الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سَرِيَّةُ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الجَرَّاحِ رضي الله عنه إِلَى ذِي الْقَصَّةِ
وَفِي نَفْسِ الشَّهْرِ رِبِيعٍ الْآخِرِ سَنَةَ سِتٍّ مِنَ الْهِجْرَةِ أَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ رضي الله عنه، إِلَى ذِي الْقَصَّةِ عَلَى إِثْرِ مَقْتَلِ أَصْحَابِ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ رضي الله عنه، فِي أَرْبَعِينَ رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ حِينَ صَلُّوا الْمَغْرِبَ فَسَارَ إلَيْهِمْ مُشَاةً حَتَّى وَافَوا (1) ذِي الْقَصَّةِ مَعَ عَمَايَةِ الصُّبْحِ (2)، فَأَغَارُوا عَلَيْهِمْ، فَأَعْجَزُوهُمْ هَرَبًا فِي الْجِبَالِ، وَأَصَابُوا رَجُلًا فَأَسْلَمَ فَتَرَكُوهُ، وَغَنِمُوا نَعَمًا مِنْ نَعَمِهِمْ فَاسْتَاقُوهُ، وَرِثَّةً (3) مِنْ مَتَاعِهِمْ، وَقَدِمُوا بِذَلِكَ الْمَدِينَةَ، فَخَمَّسَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَسَمَ مَا بَقِيَ عَلَيْهِمْ (4).
وَعِنْدَ ابْنِ سَعْدٍ فِي طَبَقَاتِهِ: أَنَّ سَبَبَ بَعْثِهِ صلى الله عليه وسلم أَبَا عُبَيْدَةَ رضي الله عنه إِلَى ذِي الْقَصَّةِ هُوَ مَا بَلَغَهُ مِنْ أَنَّ بَنِي مُحَارِبِ بْنِ خَصْفَةَ، وَثَعْلَبَةَ وَأَنْمَارٍ -وَهُمَا مِنْ غَطَفَانَ- أَجْمَعُوا أَنْ يُغِيرُوا عَلَى سَرْحِ (5). . . . .
(1) أَوْفَيْتُ الْمَكَانَ: أَتَيْتُهُ. انظر لسان العرب (15/ 359).
(2)
عَمَايَةُ الصُّبْحِ: أي في بَقِيَّةِ ظُلْمَةِ اللَّيْلِ. انظر النهاية (3/ 276).
(3)
الرِّثُّ: بكسر الراء، وهو السَّقْطُ مِنْ مَتَاعِ البَيْتِ. انظر النهاية (2/ 179) - شرح المواهب (3/ 123).
(4)
انظر الطبَّقَات الكُبْرى لابن سعد (2/ 292) - شرح المواهب (3/ 122).
(5)
السَّرْحُ: الْإِبِلُ. انظر لسان العرب (6/ 231).
الْمَدِينَةِ، وَهُوَ يَرْعَى بِهَيْفَا (1).
قُلْتُ: فَلَعَلَّ الرَّسُولَ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ رضي الله عنه مَرَّتَيْنِ إِلَى ذِي الْقَصَّةِ، أَوْ أَنْ يَكُونَ الْبَعْثُ مَرَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لَهُ سَبَبَانِ: الْأَخْذُ بِثَأْرِ أَصْحَابِ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ رضي الله عنه الْمَقْتُولينَ، وَدَفْعُ مَنْ أَرَادَ الْإِغَارَةَ عَلَى سَرْحِ الْمَدِينَةِ.
* * *
(1) هَيْفَا: موضعٌ على سبع أميالٍ من المدينة. انظر الطبَّقَات الكُبْرى لابن سعد (2/ 292) - شرح المواهب (3/ 122).