الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لكم سيما ليست لأحد من الأمم تردون علي غرًا محجلين من أثر الوضوء
(1)
.
- وأجيب:
بأن الذي اختصت به هذه الأمة هو الغر والتحجيل، لا أصل الوضوء؛ ولذلك قال: سيما ليست لأحد غيركم دليل أن هذا ما اختصت به الأمة، وليس الوضوء، والله أعلم.
-
دليل من قال: الوضوء من خصائص هذه الأمة إلا الأنبياء:
(165 - 19) روى أبو داود الطيالسي قال: حدثنا سلام الطويل، عن زيد العمي، عن معاوية بن قرة،
عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ مرة مرة، وقال: هذا وظيفة الوضوء الذي لا تحل الصلاة إلا به، ثم توضأ مرتين مرتين، وقال: هذا وضوء من أراد أن يضاعف له الأجر مرتين، ثم توضأ ثلاثًا ثلاثًا، وقال: هذا وضوئي ووضوء الأنبياء قبلي
(2)
.
[ضعيف جدًّا]
(3)
.
(1)
صحيح مسلم (247).
(2)
مسند أبي داود الطيالسي (1924).
(3)
معاوية بن قرة لم يدرك ابن عمر، كما ذكره أبو زرعة، وفي إسناده سلام الطويل، وهو متروك، جاء في ترجمته:
قال البخاري: تركوه. التاريخ الكبير (4/ 133).
وقال أبو بكر بن أبى خيثمة: سمعت يحيى بن معين يقول: سلام بن سلم المدائني ليس حديثه بشيء. الجرح والتعديل (4/ 260).
وقال يحيى أيضًا: ضعيف، لا يكتب حديثه. الكامل (3/ 299)، تهذيب الكمال (12/ 279).
وقال مرة: ليس بثقة، كما في رواية ابن طهمان عنه (378).
وقال أبو حاتم الرازي: ضعيف الحديث تركوه. الجرح والتعديل (4/ 260).
وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث. المرجع السابق.
وقال النسائي والدارقطني: متروك. الضعفاء والمتروكين للنسائي (237)، وأيضًا للدارقطني (265)، سنن الدارقطني (2/ 150).
وقال ابن حبان: يروي عن الثقات الموضوعات، كأنه المتعمد لها. المجروحين (1/ 339). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وفي إسناده أيضًا زيد العمي، وهو ضعيف. جاء في ترجمته:
قال ابن سعد: كان ضعيفًا في الحديث. الطبقات الكبرى (7/ 240).
وقال ابن معين: ليس بشيء. تاريخ ابن معين رواية ابن طهمان (47).
وقال أبو داود: «ليس بذاك» . سؤالات الآجري لأبي داود (411).
وقال النسائي: ضعيف. الضعفاء للنسائي (226).
وذكره العقيلي في الضعفاء (2/ 74).
وقال أحمد: صالح. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث يكتب حديثه ولا يحتج به، وكان شعبة لايحمد حفظه. وقال أبو زرعة: ليس بقوي، واهي الحديث، ضعيف. الجرح والتعديل (3/ 560، 561).
وقال ابن حبان: «يروي عن أنس أشياء موضوعة لا أصل لها، حتى يسبق إلى القلب أنه المتعمد لها
…
وهو عندي لا يجوز الاحتجاج بخبره، ولا كتابة حديثه إلا للاعتبار».
وقال ابن عدي: «هو في جملة الضعفاء، ويكتب حديثه على ضعفه» . الكامل (3/ 1055).
وقال الدارقطني: صالح. الضعفاء للدارقطني (342) في ترجمة ابنه عبد الرحيم بن زيد العمي. وفي التقريب: ضعيف.
[تخريج الحديث]:
الحديث على ضعف إسناده فيه اختلاف،
فقيل: زيد العمي، عن معاوية بن قرة، عن ابن عمر.
وقيل: زيد العمي، عن نافع، عن ابن عمر.
وقيل: عن زيد العمي، عن معاوية بن قرة، عن عبيد بن عمير، عن أبي.
وقيل: عن المسيب بن واضح، عن حفص بن ميسرة، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر.
الطريق الأول: عن زيد العمي، عن معاوية بن قرة، عن ابن عمر.
أخرجه أبو داود الطيالسي، كما في إسناد الباب عن سلام الطويل، ومن طريق سلام الطويل أخرجه الدارقطني (1/ 80) في سننه، عن زيد العمي، عن معاوية بن قرة، عن ابن عمر.
وأخرجه الدارقطني (1/ 79) من طريق محمد بن الفضل، عن زيد العمي به. وهذا الطريق سبق أن تكلمنا على إسناده.
الطريق الثاني: عن زيد العمي، عن نافع، عن ابن عمر.
أخرجه أحمد (2/ 98) ومن طريقه الدارقطني (1/ 81) ثنا أسود بن عامر، أنا أبو إسرائيل، عن زيد العمى، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا من تخليط زيد العمي.
وأخرجه ابن ماجه (419) وأبو يعلى في مسنده (5598) من طريق عبد الرحيم بن زيد العمي، عن أبيه به. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (427) إلا أنه قال: عن عبد الرحيم بن زيد العمي، عن أبيه، عن معاوية بن قرة، عن أبيه، عن جده، وفيه: هذا وضوئي ووضوء خليل الله إبراهيم.
وعبد الرحيم ضعيف جدًّا، جاء في ترجمة عبد الرحيم بن زيد العمي:
قال البخاري: تركوه. التاريخ الكبير (6/ 104).
وقال يحيى بن معين: عبد الرحيم بن زيد العمي ليس بشيء. الجرح والتعديل (5/ 339).
قال أبو حاتم الرازي: عبد الرحيم بن زيد العمي ترك حديثه، كان يفسد أباه، يحدث عنه بالطامات. المرجع السابق.
وقال ابن أبي حاتم: سئل أبو زرعة عن عبد الرحيم بن زيد، فقال: واهي ضعيف الحديث. المرجع السابق. فأمره واضح، فلا نطيل في ترجمته.
وقال أبو حاتم كما في علل الحديث لابنه (1/ 45): «عبد الرحيم بن زيد متروك الحديث، وزيد العمي ضعيف الحديث، ولا يصح الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم» .
وفيه أيضًا: «وسئل أبو زرعة عن هذا الحديث، فقال: هو عندي واه، ومعاوية بن قرة لم يلحق ابن عمر» .
وقال البوصيري كما في مصباح الزجاجة (1/ 61): «وهذا إسناد فيه زيد العمي، وهو ضعيف، وعبد الرحيم متروك، بل كذاب، ومعاوية بن قرة لم يلحق ابن عمر، قاله ابن أبي حاتم في العلل، وصرح به الحاكم في المستدرك» .
وضعفه ابن عبد البر في التمهيد (20/ 259)، والحافظ في الفتح (1/ 236).
وقال النووي في شرح مسلم (3/ 136): «إنه حديث ضعيف معروف الضعف، ولو صح لحتمل أن يكون الأنبياء اختصوا بالوضوء دون أممهم» .
الطريق الثالث:
أخرجه الدارقطني (1/ 80) والبيهقي في السنن (1/ 80) من طريق المسيب بن واضح، حدثنا حفص بن ميسرة، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر.
قال الدارقطني: تفرد به المسيب بن واضح، عن حفص بن ميسرة، والمسيب ضعيف.
الطريق الرابع:
رواه ابن ماجه (420) والدارقطني (1/ 81) وابن المنذر في الأوسط (1/ 409)، من طريق عبد الله بن عرادة الشيباني، عن زيد الحواري، عن معاوية ابن قرة، عن عبيد بن عمير الليثي المكي، عن أبي مرفوعًا.
وعبد الله بن عرادة ضعيف، وشيخه زيد العمي مثله.
وانظر لمراجعة طرق الحديث: أطراف المسند (3/ 511)، تحفة الأشراف (7460) و (65)، وإتحاف المهرة لابن حجر (97، 10235، 10533)، تلخيص الحبير (81).
- الراجح من الخلاف:
بعد استعراض الأدلة نجد أن القائلين بأن هذا الوضوء كان في شريعة من قبلنا أقوى دليلًا من غيره، وأن الغرة والتحجيل جاء ما يدل على أنهما من خصائص هذه الأمة، ولا يلزم من هذا أن يكون الوضوء كله من خصائص هذه الأمة، وقد ثبت في الحديث الصحيح أن التيمم من خصائص هذه الأمة، فهذا يدل على أن الوضوء ليس من خصائصها، والله أعلم.
* * *