الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
الدليل الثالث:
(268 - 122) ما رواه الدارقطني من طريق صالح بن عبد الجبار، حدثنا البيلماني، عن أبيه،
عن عثمان بن عفان أنه توضأ بالمقاعد، والمقاعد بالمدينة حيث يصلى على الجنائز عند المسجد، فغسل كفيه ثلاثًا ثلاثًا، واستنثر ثلاثًا ثلاثًا، وغسل وجهه ثلاثًا، ويديه إلى المرفقين ثلاثًا، ومسح برأسه ثلاثًا، وغسل قدميه ثلاثًا، وسلم عليه رجل، وهو يتوضأ، فلم يرد عليه حتى فرغ، فلما فرغ كلمه معتذرًا إليه، وقال: لم يمنعني أن أرد عليك إلا أنني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من توضأ هكذا، ولم يتكلم، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله غفر له ما بين الوضوئين
(1)
.
[ضعيف جدًّا]
(2)
.
(1)
سنن الدارقطني (1/ 92).
(2)
في إسناده صالح بن عبد الجبار.
قال ابن القطان: لا أعرفه إلا في هذا الحديث، وهو مجهول الحال. كما في نصب الراية (1/ 32).
وفي إسناده ابن البيلماني محمد بن عبد الرحمن.
قال فيه أبو حاتم الرازي: منكر الحديث، ضعيف الحديث، مضطرب الحديث. الجرح والتعديل (7/ 311).
وقال البخاري والنسائي: منكر الحديث، زاد البخاري: كان الحميدي يتكلم فيه. التأريخ الكبير (1/ 163)، الكامل (6/ 178).
وقال ابن عدي: وكل ما روي عن ابن البيلماني فالبلاء فيه من ابن البيلماني، وإذا روى عنه =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= محمد بن الحارث فجميعًا ضعفاء، والضعف على حديثهما بين. تلخيص الكامل لابن الملقن (1661).
وقال الحافظ ابن حجر: ضعيف جدًّا. تلخيص الحبير (1/ 84). وفي التقريب: قال: ضعيف فقط.
وأما أبوه فضعفه الحافظ في التقريب والتلخيص (1/ 84).
فالإسناد مظلم، يرويه ضعيف عن مثله، عن مثله. انظر إتحاف المهرة (13696).
ومع ضعف إسناده فقد اختلف في إسناده، فرواه الدارقطني (1/ 92، 93) بالإسناد نفسه إلا أنه جعله من مسند ابن عمر، وهذا من تخليط ابن البيلماني، ودليل على ضعفه. وانظر إتحاف المهرة (9954).
وأخرجه أحمد (1/ 61) حدثنا صفوان بن عيسى، عن محمد بن عبد الله بن أبي مريم، قال: دخلت على ابن داره مولى عثمان، قال: فسمعني أمضمض، قال: فقال يا محمد. قال: قلت: لبيك. قال: ألا أخبرك بوضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: رأيت عثمان، وهو بالمقاعد دعاء بوضوء، فمضمض واستنشق ثلاثًا وغسل وجهه ثلاثًا وذراعيه ثلاثًا ثلاثًا ومسح برأسه ثلاثًا، وغسل قدميه، ثم قال: من أحب أن ينظر إلى وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن طريق صفوان بن عيسى أخرجه البيهقي في السنن (1/ 62، 63)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 36).
وفي إسناده: زيد بن داره، قال عنه الحافظ: مجهول الحال. تلخيص الحبير (1/ 84).
وذكره في الجرح والتعديل ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، ولم يذكر راويًا عنه إلا محمد بن أبي عبيد الله بن أبي مريم.
كما أن في إسناده محمد بن عبيد الله بن أبي مريم.
ذكره الحافظ في التقريب، وعلم له علامة أبي داود، وإنما روى له أبو داود تعليقًا عقب حديث (54)، وقال عنه الحافظ في التقريب: مقبول، أي: إن توبع، وإلا فلين.
والحق أنه أعلى درجة من تقدير الحافظ، فقد قال عنه يحيى القطان: لم يكن به بأس. الجرح والتعديل (7/ 306).
وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه، فقال: شيخ مدني صالح الحديث. المرجع السابق.
ومع ضعف إسناده فإنه منكر مخالف لرواية الصحيحين، فقد رواه الشيخان من طريق حمران، عن عثمان، ولم يذكر عن مسح الرأس إلا مرة واحدة.
وأخرج أبو داود (107) من طريق الضحاك بن مخلد، قال: حدثنا عبد الرحمن بن وردان، قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، قال: حدثني حمران، قال: =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= رأيت عثمان بن عفان توضأ، فذكر نحوه - يعني: نحو حديث عطاء بن يزيد، عن حمران- ولم يذكر المضمضة والاستنشاق، وقال فيه: ومسح رأسه ثلاثًا، ثم غسل رجليه ثلاثًا، ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ هكذا، وقال: من توضأ دون هذا كفاه.
وأخرجه البيهقي (1/ 62) من طريق أبي داود به. وأخرجه أيضًا (1/ 62) من طريق أبي بكر ابن أبي داود، عن إسحاق بن منصور، عن الضحاك بن مخلد به.
وأخرجه الدارقطني (1/ 91) من طريق يوسف بن موسى، أنا أبو عاصم (الضحاك بن مخالد) به.
وهذا الحديث في إسناده عبد الرحمن بن ورادن، قال فيه أبو حاتم: ما بحديثه بأس. الجرح والتعديل (5/ 295).
وقال ابن معين: صالح. المرجع السابق.
ولم يقيد ابن معين الصلاح بحديثه، فيعني أنه صالح في دينه إذ لو كان يعني: الحديث، لقال: صالح الحديث، أو حديثه صالح أو نحوهما.
وقال الدارقطني: ليس بالقوي. المغني في الضعفاء (3650).
وفي التقريب: مقبول. أي حيث يتابع وإلا فلين.
فالإسناد فيه لين.
وقال الحافظ في تلخيص الحبير (1/ 45) تابعه عند البزار هشام بن عروة، عن أبيه، عن حمران. اهـ
ولم أطلع على إسناده لأرى من رواه عن هشام.
وقد رواه الزهري، كما في البخاري (160)، ومسلم (227).
ومالك، كما في الموطأ (1/ 30) وابن حبان (1041).
وسفيان بن عيينة، كما في سنن البيهقي (1/ 62) وصحيح ابن خزيمة (2).
ويحيى بن سعيد القطان، كما في مسند أحمد (1/ 57)، وصحيح ابن خزيمة (2).
وجرير عند مسلم (227).
وابن جريج عند عبد الرزاق (141).
وحماد بن سلمة كما في مسند الطيالسي (76).
ووكيع كما في مصنف ابن أبي شيبة (2/ 161).
وأبو أسامة كما عند مسلم (227)، وابن خزيمة (2) تسعتهم رووه عن هشام، عن عروة، عن حمران، ولم يذكروا أن مسح الرأس ثلاث، كما في رواية البزار التي أشار إليها الحافظ، فإن كان الراوي ثقة فهي رواية شاذة لمخالفته الأئمة، وإن كان ضعيفًا فهي زيادة منكرة، والله أعلم.