الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثاني في استحباب رفع البصر إلى السماء عند الدعاء بعد الوضوء
[م-137] استحب بعض الحنابلة رفع البصر إلى السماء عند ذكر هذا الدعاء
(1)
.
(302 - 156) لما رواه أحمد، قال: حدثنا عبد الله بن يزيد، حدثنا حيوة، أخبرنا أبو عقيل، عن ابن عم له،
عن عقبة بن عامر، وفيه: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من توضأ فأحسن الوضوء، ثم رفع نظره إلى السماء، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، فتحت له ثمانية أبواب الجنة يدخل من أيها شاء
(2)
.
[زيادة رفع البصر إلى السماء زيادة منكرة]
(3)
.
الدليل الثاني:
قالوا: إن رفع الطرف إلى السماء من آداب الدعاء، والذكر مشتمل على الدعاء
(1)
المغني (1/ 94)، الإنصاف (1/ 165).
(2)
المسند (1/ 19).
(3)
تفرد بها ابن عم أبي عقيل، عن عقبة، وهو مجهول.
والحديث أخرجه أبو داود (170)، والدارمي (716)، وأبو يعلى (180)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (84)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (31) من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ به.
انظر أطراف المسند (4/ 378)، تحفة الأشراف (9974)، إتحاف المهرة (13968).
السابق: (اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين).
- والدليل على أن رفع البصر إلى السماء من آداب الدعاء أدلة منها:
(303 - 157) ما رواه مسلم من طريق سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن المقداد من حديث طويل، وفيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم رفع رأسه إلى السماء، فقال: اللهم أطعم من أطعمني وأسق من أسقاني.
(304 - 158) ومنها ما رواه البخاري من طريق كريب،
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: بت في بيت ميمونة، والنبي صلى الله عليه وسلم عندها فلما كان ثلث الليل الآخر أو بعضه، قعد فنظر إلى السماء، فقرأ:(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ)[آل عمران: 190]
(1)
.
(305 - 159) ما رواه الترمذي، قال: حدثنا أبو سلمة يحيى بن المغيرة المخزومي المديني وغير واحد قالوا: حدثنا ابن أبي فديك، عن إبراهيم بن الفضل، عن المقبري،
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أهمه الأمر رفع رأسه إلى السماء فقال سبحان الله العظيم وإذا اجتهد في الدعاء قال يا حي يا قيوم. قال أبو عيسى هذا حديث غريب
(2)
.
[ضعيف، وليس صريحًا في الباب]
(3)
.
(306 - 160) ومن الأذكار التي تقال بعد الوضوء ما جاء في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال:
(1)
صحيح البخاري (6215).
(2)
سنن الترمذي (3436).
(3)
في إسناده إبراهيم بن الفضل، وهو ضعيف، جاء في ترجمته:
قال أحمد بن حنبل: ليس بقوي في الحديث، ضعيف الحديث. الجرح والتعديل (2/ 122).
وقال يحيى بن معين: ليس حديثه بشيء. المرجع السابق.
وقال أبو حاتم الرازي: ضعيف الحديث منكر الحديث. المرجع السابق.
وقال أبو زرعة: مدينى ضعيف. المرجع السابق.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من توضأ ثم قال: سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك كتب في رق، ثم طبع في طابع فلم يكسر إلى يوم القيامة.
[الصحيح موقوف، ومثله لا يقال بالرأي فله حكم الرفع]
(1)
.
* * *
(1)
هذا الحديث أخرجه النسائي في السنن الكبرى (9909) والحاكم في المستدرك (1/ 564)، والنسائي في عمل اليوم والليلة كما في التحفة (3/ 447)، والطبراني في الأوسط (1478) وفي مجمع البحرين (428)، والبيهقي في شعب الإيمان (2754) من طريق يحبى بن كثير، عن شعبة، عن أبي هاشم الرماني، عن أي مجلز، عن قيس بن عباد، عن أبي سعيد الخدري مرفوعًا.
وتابع عبد الصمد يحيى في رفعه، فقد أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (2754) من طريق عبد الصمد، حدثنا شعبة به مرفوعًا.
قال النسائي: هذا خطأ، والصواب موقوف، خالفه محمد بن جعفر فوقفه.
قلت: محمد بن جعفر (غندر) من أثبت أصحاب شعبة.
فقد أخرجه النسائي في السنن الكبرى (10789) من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة به موقوفًا.
وقال الطبراني: لم يروه عن شعبة، إلا يحيى. يقصد مرفوعًا.
وتابع معاذ بن معاذ محمد بن جعفر في وقفه، فقد أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (2754) من طريق معاذ بن معاذ، عن شعبة به موقوفًا.
ورواه الثوري، عن أبي هاشم، واختلف على الثوري، فرواه ابن مهدي، كما في سنن النسائي الكبرى (10790)، ومستدرك الحاكم (1/ 565).
وعبد الرزاق، كما في المصنف (730).
وابن المبارك، كما في رواية النسائي في اليوم والليلة، انظر تحفة الأشراف (3/ 447).
وقبيصة بن عقبة، كما في شعب الإيمان (3038) كلهم رووه عن سفيان، عن أبي هاشم به موقوفًا.
وخالفهم يوسف بن أسباط، فرواه عن سفيان به مرفوعًا كما في رواية ابن السني في عمل اليوم والليلة (28)، وكما في النكت الظراف (3/ 447)، ويوسف بن أسباط له ترجمة في الجرح والتعديل (9/ 218) قال أبو حاتم: كان رجلًا عابدًا دفن كتبه، وهو يغلط كثيرًا، وهو رجل صالح لا يحتج بحديثه.
ورواه هشيم، واختلف عليه فيه:
فرواه نعيم بن حماد، عن هشيم، عن أبي هاشم به مرفوعًا أخرجه الحاكم (2/ 399) والبيهقي (4/ 530).
وتابعه مخالد بن يزيد عند البيهقي في شعب الإيمان (3039)، فرواه عن هشيم مرفوعًا.
ورواه البيهقي في شعب الإيمان (2444) من طريق سعيد بن منصور، عن هشيم به موقوفًا. قال البيهقي: هذا هو المحفوظ موقوف، ورواه نعيم بن حماد عن هشيم فرفعه. اهـ
وكذلك رواه الدارمي (3407) عن أبي النعمان (عارم) عن هشيم به، فوقفه.
وذكر الحافظ في النكت الظراف (3/ 447): بأن قيس بن الربيع رواه عن أبي هاشم به مرفوعًا. وقيس بن الربيع صدوق تغير حفظه لما كبر، وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدث به. قاله الحافظ في التقريب.
فالموقوف أرجح من المرفوع كما قال النسائي عليه رحمة الله، ولكن هذا الموقوف له حكم الرفع؛ لأن مثله لا يقال بالرأي. قال الحافظ في النكت: ومثله لا يقال بالرأي فله حكم الرفع. اهـ