الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
دُخُولُ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم بِأُمِّ حَبِيبَةَ رَمْلَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ رضي الله عنهما
وَلَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى المَدِينَةِ وَجَدَ زَوْجَتَهُ أُمَّ حَبِيبَةَ رَمْلَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ رضي الله عنهما في انْتِظَاره بَعْدَ أَنْ رَجَعَتْ مِنَ الحَبَشَةِ مَعَ جَعْفَرَ رضي الله عنه وَأَصْحَابِهِ، وَلَمْ تَذْهَبْ مَعَهُمْ إلى خَيْبَرَ بَلْ جَلَسَتْ في المَدِينَةِ، وَقَدْ ذَكَرْنَا فِيمَا مَضَى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قدْ بَعَثَ إلى النَّجَاشِيِّ عَمْرِو بنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ، لِيُزَوِّجَهُ إِيَّاهَا، وَيَبعَثَ بِهَا إِلَيْهِ مَعَ جَعْفَرِ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَأَصْحَابِهِ.
وَكَانَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ رضي الله عنها مِنْ بَنَاتِ عَمِّ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم ، لَيْسَ في أَزْوَاجِهِ مَنْ هِيَ أَقْرَبُ نَسَبًا إِلَيْهِ مِنْهَا، وَلَا فِي نِسَائِهِ مَنْ هِيَ أَكْثَرُ صَدَاقًا (1) مِنْهَا، وَلَا مَنْ تَزَوَّجَ بِهَا وَهِيَ نَائِيَةُ (2) الدَّارِ أَبْعَدَ مِنْهَا.
وَقَدْ هَاجَرَتْ إلى الحَبَشَةِ مَعَ زَوْجِهَا عُبَيْدِ اللَّهِ بنِ جَحْشٍ، فَمَاتَ عَنْهَا وَهُمْ بِالحَبَشَةِ (3).
رَوَى ابنُ سَعْدٍ في طَبَقَاتِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما في قَوْلِهِ تَعَالَى:
(1) ذكرنا فيما تقدم كم كان صداقها رضي الله عنها.
(2)
نَائِي: بعيد. انظر لسان العرب (7/ 14).
(3)
انظر سير أعلام النبلاء (2/ 219).
{عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً} (1)، قَالَ: حِينَ تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ (2).
وَلَمَّا بَلَغَ أَبَا سُفْيَانَ نِكَاحُ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم ابْنَتَهُ قَالَ: ذَلِكَ الفَحْلُ لَا يُقْرَعُ أَنْفُهُ (3).
وَكَانَ لِأُمِّ حَبِيبَةَ رضي الله عنها لَمَّا دَخَلَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِضْعٌ وَثَلَاثُونَ سَنَةً، وَتُوُفِّيَتْ رضي الله عنها سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ مِنَ الهِجْرَةِ في خِلَافَةِ أَخِيهَا مُعَاوِيَةَ رضي الله عنهما (4).
* * *
(1) سورة الممتحنة آية (7).
(2)
انظر الطبَّقَات الكُبْرى لابن سعد (8/ 294).
(3)
قال ابن الأثير في النهاية (4/ 39): أي أنه كفْءٌ كَرِيم لا يُرد. والخبر أخرجه ابن سعد في طبقاته (8/ 294).
(4)
انظر سير أعلام النبلاء (2/ 222).