الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقيل: المضمضة في اليد اليمنى، والاستنشاق باليد اليسرى
(1)
.
-
دليل من قال المضمضة والاستنشاق باليمين والاستنثار بالشمال:
أما الدليل على كون المضمضة والاستنشاق باليمين
،
(211 - 65) فقد روى البخاري من طريق ابن شهاب، أن عطاء بن يزيد أخبره،
أن حمران مولى عثمان أخبره أنه رأى عثمان بن عفان دعا بإناء، فأفرغ على كفيه ثلاث مرار فغسلهما، ثم أدخل يمينه في الإناء، فمضمض واستنشق، ثم غسل وجهه ثلاثًا، ويديه إلى المرفقين ثلاث مرار، ثم مسح برأسه، ثم غسل رجليه ثلاث مرار إلى الكعبين، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من توضأ نحو وضوئي هذا، ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه
(2)
.
(212 - 66) وروى مسلم في صحيحه، من طريق خالد بن عبد الله، عن عمرو ابن يحيى بن عمارة عن أبيه،
عن عبد الله بن زيد بن عاصم الأنصاري وكانت له صحبة قال: قيل له توضأ لنا وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فدعا بإناء فأكفأ منها على يديه، فغسلهما ثلاثًا، ثم أدخل يده فاستخرجها، فمضمض واستنشق من كف واحدة، ففعل ذلك ثلاثًا. الحديث، وهو في البخاري بنحوه
(3)
.
فقوله رضي الله عنه: فمضمض واستنشق من كف واحدة، دليل أن كف المضمضة هي كف الاستنشاق، وإذا كانت المضمضة في اليمين فكذلك الاستنشاق، والله أعلم.
-
وأما الدليل على كون الاستنثار بالشمال:
(213 - 67) ما رواه أحمد، قال: حدثنا عبد الرحمن، حدثنا زائدة بن قدامة، عن
(1)
بدائع الصنائع (1/ 21).
(2)
صحيح البخاري (155)، ومسلم (331).
(3)
صحيح مسلم (235)، البخاري (191).
خالد بن علقمة، حدثنا عبد خير قال:
جلس عليٌّ بعد ما صلى الفجر في الرحبة، ثم قال لغلامه: ائتني بطهور فأتاه الغلام بإناء فيه ماء وطست. قال عبد خير: ونحن جلوس ننظر إليه، فأخذ بيمينه الإناء فأكفأه على يده اليسرى، ثم غسل كفيه، ثم أخذ بيده اليمنى الإناء فأفرغ على يده اليسرى، ثم غسل كفيه، فعله ثلاث مرار قال عبد خير: كل ذلك لا يدخل يده في الإناء حتى يغسلها ثلاث مرات، ثم أدخل يده اليمنى في الإناء، فمضمض، واستنشق ونثر بيده اليسرى فعل ذلك ثلاث مرات. الحديث وفي آخره قال: هذا طهور نبي الله صلى الله عليه وسلم، فمن أحب أن ينظر إلى طهور نبي الله صلى الله عليه وسلم فهذا طهوره
(1)
.
[رجاله ثقات، وقد تفرد خالد بن علقمة بذكر الاستنثار بالشمال، على اختلاف عليه في ذكره، وقد رواه جماعة عن عبد خير ولم يذكروا الاستنثار بالشمال، كما رواه غير عبد الخير ولم يذكر الاستنثار]
(2)
.
(1)
المسند (1/ 135).
(2)
في إسناده خالد بن علقمة: وثقه النسائي ويحيى بن معين. الجرح والتعديل (3/ 34)، وتهذيب التهذيب (3/ 93).
وقال أبو حاتم الرازي: شيخ. المرجع السابق.
وذكره ابن حبان في الثقات (6/ 260).
وقال فيه الحافظ: صدوق، ولعله نظر إلى كلام أبي حاتم فيه مع توثيق ابن معين والنسائي، فحطه درجة عن المرتبة الأولى من التوثيق، ولكن ابن معين والنسائي من المتشددين فإذا أجمعا على توثيق الراوي فقد جاوز الراوي القنطرة. وبقية رجال الإسناد ثقات، لكن علته التفرد والمخالفة كما سيأتي بيانه.
فالحديث رواه عبد خير، عن علي، وقد رواه عن عبد خير جماعة، ولم يذكر أحد منهم الاستنثار باليمين إلا خالد بن علقمة، تفرد بذلك عنه زائدة بن قدامة، وقد رواه أبو عوانة وشعبة وسفيان بن عيينة، وأبو حنيفة وشريك وغيرهم عن خالد بن علقمة، ولم يذكروا ما ذكره زائدة بن قدامة من الاستنثار بالشمال، وبعضهم اختصر الحديث،
كما رواه عن علي غير عبد بن خير، ولم يذكروا الاستنثار بالشمال، منهم عبد الملك بن سلع الهمداني، وأبو إسحاق السبيعي، وحسن بن عقبة المرادي. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ولا أعلم أحدًا خالف في استحباب الاستنثار بالشمال فيما أعلم، وإليك تخريج هذه الطريق الأول: خالد بن علقمة، عن عبد خير: واختلف على خالد:
فرواه زائدة بن قدامة عن خالد بن علقمة، كما في مسند أحمد (1/ 135)، والطهور لأبي عبيد (75، 290)، وسنن أبي داود (112)، وسنن النسائي (91)، ومسند أبي يعلى (286)، ومنتقى ابن الجارود (68)، ومسند البزار (791)، وسنن الدارمي (701)، وشرح معاني الآثار للطحاوي (1/ 35)، وصحيح ابن خزيمة (147)، وصحيح ابن حبان (1056)، وسنن الدارقطني (1/ 90، 105)، والسنن الكبرى للبيهقي (1/ 47، 48، 58، 59، 74)، بذكر الاستنثار.
وخالف زائدة جماعة:
فقد رواه أحمد (1/ 154)، حدثنا عفان.
ورواه أبو داود (111) والبيهقي في السنن الكبرى (1/ 50، 68) حدثنا مسدد.
ورواه النسائي في المجتبى (92) وفي الكبرى (77) أخبرنا قتيبة بن سعيد.
ورواه عبد الله بن أحمد في زوائده أيضًا (1/ 141) حدثنا أبو بحر.
(وفي أطراف المسند: أبو بكر بن أبي شيبة وكلاهما من شيوخ عبد الله بن أحمد)،
ورواه البزار (792) من طريق محمد بن عبد الملك القرشي، كلهم (عفان، ومسدد، وقتيبة،
…
وأبو بحر، وأبو بكر بن أبي شيبة) عن أبي عوانة، عن خالد بن علقمة به، وفيه:(ثم تمضمض ونثر من الكف الذي أخذ منه).
وإذا كانت كف المضمضة هي كف الاستنثار علم أن ذلك باليمين، وليس بالشمال، إلا أن يقال: إن المقصود بالاستنثار هو الاستنشاق، فقد يعبر بالاستنثار عن الاستنشاق، وذلك لكونه من لوازمه.
كما تابع أبا عوانة كل من:
شعبة، فرواه أبو داود الطيالسي (149)، ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (1/ 50).
ورواه أحمد (1/ 139) وأبو داود (113) وأبو يعلى (535) عن محمد بن جعفر.
ورواه أحمد (1/ 139) عن حجاج بن محمد.
ورواه أحمد (1/ 122) حدثنا يحيى بن سعيد.
ورواه النسائي في المجتبى (93)، وفي الكبرى (99، 163) من طريق عبد الله بن المبارك.
ورواه أيضًا في المجتبى (94) وفي الكبرى (83، 164) من طريق يزيد بن زريع
ورواه الطحاوي (1/ 35) من طريق أبي عامر.
وأخرجه البزار (793) من طريق وهب بن جرير.
ثمانيتهم عن شعبة، عن مالك بن عرفطة، عن عبد خير، عن علي. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قال أحمد كما في العلل رواية ابنه (1/ 515)، والنسائي كما في السنن (1/ 68، 69) والترمذي كما في سننه (1/ 69) وعبد الله بن أحمد كما في المسند (1/ 122) وأبو زرعة كما في العلل لابن أبي حاتم (1/ 56)، والدارقطني في علله (4/ 49) وغيرهم: وَهِمَ شعبة باسم الراوي، وإنما اسمه خالد بن علقمة، فقال: مالك بن عرفطة. وليس في هذا الطريق ذكر الاستنثار بالشمال.
ورواه سفيان الثوري، عن خالد بن علقمة، واختلف على سفيان: .
فرواه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند (1/ 115) من طريق القاسم الجرمي، عن سفيان، عن خالد بن علقمة به، بلفظ: أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ ثلاثًا ثلاثًا.
ورواه هياج بن بسطام، كما في المعجم الصغير للطبراني (939) من طريق خالد بن هياج بن بسطام، حدثنا أبي، عن سفيان، عن شريك، عن خالد بن علقمة به، فأدخل بين الثوري وخالد شريكًا.
قال الطبراني: لم يروه عن سفيان عن شريك إلا هياج بن بسطام تفرد به خالد، ورواه غيره عن سفيان عن خالد بن علقمة نفسه. اهـ وهياج ضعيف
وقد روى الحديث شريك عن خالد بن علقمة، وإنما النكارة في جعل سفيان يرويه عن شريك، ولو كان هياج حافظًا لقلت: لعله دلسه، فأسقط شريكًا، والله أعلم ..
فقد رواه ابن أبي شيبة (1/ 43) ح 406، قال: حدثنا شريك، عن خالد بن علقمة به، بلفظ: توضأ، فمضمض ثلاثًا، واستنشق ثلاثًا من كف واحدة، قال: هكذا وضوء نبيكم.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند (1/ 125) حدثنا محمد بن جعفر الوركاني، أخبرنا شريك به. بأطول من رواية ابن أبي شيبة.
كما أخرجه الدارقطني (1/ 89) من طريق أبي يحيى الحماني، وعن أبي يوسف القاضي، كلاهما عن أبي حنيفة، عن خالد بن علقمة به، إلا أنه قال: ومسح برأسه ثلاثًا.
قال الدارقطني: هكذا رواه أبو حنيفة، عن خالد بن علقمة، وخالفه جماعة من الحفاظ الثقات منهم زائدة بن قدامة، وسفيان الثوري، وشعبة، وأبو عوانة، وشريك، وأبو الأشهب جعفر بن الحارث، وهارون بن سعد، وجعفر بن محمد، وحجاج بن أرطأة، وأبان بن تغلب، وعلي بن صالح، وحازم بن إبراهيم، وحسن بن صالح، وجعفر الأحمر، فرووه عن خالد بن علقمة، فقالوا فيه: ومسح برأسه مرة .. إلخ كلامه رحمه الله.
هذا ما يخص طريق خالد بن علقمة، عن عبد بن خير، ورأينا كيف أن الاستنثار بالشمال تفرد به زائدة بن قدامة، عن خالد، وقد رواه شعبة، وأبو عوانة، وسفيان، وشريك، وأبو حنيفة عن خالد، ولم يذكروا ما ذكره زائدة.
الطريق الثاني: حسن بن عقبة المرادي، عن عبد خير. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أخرجه أحمد في المسند (1/ 123)، وابن أبي شيبة في المصنف (1/ 16)، وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند (1/ 114) عن وكيع، حدثنا الحسن بن عقبة المرادي به، مختصرًا بلفظ: ألا أريكم وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ثم توضأ ثلاثًا ثلاثًا.
ورواه الدارمي (720) أخبرنا أبو نعيم، ثنا حسن بن عقبة المرادي به.
وأبو نعيم هو الفضل بن دكين، والحسن بن عقبة المرادي ثقة، له ترجمة في الجرح والتعديل (3/ 28، 29). فإسناده صحيح.
الطريق الثالث: أبو إسحاق السبيعي، عن عبد خير.
أخرجه عبد الله بن أحمد في زائد المسند (1/ 127) وأبو يعلى في مسنده (500) حدثنا خلف بن هشام، حدثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، قال: وذكر عبد خير عن علي مثل حديث أبي حية، إلا أن عبد خير قال: كان إذا فرغ من طهوره أخذ بكفيه من فضل طهوره، فشرب.
وأخرجه الترمذي (49) حدثنا قتيبة وهناد، قالا: حدثنا أبو الأحوص به.
الطريق الرابع: عبد الملك بن سلع الهمداني، عن عبد خير به.
أخرجه أحمد (1/ 110) حدثنا مروان.
ورواه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند (1/ 123) من طريق مسهر بن عبد الملك بن سلع، كلاهما عن عبد الملك بن سلع الهمداني به. مطولًا، ولم يذكر الاستنثار بالشمال.
وإسناده صالح، وعبد الملك بن سلع الهمداني ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: يخطئ. وفي التقريب: صدوق.
وكونه قد توبع، فقد زال ما يخشى من خطأ عبد الملك، والله أعلم.
كما رواه أبو حية، عن علي بمثل رواية عبد خير عن علي.
أخرجها أحمد في المسند (1/ 120) حدثنا عبد الله بن الوليد، حدثنا سفيان، حدثنا أبو إسحاق عن أبي حية بن قيس، عن علي رضي الله عنه أنه توضأ ثلاثًا ثلاثًا، وشرب فضل وضوئه، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل.
ورواه أحمد (1/ 125) والترمذي (44)، حدثنا عبد الرحمن، وأخرجه عبد الرزاق في المصنف (120)، ومن طريق عبد الرزاق رواه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند (1/ 156).
ورواه البزار (734، 735) من طريق مؤمل بن إسماعيل وأبي عاصم فرقهما، كلهم (عبد الرحمن وعبد الرزاق، ومؤمل، وأبو عاصم) عن سفيان.
وأخرجه عبد الرزاق في المصنف (121)، وأحمد (1/ 127)، وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند (1/ 157)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 35) من طريق إسرائيل.