الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثاني في فضل الوضوء
[م-61] ورد في فضل الوضوء أحاديث كثيرة، نذكر منها:
الحديث الأول:
(147 - 1) روى مسلم من طريق أبان، حدثنا يحيى، أن زيدًا حدثه، أن أبا سلام حدثه،
عن أبي مالك الأشعري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماوات والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها، أو موبقها
(1)
.
الحديث الثاني:
(148 - 2) ما رواه مسلم، من طريق عكرمة بن عمار، حدثنا شداد بن عبد الله أبو عمار ويحيى بن أبي كثير، عن أبي أمامة،
قال: قال عمرو بن عبسة السلمي: ما منكم رجل يقرب وضوءه، فيتمضمض، ويستنشق فينتثر إلا خرت خطايا وجهه وفيه وخياشيمه، ثم إذا غسل وجهه كما أمره الله، إلا خرت خطايا وجهه من أطراف لحيته مع الماء، ثم يغسل يديه إلى المرفقين، إلا خرت خطايا يديه من أنامله مع الماء، ثم يمسح رأسه إلا خرت خطايا رأسه من
(1)
صحيح مسلم (223).
أطراف شعره مع الماء، ثم يغسل قدميه إلى الكعبين إلا خرت خطايا رجليه من أنامله مع الماء، فإن هو قام، فصلى، فحمد الله، وأثنى عليه، ومجده بالذي هو له أهل، وفرغ قلبه لله إلا انصرف من خطيئته كهيئته يوم ولدته أمه، فحدث عمرو بن عبسة بهذا الحديث أبا أمامة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له أبو أمامة: يا عمرو بن عبسة انظر ما تقول، في مقام واحد يعطي هذا الرجل، فقال عمرو: يا أبا أمامة لقد كبرت سني، ورق عظمي، واقترب أجلي، وما بي حاجة أن أكذب على الله، ولا على رسول الله، لو لم أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا مرة أو مرتين أو ثلاثا حتى عد سبع مرات ما حدثت به أبدًا، ولكني سمعته أكثر من ذلك
(1)
.
الحديث الثالث:
(149 - 3) ما رواه أحمد، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا ابن ثوبان، حدثني حسان بن عطية، أن أبا كبشة السلولي حدثه،
أنه سمع ثوبان يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سددوا وقاربوا واعملوا وخيروا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن
(2)
.
[إسناد حسن إن شاء الله، والحديث صحيح]
(3)
.
(1)
صحيح مسلم (832).
(2)
المسند (5/ 282).
(3)
رجاله ثقات إلا ابن ثوبان، واسمه عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وهو حسن الحديث إن شاء الله تعالى، وقد توبع، جاء في ترجمته:
قال يحيى بن معين صالح الحديث. الجرح والتعديل (5/ 219).
وقال يحيى في رواية: عبد الرحمن ضعيف، وأبوه ثقة. الكامل (4/ 281).
وقال معاوية عن يحيى: ضعيف يكتب حديثه على ضعفه، وكان رجلًا صالحًا. المرجع السابق.
وقال الأثرم: سمعت أبا عبد الله يقول: ابن ثوبان أحاديثه مناكير. الجرح والتعديل (5/ 219).
وقال أيضًا: لم يكن بالقوي في الحديث. ضعفاء العقيلي (2/ 326).
وقال أبو حاتم الرازي: ثقة. الجرح والتعديل (5/ 219). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقال أبو زرعة والعجلي: شامي لا بأس به. الجرح والتعديل (5/ 219)، معرفة الثقات (2/ 73).
وقال يعقوب بن شيبة: اختلف أصحابنا فيه، فأما ابن معين فكان يضعفه، وأما علي فكان حسن الرأي فيه، وقال: ابن ثوبان رجل صدق لا بأس به، وقد حمل عنه الناس. تهذيب التهذيب (6/ 136).
وقال عمرو بن علي: حديث الشاميين ضعيف إلا نفيرًا فاستثناه منهم. المرجع السابق. وقال عثمان الدارمي عن دحيم: ثقة يرمي بالقدر. المرجع السابق، ودحيم من أعلم الناس بأهل الشام.
وفي التقريب: صدوق يخطئ، ورمي بالقدر وتغير بآخرة.
قلت: ما كان من خطئه فقد توبع كما سيأتي إن شاء الله تعالى.
[تخريج الحديث]
الحديث روي عن ثوبان من عدة طرق،
أحدها: عن أبي كبشة السلولي، عن ثوبان.
والثاني: سالم بن أبي الجعد، عن ثوبان، وهو منقطع.
الثالث: عبد الرحمن بن ميسرة، عن ثوبان، وهو ضعيف.
الطريق الأول: عن أبي كبشة السلولي، عن ثوبان.
رواه عبد الرحمن بن ثوبان، واختلف عليه فيه:
فرواه الوليد بن مسلم كما في مسند أحمد كما في إسناد الباب، وتعظيم قدر الصلاة للمروزي (167)، وسنن الدارمي (656) والمعجم الكبير للطبراني (2/ 101) ح 1444، وصحيح ابن حبان (1037) وشعب الإيمان للبيهقي (2715).
وعلي بن الجعد كما في مسند الشاميين للطبراني (217) كلاهما عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن حسان بن عطية، عن أبي كبشة، عن ثوبان
وقال علي بن الجعد: عن أبي كبشة السلولي عمن سمع النبي صلى الله عليه وسلم. ولم يصرح باسم ثوبان.
وخالفهما علي بن عياش، رواه الطبراني في المعجم الكبير (13/ 626) 14548، حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الدمشقي، حدثنا علي بن عياش، حدثنا ابن ثوبان، عن حسان بن عطية، عن أبي كبشة، عن عبد الله بن عمرو.
فجعله من مسند عبد الله بن عمرو بدلًا من ثوبان.
والخطأ فيه من شيخ الطبراني، أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، قال أبو أحمد الحاكم: فيه نظر.
وفي تاريخ دمشق: كان قد كبر فكان يلقن ما ليس من حديثه فيتلقن.
الطريق الثاني: عبد الرحمن بن ميسرة، عن ثوبان.
وأخرجه أحمد (5/ 280) والطبراني في مسند الشاميين (1078) عن علي بن عياش زاد أحمد: عصام ابن خالد، كلاهما عن حريز بن عثمان، عن عبد الرحمن بن ميسرة، عن ثوبان به. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وفي إسناده عبد الرحمن بن ميسرة، ذكره ابن أبي حاتم، وسكت عليه. الجرح والتعديل (5/ 285).
ووثقه العجلي. معرفة الثقات (2/ 88).
وذكره ابن حبان في الثقات (5/ 109).
وقال ابن المديني: مجهول. ميزان الاعتدال (4986).
وقال أبو داود: شيوخ حريز كلهم ثقات. تهذيب التهذيب (6/ 254).
وفي التقريب: مقبول، يعني: إن توبع، وقد توبع.
وعبد الرحمن بن ميسرة لم يرو عن ثوبان إلا هذا الحديث، ولم يصرح بسماع الحديث من ثوبان، وأخشى أنه لم يسمعه من ثوبان، فقد اعتبره الحافظ من الطبقة الرابعة، وهي طبقة صغار التابعين، وأكثر روايتهم عن كبار التابعين.
الطريق الثالث: سالم بن أبي الجعد، عن ثوبان.
أخرجه أبو داود الطيالسي (996) والحاكم في المستدرك (447) عن شعبة،
وأحمد (5/ 276) ثنا أبو معاوية،
وأخرجه أيضًا (5/ 282) ثنا وكيع ويعلى،
وأخرجه الحاكم في المستدرك (448) من طريق زائدة،
وأخرجه البيهقي (1/ 82) من طريق أبي بدر شجاع بن الوليد،
وأخرجه ابن المبارك في الزهد (1040) والحاكم (448)، والبيهقي في شعب الإيمان (2713) وفي السنن الكبرى (1/ 82) من طريق محمد بن عبيد.
وأخرجه البيهقي أيضًا (1/ 457) من طريق ابن نمير، كلهم (شعبة وأبو معاوية ويعلى ووكيع ويعلى وزائدة وأبو بدر شجاع بن الوليد ومحمد بن عبيد وابن نمير رووه) عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن ثوبان.
وتابع الأعمش كل من منصور وابن عتيبة في روايته عن سالم.
أما رواية منصور: فرواها ابن أبي شيبة في المصنف (35)، وأبو عبيد في كتاب الطهور (16) عن أبي الأحوص.
ومحمد بن مصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (170) من طريق جرير.
والطبراني في المعجم الأوسط (7019)، وفي المعجم الصغير (1011) من طريق ورقاء بن عمر بن كليب، ثلاثتهم عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن ثوبان.
ورواه سفيان، عن منصور، واختلف على سفيان:
فرواه أبو عمر العدني في الإيمان (22).
ووكيع كما في سنن ابن ماجه (277) والحاكم في مستدركه (1/ 130). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ومحمد بن يوسف كما في سنن الدارمي (655).
ويحيى بن سعيد القطان كما في مسند الروياني (614، 615).
وعبد الرحمن بن مهدي كما في مسند الروياني (615) وشعب الإيمان للبيهقي (2545).
وخلاد بن يحيى كما في شعب الإيمان للبيهقي (2545)، كلهم رووه عن سفيان، عن منصور، عن سالم، عن ثوبان، كرواية الجماعة.
وخالفهم الحسن بن قتيبة فرواه الحارث في مسنده كما في المطالب العالية (218) حدثنا الحسن بن قتيبة، حدثنا سفيان الثوري، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن ابن عمر مرفوعًا، فجعله من مسند ابن عمر. قال ابن حجر: هذا مقلوب، والمحفوظ عن سالم بن أبي الجعد، عن ثوبان. اهـ
وأما رواية الحكم بن عتيبة: فأخرجها الطبراني في مسند الشاميين (1335) وفي المعجم الصغير (8) من طريق الحكم بن عتيبة، عن سالم به.
وهذا إسناد منقطع، سالم بن أبي الجعد لم يلق ثوبان، قاله الإمام أحمد رحمه الله تعالى، انظر المراسيل لابن أبي حاتم (79، 80)، وجامع التحصيل (217)، وتحفة الأشراف (2/ 131).
وقال في مصباح الزجاجة (1/ 41): هذا الحديث رجاله ثقات أثبات، إلا أنه منقطع بين سالم وثوبان؛ فإنه لم يسمع منه بلا خلاف، لكن له طريق أخرى متصلة، أخرجها أبو داود الطيالسي في مسنده، وأبو يعلى الموصلي، والدارمي في مسنده، وابن حبان في صحيحه من طريق حسان بن عطية، أن أبا كبشة حدثه أنه سمع ثوبان.
ورواه الحاكم من طريق سالم عن ثوبان وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولا أعرف له علة، قلت: علته أن سالمًا لم يسمع من ثوبان، قاله أحمد وأبو حاتم والبخاري وغيره. إلخ كلامه رحمه الله.
فالحديث بمجموع طرقه يرقى إلى الصحة، والله أعلم.
قال العقيلي في الضعفاء الكبير (4/ 168): هذا يروى بإسناد ثابت عن ثوبان، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال ابن عبد البر في التمهيد (24/ 318): وهذا الحديث يتصل مسندًا عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث ثوبان، وحديث عبد الله بن عمرو بن العاص. إلخ كلامه رحمه الله.
وصححه ابن عبد الهادي في تنقيح التحقيق (4/ 285).
وأما حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، فأخرجه ابن ماجه (278) والبيهقي في شعب الإيمان (2803) من طريق ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو بلفظ: استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أن من أفضل أعمالكم الصلاة ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن. وهذا إسناد ضعيف من أجل ليث بن أبي سليم.
كما روي من مسند أبي أمامة، رواه ابن ماجه (279) والطبراني في الكبير (8094)، =
الحديث الرابع:
(150 - 4) ما رواه مسلم من طريق أبي مالك الأشجعي، عن أبي حازم قال:
كنت خلف أبي هريرة وهو يتوضأ للصلاة، فكان يمد يده حتى تبلغ إبطه، فقلت له: يا أبا هريرة ما هذا الوضوء؟ فقال: يا بني فروخ أنتم هاهنا، لو علمت أنكم هاهنا ما توضأت هذا الوضوء، سمعت خليلي صلى الله عليه وسلم يقول: تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء
(1)
.
الحديث الخامس:
(151 - 5) ما رواه البخاري من طريق سعيد بن أبي هلال،
عن نعيم المجمر، قال: رقيت مع أبي هريرة على ظهر المسجد فتوضأ فقال: إني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن أمتي يدعون يوم القيامة غرًّا محجلين من آثار الوضوء، فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل
(2)
.
= والبيهقي في شعب الإيمان (2804) من طريق إسحق بن أسيد، عن أبي حفص الدمشقي، عنأبي أمامة يرفع الحديث، قال: استقيموا ونعما إن استقمتم، وخير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن.
وهذا إسناد ضعيف أيضًا، فيه إسحاق بن أسيد فيه ضعف، وأبو حفص الدمشقي مجهول، والله أعلم.
ورواه الطبراني في الكبير (4596) والعقيلي في الضعفاء الكبير (4/ 168) من مسند سلمة بن الأكوع، وفيه الواقدي، وهو متروك.
ورواه مالك في الموطأ بلاغًا (66)، انظر لمراجعة الطرق السابقة كل من:
1 -
أطراف مسند الإمام أحمد (1/ 656).
2 -
تحفة الأشراف (2/ 131).
3 -
إتحاف المهرة لابن حجر (3/ 31).
4 -
السلسلة الصحيحة (115)، صحيح الجامع (952)، إرواء الغليل (405، 412).
(1)
مسلم (250).
(2)
صحيح البخاري (136)، مسلم (246).
الحديث السادس:
(152 - 6) ما رواه مسلم من طريق ابن مهدي، عن معاوية بن صالح، عن ربيعة يعني ابن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني.
قال معاوية بن صالح: وحدثني أبو عثمان، عن جبير بن نفير، كلاهما (أبو إدريس وجبير بن نفير، عن عقبة بن عامر،
عن عمر، مرفوعًا، وفيه: ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ أو فيسبغ الوضوء ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبد الله ورسوله، إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية، يدخل من أيها شاء
(1)
.
* * *
(1)
مسلم (234).