الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
أُمُرَاءُ الجَيْشِ وَوَصِيَّةُ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم لِلْأُمَرَاءِ:
وَأَمَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى هَذَا الجَيْشِ مَوْلَاهُ زَيْدَ بنَ حَارِثَةَ رضي الله عنه، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"عَلَيْكُمْ زَيْدُ بنُ حَارِثَةَ، فَإِنْ أُصِيبَ زَيْدٌ، فَجَعْفَر، فَإِنْ أُصِيبَ جَعْفَرٌ، فَعَبْدُ اللَّهِ بنُ رَوَاحَةَ"، فَقَالَ جَعْفَرٌ رضي الله عنه: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا كُنْتُ أَرْغَبُ (1) أَنْ تَسْتَعْمِلَ عَلَيَّ زَيْدًا (2)، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"امْضِ، فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي فِي أَيِّ ذَلِكَ خَيْرٌ"(3).
وَعَقَدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِوَاءً أَبْيَضَ، وَدَفَعَهُ إِلَى زَيْدِ بنِ حَارِثَةَ رضي الله عنه، وَأَوْصَاهُمْ أَنْ يَأتُوا مَقْتَلَ الحَارِثِ بنِ عُمَيْرٍ رضي الله عنه، وَأَنْ يَدْعُوا مَنْ هُنَاكَ إِلَى الإِسْلَامِ، فَإِنْ أَجَابُوا وَإِلَّا اسْتَعَانُوا بِاللَّهِ عَلَيْهِمْ، وَقَاتَلُوهُمْ، فَأَسْرَعَ النَّاسُ بِالخُرُوجِ وَعَسْكَرُوا بِالجُرْفِ (4).
(1) هذه روايةُ ابن حبان في صحيحه.
وفي رواية الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (22551): أرهب.
وفي رواية الطحاوي في شرح مشكل الآثار - رقم الحديث (5170): أذهب.
(2)
قلتُ: لم يبعثْ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم زيدَ بن حارثة رضي الله عنه في سريَّة إلا أمَّره، فقد روى الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (25898) - وابن أبي شيبة في مصنفه - رقم الحديث (32973) بسند حسن عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما بعث رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة في جيش قطُّ إلا أمَّره عليهم.
(3)
أخرج ذلك الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (22551) - وابن حبان في صحيحه - رقم الحديث (7048) - والطحاوي في شرح مشكل الآثار - رقم الحديث (5170) وإسناده صحيح.
(4)
الجُرْف: بضم الجيم موضع قريب من المدينة. انظر النهاية (1/ 254).
وانظر التفاصيل في: سيرة ابن هشام (4/ 21) - الطبَّقَات الكُبْرى لابن سعد (2/ 314).