الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
الدليل الثامن على أن الأذنين يمسحان مع الرأس:
(254 - 108) ما رواه مالك في الموطأ، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار،
عن عبد الله الصنابحي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا توضأ العبد المؤمن، فتمضمض خرجت الخطايا من فيه، وإذا استنثر خرجت الخطايا من أنفه، فإذا غسل وجهه خرجت الخطايا من وجهه حتى تخرج من تحت أشفار عينيه، فإذا غسل يديه خرجت الخطايا من يديه حتى تخرج من تحت أظفار يديه، فإذا مسح برأسه خرجت الخطايا من رأسه حتى تخرج من أذنيه، فإذا غسل رجليه خرجت الخطايا من رجليه حتى تخرج من تحت أظفار رجليه، قال: ثم كان مشيه إلى المسجد وصلاته نافلة
(1)
.
[رجاله ثقات إلا أنه مرسل، الصنابحي لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم]
(2)
.
= عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الأذنان من الرأس.
قال الدارقطني: عبد الحكم لا يحتج به. وانظر إتحاف المهرة (1301).
ورواه الطبراني كما في مجمع البحرين (416) من طريق عمر بن أبان بن مفضل المدني، قال: أراني أنس بن مالك الوضوء، أخذ ركوة فوضعها عن يساره، وصب الماء على يده اليمنى، فغسلها ثلاثًا، ثم أدار الركوة على يده اليمنى، فتوضأ ثلاثًا ثلاثًا، ومسح برأسه ثلاثًا، وأخذ ماء جديدًا لسماخه، فمسح سماخه، فقلت: قد مسحت أذنيك؟ فقال: يا غلام إنهما من الرأس، ليس هما من الوجه، ثم قال: يا غلام هل رأيت؟ وهل فهمت أو أعيد عليك؟ فقلت: قد كفاني، وقد فهمت. قال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ.
وعمر بن أبان، قال فيه الذهبي في الميزان (3/ 181): عن أنس في الوضوء، لا يعرف.
ورواه ابن عدي في الكامل (2/ 55) من طريق خارجه بن مصعب، عن الهيثم بن جماز، عن يزيد الرقاشي، عن أنس به.
وخارجه متروك، والرقاشي ضعيف.
فتبين لي من هذا البحث أن الحديث لا يصح مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما هو موقوف على بعض الصحابة رضي الله عنهم.
(1)
الموطأ (1/ 31).
(2)
هكذا قال الإمام مالك: عبد الله الصنابحي، وقد خطأه الأئمة، فقالوا: إنما هو أبو عبد الله الصنابحي. قال الترمذي: سألت محمد بن إسماعيل البخاري عن الصنابحي، فقال: =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وهم فيه مالك: وهو أبو عبد الله الصنابحي، واسمه عبد الرحمن بن عسيلة، ولم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال علي بن المديني وغيره: عبد الرحمن بن عسيلة كنيته: أبو عبد الله لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم، بل أرسل عنه، فمن قال: عبد الرحمن فقد أصاب اسمه، ومن قال: عن أبي عبد الله، فقد أصاب كنيته، وهو رجل واحد، ومن قال: عن أبي عبد الرحمن: فقد أخطأ، قلب اسمه فجعله كنيته. ومن قال: عن عبد الله الصنابحي فقد أخطأ، قلب كنيته فجعلها اسمه. قال الحافظ ابن حجر: وهو الصواب عندي.
وإذا كان الصنابحي لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم فهو منقطع، والمنقطع من أنواع الحديث الضعيف.
الحديث رواه مالك كما في إسناد الباب، ومن طريق مالك أخرجه أحمد (4/ 349)، والبخاري في التأريخ الكبير (5/ 322)، والنسائي (103)، وفي الكبرى (106)، والحاكم (1/ 129، 130)، والبيهقي في السنن (1/ 81).
وأخرجه أحمد (3/ 348، 349) من طريق محمد بن مطرف (أبي غسان)
وأخرجه ابن ماجه (282) من طريق حفص بن ميسرة كلاهما عن زيد بن أسلم به.
وقد استدل النسائي بهذا الحديث على أن الأذنين من الرأس، ولم يرو حديث (الأذنان من الرأس) لضعفه عنده.
انظر إتحاف المهرة (13455)، أطراف المسند (4/ 250)، تحفة الأشراف (9677).
والحديث له شاهدان:
الأول: حديث أبي هريرة
رواه مالك في الموطأ (1/ 32) عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن فغسل وجهه خرجت من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينه مع الماء أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسل يديه خرجت من يديه كل خطيئة بطشتها يداه مع الماء أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء أو مع آخر قطر الماء، حتى يخرج نقيًا من الذنوب.
ولم يذكر مسح الرأس ولا الأذنين.