الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حَرْبِهِ، وَليَعْلَمُوا أَنَّهُ إِنَّمَا خَرَجَ زَائِرًا لِلْبَيْتِ وَمُعَظِّمًا لَهُ (1).
وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ يَدَيْهِ بُسْرَ (2) بْنَ سُفْيَانَ الْخُزَاعِيَّ الْكَعْبِيَّ رضي الله عنه عَيْنًا (3) لَهُ إِلَى قُرَيْشٍ لِيَأْتِيَهُ بِخَبَرِهِمْ (4).
*
قِصَّةُ أَبِي قتَادَةَ رضي الله عنه
-:
فَلَمَّا وَصَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الرَّوْحَاءِ (5) جَاءَهُ خَبَرٌ أَنَّ عَدُوًّا يُرِيدُ أَنْ يَغْزُوَ الْمَدِينَةَ، فَقَدْ أَخْرَجَ الشَّيْخَانِ فِي صَحِيحَيْهِمَا عَنْ أَبِي قتَادَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ: انْطَلَقْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ، فَأَحْرَمَ أَصْحَابُهُ وَلَمْ أُحْرِمْ (6)، فَأُنْبِئْنَا بِعَدُوٍّ بِغَيْقَةٍ (7)، فَتَوَجَّهْنَا نَحْوَهُمْ، فَبَصُرَ أَصْحَابِي بِحِمَارٍ وَحْشٍ، فَجَعَلَ بَعْضُهُمْ
(1) أخرج ذلك الإمام البخاري في صحيحه - كتاب الحج - باب من أشعر وقَلّد بذى الحليفة ثم أحرم - رقم الحديث (1694) - (1695) - وأخرجه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (18910)(18928).
(2)
قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (5/ 680): بُسْر: بضم الباء وسكون السين على الصحيح، وأخرج ذلك الإمام البخاري في صحيحه - كتاب المغازي - باب غزوة الحديبية - رقم الحديث (4178) - وأخرجه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (18910) - وفي رواية الإمام أحمد التصريح باسم العين.
(3)
الْعَيْنُ: الْجَاسُوسُ. انظر النهاية (3/ 299).
(4)
انظر التفاصيل في: الطبَّقَات الكُبْرى لابن سعد (2/ 297) - سيرة ابن هشام (3/ 337) - دلائل النبوة للبيهقي (4/ 99) - زاد المعاد (3/ 257).
(5)
الرَّوْحَاءُ: موضع بينه وبين المدينة ستة وثلاثين ميلًا. انظر جامع الأصول (9/ 379).
(6)
قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (4/ 492): والذي يظهر أن أبا قتادة إنما أخَّر الإحرام، لأنه لم يتحقق أنه يدخل مكة فسَاغَ له التأخير.
(7)
قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (4/ 492): بِغَيْقَةٍ: أي في غَيْقَةٍ وهو بفتح الغين بعدها ياء ساكنة، وهو ماءٌ لبني غِفَارٍ بين مكة والمدينة.
يَضْحَكُ إِلَى بَعْضٍ، فَنَظَرْتُ فَرَأَيْتُهُ، فَحَمَلْتُ عَلَيْهِ الفرَسَ (1)، فَطَعَنْتُهُ فَأَثْبَتُّهُ (2)، فَاسْتَعَنْتُهُمْ فَأَبُوا أَنْ يُعِينُونِي، فَأَكَلْنَا مِنْهُ، ثُمَّ لَحِقْتُ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَخَشِينَا أَنْ نُقتَطَعَ (3)، فَطَلَبْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَرْفَعُ فَرَسِي شَأْوًا (4)، وَأَسِيرُ عَلَيْهِ شَأْوًا. . .، فَلَحِقْتُ بِرَسُولِ اللَّهِ حَتَّى أَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا إِصَّدْنَا حِمَارَ وَحْشٍ، وَإِنَّ عِنْدَنَا مِنْهُ فَاضِلَةً، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِأَصْحَابِهِ:"كُلُوا"، وَهُمْ مُحْرِمُونَ.
وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَي فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ: قَالَ أَبُو قتَادَةَ رضي الله عنه: فَأَكَلَ مِنْهُ بَعْضُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَأَبَي بَعْضُهُمْ، فَأَدْرَكُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلُوهُ عَنْ ذَلِكَ؟ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّمَا هِيَ طُعْمَةٌ أَطْعَمَكُمُوهَا اللَّهُ"(5).
(1) في رواية أخرى في صحيح مسلم - رقم الحديث (1196)(56) - قال أبو قتادة رضي الله عنه: فأسرَجْتُ فَرَسِي وأخذت رمحي.
(2)
في رواية أخرى في صحيح مسلم - رقم الحديث (1196)(56) - قال أبو قتادة رضي الله عنه: فطعَنْتُهُ برُمْحِي فعَقَرْتُهُ.
(3)
قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (4/ 494): نُقْتَطَعُ: أي نَصيرُ مقطوعين عن النبي صلى الله عليه وسلم مُنْفَصِلِينَ عنه لكونه سبقهم.
وفي رواية أخرى في صحيح البخاري قال أبو قتادة رضي الله عنه: وخشينا أن يقتطعنا العدو.
(4)
قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (4/ 494): أَرْفَعُ: أي أُكَلِّفُهُ السَّيْرَ، وشَأْوًا: أي تَارَةً، والمراد أنه يُرْكِضُهُ تَارَةً ويَسِيرُ بِسُهُولَةٍ أخرى.
(5)
أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب جزاء الصيد - باب إذا صاد الحلال فأهدى للمحرم الصيد أكله - رقم الحديث (1821)(1822) - ومسلم في صحيحه - كتاب الحج - باب تحريم الصيد للمحرم - رقم الحديث (1196)(57)(59) - والإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (22569) وابن حبان في صحيحه - رقم الحديث (3976).