلْكَثِيرِ مِنَ الْمُشْرِكِينَ.
7 -
الْحُكْمُ بِالدَّلِيلِ وَالْعَلَامَةِ لِاسْتِدْلَالِ ابْنِ عَتِيكٍ عَلَى أَبِي رَافِعٍ بِصَوْتِهِ، وَاعْتِمَادِهِ عَلَى صَوْتِ النَّاعِي بِمَوْتِهِ (1).
* * *
(1) انظر فتح الباري (8/ 87).