الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[م-124] اختلف العلماء في ماء الأذنين:
فقيل: السنة أن تمسح الأذنان بماء الرأس، وهو مذهب الحنفية
(1)
.
وقيل: بل يستحب أخذ ماء جديد لهما، وهو مذهب المالكية
(2)
، والشافعية
(3)
، والحنابلة
(4)
.
ولو مسحهما بماء الرأس أجزأ عندهم، لكن الخلاف في تحصيل السنة.
وقيل: الأذنان من الوجه، فيغسلان معه
(5)
.
وقيل: ما أقبل منهما من الوجه، وظاهرهما من الرأس
(6)
.
-
دليل من قال: إن الأذنين من الرأس فيمسحان بماء الرأس:
*
الدليل الأول:
(247 - 101) ما رواه النسائي من طريق ابن عجلان، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار،
عن ابن عباس قال توضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فغرف غرفة فمضمض واستنشق ثم غرف غرفة فغسل وجهه ثم غرف غرفة فغسل يده اليمنى ثم غرف غرفة فغسل يده اليسرى ثم مسح برأسه وأذنيه باطنهما بالسباحتين وظاهرهما بإبهاميه ثم غرف غرفة فغسل رجله اليمنى ثم غرف غرفة فغسل رجله اليسرى
(7)
.
(1)
بدائع الصنائع (1/ 5)، المبسوط (1/ 10)، حاشية ابن عابدين (1/ 21)، البحر الرائق (1/ 9)، اللباب شرح الكتاب (1/ 1).
(2)
المدونة (1/ 19)، التمهيد (3/ 209)، مواهب الجليل (1/ 112).
(3)
روضة الطالبين (1/ 4).
(4)
المغني (1/ 4)، المبدع شرح المقنع (1/ 4).
(5)
هذا قول الزهري، انظر التمهيد لابن عبد البر (3/ 209)، والمجموع (1/ 443)، والبحر المحيط تفسير سورة المائدة (ص: 4).
(6)
انظر المراجع السابقة.
(7)
سنن النسائي (102).
[رجاله ثقات إلا ابن عجلان فإنه صدوق، وأكثر الرواة على عدم ذكر مسح الأذنين]
(1)
.
(1)
الحديث مداره على زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس.
ويرويه عن زيد بن أسلم عشرة من الرواة بل يزيدون، وبعضهم يرويه مختصرًا، وبعضهم يرويه مطولًا، فقد وقفت على ثلاثة رواة يروون الحديث بذكر مسح الأذنين، ورواه جماعة مطولًا ومختصرًا، ولم يذكروا مسح الأذنين، أشهرهم سفيان الثوري، وسليمان بن بلال، ومعمر بن راشد، وإليك بيان طرق كل رواية، ومن خرجها.
ذكر الرواة الذين ذكروا مسح الأذنين:
الأول: ابن عجلان كما في إسناد الباب:
عند ابن أبي شيبة (1/ 17) رقم 64، وأبي يعلى (2486)، والنسائي (102)، وابن ماجه (439)، وابن خزيمة (148)، وابن حبان (1078، 1086)، والبيهقي (1/ 55، 73) وغيرهم.
الثاني: هشام بن سعد.
رواه أبو داود (137) والحاكم (1/ 147)، والبيهقي في السنن (1/ 73) وفي المعرفة (1/ 222).
الثالث: عبد العزيز بن محمد الدراوردي.
كما في سنن النسائي (101)، وابن ماجه (403)، والدارمي (697)، ومسند أبي يعلى (2670، 2672)، والطحاوي (1/ 32) وابن حبان (1076)، والبيهقي (1/ 50).
إلا أن ابن ماجه والدارمي وابن حبان والبيهقي اختصروا لفظه، ولم يذكروا مسح الأذنين.
وأما من رواه عن زيد بن أسلم ولم يذكر الأذنين، منهم:
الأول: سفيان الثوري، كما عند البخاري (157) وأبو عبيد في كتابه الطهور (103)، وأبو داود (138) والنسائي (80)، والترمذي (42) وابن ماجه (411)، والطحاوي (1/ 29)، وابن حبان (1195) والدارمي (696، 711) والبغوي في شرح السنة (226).
الثاني: سليمان بن بلال.
كما في مسند أحمد (1/ 286)، والبخاري (140)، والبيهقي (1/ 72).
الثالث: معمر كما في مصنف عبد الرزاق (126)، وأحمد (1/ 336)، والبيهقي (1/ 80).
الرابع: داود بن قيس، كما عند عبد الرزاق (127)، وأحمد (1/ 336)، والبيهقي (1/ 80).
الخامس: ورقاء بن عمر كما عند البيهقي (1/ 67، 73). بسند حسن، رجاله كلهم ثقات إلا ورقاء بن عمر، فإنه صدوق. وقال البيهقي: هذا إسناد صحيح.
السادس: محمد بن جعفر بن أبي كثير كما عند البيهقي (1/ 73).
…
السابع: أبو بكر بن محمد كما عند عبد الرزاق (129).
فلا تطمئن النفس إلا أن ذكر مسح الأذنين محفوظًا في الحديث، والله أعلم.
وحديثنا هذا فيه زيادات كثيرة لم أتعرض لها لأن الكلام على ذكر مسح الأذنين، وتعرضت لبعضها في كتابي أحكام المسح على الحائل، في معرض الكلام على المسح على النعل؛ لأن في بعض ألفاظها ذكر المسح على النعل، وفي بعضها الرش، فإن رأيت أنك بحاجة إلى الاطلاع على المزيد عن متن هذا الحديث فارجع إلى ح (540) غير مأمور. والله الموفق.
وانظر لمراجعة طرق الحديث: أطرف المسند (3/ 177، 178)، إتحاف المهرة (8224، 8226، 8227) تحفة الأشراف (5976، 5978).