الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكثيره، ولا بين القاعد والمضطجع فدل على أن النوم حدث مطلقًا.
• ونوقش:
بأن دلالة الاقتران ضعيفة، ونحن لا نجادل بأن النوم سبب للحدث، ولكن ليس حدثًا في ذاته، وهو لا يكون سببًا إلا إذا كان في حال غلبة النوم على العقل بحيث إذا أحدث لم يشعر بحدثه، والله أعلم.
*
الدليل الثاني:
من القياس أن العلماء مجمعون على إيجاب الوضوء على من زال عقله بجنون أو إغماء إذا أفاق على أي حال كان ذلك منه، فكذلك النائم عليه ما على المغمى عليه على أي حال كان ذلك منه؛ لأنه زائل العقل.
• ويناقش:
هذا القول يصح أن يعترض به على من فرق بين نوم القاعد وغيره، ولا يصح أن يعترض به على من يرى أن النوم إن كان لا يغيب معه الوعي فإنه ليس بناقض، ذلك أن الجنون والإغماء يغطي العقل بالكلية، بخلاف النوم فإن منه ما يكون خفيفًا لو أحدث لشعر بذلك، ومنه ما يلحق بالجنون والإغماء بجامع غياب الوعي، والله أعلم.
*
الدليل الثالث:
(418 - 272) ما رواه أحمد، قال: حدثنا علي بن بحر، حدثنا بقية بن الوليد الحمصي، حدثني الوضين بن عطاء، عن محفوظ بن علقمة، عن عبد الرحمن بن عائذ الأزدي،
عن علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن السه وكاء العين فمن نام فليتوضأ
(1)
.
(1)
المسند (1/ 111) وانقلب متنه على الراوي، والصحيح أن لفظه:(وكاء السه العينان، فمن نام فليتوضأ)، وهذا لفظ أبي داود (203).
[ضعيف]
(1)
.
(1)
الحديث أخرجه أحمد كما في إسناد الباب والطبراني في مسند الشاميين (656) عن علي بن بحر.
وأخرجه أبو داود (203) والطبراني في مسند الشاميين (656) عن حيوة بن شريح الحمصي.
وأخرجه ابن ماجه (477) حدثنا محمد بن المصفى الحمصي.
وأخرجه الطحاوي في مشكل الآثار (3432) من طريق حكيم بن سيف ويزيد بن عبد ربه.
وأخرجه الدارقطني (1/ 161) من طريق سليمان بن عمر الأقطع.
وأخرجه البيهقي (1/ 118) من طريق أبي عتبة.
وأخرجه العقيلي في الضعفاء الكبير (4/ 329) من طريق نعيم بن حماد.
وابن عدي في الكامل (7/ 88) من طريق سليمان بن عمر بن خالد.
وأخرجه المزي في تهذيب الكمال (27/ 289) من طريق علي بن الحسين الخواص، كلهم رووه عن بقية بن الوليد به.
والحديث له ثلاث علل:
الأولى: عنعنة بقية، ولا يشفع له كونه صرح بالتحديث من شيخه حتى يصرح بالتحديث من شيخ شيخه كذلك؛ لأنه متهم بتدليس التسوية.
الثانية: الانقطاع حيث لم يسمع عبد الرحمن بن عائذ من علي.
قال ابن أبي حاتم في العلل (1/ 47) سألت أبي عن حديث رواه بقية عن الوضين بن عطاء، عن ابن عائذ، عن علي.
وعن حديث أبي بكر بن أبي مريم عن عطية بن قيس، عن معاوية عن النبي صلى الله عليه وسلم: العين وكاء السه؟ فقال: ليسا بقويين، وسئل أبو زرعة عن حديث ابن عائذ، عن علي بهذا الحديث، فقال: ابن عائذ عن علي مرسل». اهـ
العلة الثالثة: الوضين بن عطاء سيء الحفظ.
وله شاهد من حديث معاوية، أخرجه عبد الله بن أحمد عن أبيه وجادة من طريق بكر بن يزيد، قال: أخبرنا أبو بكر يعني: ابن أبي مريم، عن عطية بن قيس الكلاعي، أن معاوية بن أبي سفيان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن العينين وكاء السه فإذا نامت العينان استطلق الوكاء.
وأخرجه الدارمي (722) والطبراني في المعجم الكبير (19/ 372) رقم 875 عن محمد بن المبارك.
وأبو يعلى (7372) حدثنا إبراهيم بن حسين الأنطاكي.
والطبراني في المعجم الكبير (19/ 372) من طريق حيوة بن شريح الحمصي
والدارقطني (1/ 160) من طريق سليمان بن عمر،
…
والطحاوي في مشكل الآثار (3434) من طريق سليمان بن عبد الله الرقي.
والبيهقي في السنن الكبرى (1/ 118) من طريق يزيد بن عبد ربه، خمستهم عن بقية بن الوليد، عن أبي بكر به.
وأخرجه الطبراني في مسند الشاميين (1494) وفي المعجم الكبير (875)، والدارقطني (1/ 160) من طريق الوليد بن مسلم، عن أبي بكر به.
ومدار إسناده على أبي بكر بن أبي مريم، عن عطية بن قيس، عن معاوية بن سفيان مرفوعًا.
…
وأبو بكر بن أبي مريم، ضعيف:
قال يحيى بن معين: شامي، ضعيف الحديث، ليس بشيء، وهذا مثل الأحوص بن حكيم ليس بشيء. الكامل (2/ 36) رقم 277.
وقال حرب بن إسماعيل، عن أحمد: ضعيف، كان عيسى لا يرضاه.
وقال الآجري، عن أبي داود: قال أحمد ليس بشيء. قال أبو داود: سرق له حلى فأنكر عقله. تهذيب التهذيب (12/ 33)
وقال إسحاق بن راهويه: يذكر عن عيسى بن يونس، قال: لو أردت أبا بكر بن أبي مريم على أن يجمع لي فلانًا وفلانًا وفلانًا لفعل، يعني: راشد بن سعد، وضمرة بن حبيب، وحبيب بن عبيد. المرجع السابق.
وفي التقريب: ضعيف، وكان قد سرق بيته، فاختلط من السابعة.
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 247) رواه أحمد والطبراني في المعجم الكبير، وفيه أبو بكر بن أبي مريم، وهو ضعيف لاختلاطه.
وقد سبق لنا أن ضعفه أبو حاتم كما في العلل لابنه (1/ 47).
وانظر أطراف المسند (4/ 445) و (7291)، تحفة الأشراف (10208)، إتحاف المهرة (14573، 16809).