الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[32/44] باب ما جاء في حد الساحر وذم السحر والكهانة
.
5044 -
عن جندب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حد الساحر ضربه بالسيف» رواه الترمذي والدارقطني وضعف الترمذي إسناده وصحح وقفه عن جندب وأخرجه الحاكم والبيهقي (1) .
5045 -
وعن بجالة بن عبده، قال «كنت كاتب الحر بن معاوية عم الأحنف بن قيس فأتى كتاب عمر قبل موته بشهرين: اقتلوا كل ساحر وساحرة وفرقوا بين كل ذي رحم محرم من المجوس وانهوهم عن الرمومة، فقتلنا ثلاث سواحر وجعلنا نفرق بين الرجل وحريمه في كتاب الله» رواه أحمد وأبو داود (2) بدون لفظ «ساحرة» ، وقال المنذري: أخرجه البخاري والترمذي والنسائي مختصرًا (3) .
5046 -
وعن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة أنه بلغه: «أن حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قتلت جارية لها سحرتها وكانت قد دبرتها فأمرت بها فقتلت» رواه مالك في "الموطأ" عنه (4) .
5047 -
وعن ابن شهاب: «أنه سئل أعلى من سحر من أهل العهد قتل؟
(1) الترمذي (4/60)(1460) ، الدارقطني (3/114) ، الحاكم (4/401) ، البيهقي (8/136) ، الطبراني في "الكبير"(2/161) ، وابن عدي في "الكامل"(1/284) .
(2)
أحمد (1/190) ، أبو داود (3/168)(3043) .
(3)
سيأتي برقم (5406) .
(4)
مالك في "الموطأ"(2/871)(1562) ، وأخرجه من طريق آخر عبد الرزاق (10/180) ، والبيهقي (8/136) ، وابن أبي شيبة (5/453) ، والطبراني في "الكبير"(23/187) .
قال: بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد صنع له ذلك فلم يقتل من صنعه وكان من أهل الكتاب» أخرجه البخاري (1) وليس فيه دليل على عدم قتل الساحر لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يعاقب بما وقع فيه كما في قصة اليهودية التي سمته.
5048 -
ويشهد لما قلناه حديث عائشة عند البخاري (2) قالت: «ما انتقم النبي صلى الله عليه وسلم لنفسه في شيء يؤتى إليه حتى ينتهك من حرمات الله فينتقم» .
5049 -
وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: يا رسول الله وما هن؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات» أخرجاه (3) .
5050 -
وعن عائشة قالت: «سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أنه ليخيل إليه أنه فعل الشيء وما فعله حق إذا كان ذات يوم وهو عندي دعى الله ودعى، ثم قال: أشعرت يا عائشة أن الله قد أفتاني بما أستفتيه، قلت: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: جاءني رجلان فجلس أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي، ثم قال أحدهما لصاحبه: ما وجع الرجل؟ قال: مطبوب، قال: من طبه؟ قال: لبيد بن الأعصم اليهودي من بني زريق، قال: في ماذا؟ قال في مشط ومشاطة وجف طلعة ذكر،
(1) علقه البخاري (3/1159) قبل الحديث (3004) باب هل يعفى عن الذمي إذا سحر، ووصله ابن وهب في "جامعه" كما في "الفتح"(6/277) .
(2)
البخاري (3/1306، 5/2269)(3367، 5775) ، وهو عند مسلم بمعناه (4/1814)(2328) .
(3)
تقدم برقم (3648) .
قال: فأين هو؟ قال: في بئر ذروان فذهب النبي صلى الله عليه وسلم في أناس من أصحابه إلى البئر فنظر إليها وعليها نخل ثم رجع إلى عائشة، فقال: والله لكأن ماؤها نقاعة الحناء ولكأن نخلها رؤوس الشياطين، فقلت: يا رسول الله أفأخرجته، قال: لا أما أنا فقد عافاني الله وشفاني وخشيت أن أثير على الناس شرًا فأمر بها فدفنت» متفق عليه (1)، وفي رواية لمسلم (2) : قال: «فقلت يا رسول الله! أفلا أخرجته؟ قال: لا» وفي رواية للبخاري من حديث عائشة: «فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: لهذه البئر التي أريتها كأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين وكأن مائها نقاعة الحناء فأمر به النبي صلى الله عليه وسلم فأخرج قالت عائشة: فقلت يا رسول الله! فهلا تعني تنشرت؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أما الله فقد شفاني وأما أنا فأكره أن أثير على الناس شرًا» انتهى. ذكر ذلك في كتاب الأدب في باب إن الله يأمر بالعدل والإحسان (3) ، وفي البخاري أيضًا في باب الشرك والسحر من الموبقات (4)
أخرج حديث عائشة المذكور وفيه «فأتى البئر حتى استخرجه، فقال: هذه البئر التي أريتها، قال: فاستخرج ذلك، قالت: فقلت: أفلا تنشرت؟ فقال: أما الله فقد شفاني وأكره أن أثير على أحد من الناس شرًا» انتهى. وقال في "الفتح": النشر بالضم نوع من العلاج انتهى.
(1) البخاري (3/1192، 5/2174، 2176)(3095، 5430، 5433) ، مسلم (4/1719-1720)(2189) ، أحمد (6/57، 96) ، وهو عند ابن حبان (14/545-546)(6583) ، وابن ماجه (2/1173)(3545) ، والنسائي في "الكبرى"(4/380) ، وابن أبي شيبة (5/41) ، والحميدي (1/126)(259) ، وأبي يعلى (8/290-293)(4882) .
(2)
مسلم (4/1721)(2189) .
(3)
البخاري (5/2252)(5716) .
(4)
البخاري (5/2175)(5432) ، أحمد (6/63) ، والشافعي (1/382) ..
5051 -
وعن زيد بن أرقم، قال:«سحر النبي صلى الله عليه وسلم رجل من اليهود فاشتكى لذلك أيامًا فأتاه جبريل فقال: إن رجلًا من اليهود سحرك عقد لك عقدًا في بئر كذا وكذا فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستخرجها فحلها فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما نشط من عقال فما ذكر ذلك لذلك اليهودي ولا رآه في وجهه قط» أخرجه النسائي (1) .
5052 -
وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من عقد عقدة، ثم نفث فيها فقد سحر ومن سحر فقد أشرك، ومن تعلق بشيء وكل إليه» أخرجه النسائي (2) من رواية الحسن عن أبي هريرة ولم يسمع منه عند الجمهور.
5053 -
وعن أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن خمر وقاطع رحم ومصدق بالسحر» رواه أحمد وابن حبان في "صحيحه"(3) .
5054 -
وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أتى كاهنًا أو عرافًا فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم» رواه أحمد والحاكم (4)، وقال: صحيح الإسناد، وقال العراقي في "أمالية": حديث صحيح.
5055 -
وللترمذي وأبي داود من حديث أبي هريرة مرفوعًا: «من أتى
(1) النسائي (7/112)(4080) ، وهو عند ابن أبي شيبة (5/40) ، وأحمد (4/367) ، والطبراني في "الكبير"(5/180) .
(2)
النسائي (7/112)(4079) ، الطبراني في "الأوسط"(2/127-128) ، ابن عدي في "الكامل"(4/341) .
(3)
أحمد (4/399) ، ابن حبان (13/507)(6137) ، أبو يعلى (13/223-224)(7248) .
(4)
أحمد (2/429) ، الحاكم (1/49) .
حائضًا أو امرأة في دبرها أو كاهنًا، فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد» وضعف البخاري إسناده، وقد تقدم (1) في كتاب النكاح.
5056 -
وعن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أتى كاهنًا فصدقه بما قال، فقد كفر بما أنزل على محمد» رواه البزار (2) بإسناد جيد قوي.
5057 -
زاد الطبراني (3) من رواية أنس «من أتاه غير مصدق لم يقبل الله له صلاة أربعين ليلة» .
5058 -
وعن صفية بنت أبي عبيد عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أتى عرافًا فسأله عن شيء فصدقه لم يقبل الله له صلاة أربعين ليلة» رواه أحمد ومسلم (4)، وقال:«أربعين يومًا» .
5059 -
وعن عائشة قالت: «سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الكهانة فقال: ليس بشيء، فقالوا: يا رسول الله إنهم يحدثون أحيانًا بشيء فيكون حقًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تلك الكلمة من الحق يخطفها الشيطان فيقرها في أُذن وليه يخلطون معها مائة كذبة» متفق عليه (5) ، وفي رواية لمسلم (6)«فيقرها في أذن وليه قر الدجاجة» .
(1) تقدم برقم (529) .
(2)
كما في "كشف الأستار"(3/405) .
(3)
الطبراني في "الأوسط"(3/378)(6670) .
(4)
أحمد (4/68، 5/380) ، مسلم (4/1751)(2230) .
(5)
البخاري (5/2173)(5429) ، مسلم (4/1750)(2228) ، ابن حبان (13/506)(6136) .
(6)
مسلم (4/1750)(2228) ، والبخاري (5/2294، 6/2748)(5859، 7122) ، وأحمد (6/87) .
5060 -
وعن عائشة قالت: «كان لأبي بكر غلام يأكل من خراجه فجاء بشيء فأكل منه أبو بكر، فقال له الغلام: تدري ما هذا؟ قال: وما هو؟ قال: كنت تكهنت لإنسان في الجاهلية وما أحسن الكهانة إلا أني خدعته فلقيني فأعطاني ذلك فهذا الذي أكلت منه، فأدخل أبو بكر يده فقاء كل شيء في بطنه» أخرجه البخاري (1) .
5061 -
وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من اقتبس علمًا من النجوم اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد» رواه أحمد وأبو داود وابن ماجة (2) ورجال إسناده ثقات.
5062 -
وعن معاوية بن الحكم السلمي قال: «قلت: يا رسول الله إني حديث عهد بالجاهلية وقد جاء الله بالإسلام فإن منا رجالًا يأتون الكهان، قال: فلا تأتهم، قال: ومنا رجال يتطيرون، قال: ذلك شيء يجدونه في صدورهم فلا يصدنكم، قال: قلت: ومنا رجال يخطون، قال: كان نبيًا من الأنبياء يخط فمن وافق خطه فذاك» رواه أحمد ومسلم (3) .
5063 -
وعن عمران قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس منا من تطير ولا
(1) البخاري (3/1395)(3629) .
(2)
أحمد (1/311) ، أبو داود (4/15)(3905) ، ابن ماجه (2/1228)(3726) ، ابن أبي شيبة (5/239) .
(3)
أحمد (5/447، 448) ، مسلم (1/381)(537) ، وهو عند النسائي (3/16-17) ، وأبي داود (1/244)(930) ، وابن حبان (6/22-23)(2247) ، وابن خزيمة (2/35)(859) .
من تطير له أو تكهن أو تكهن له -أظنه قال-: أو سحر أو سحر له» رواه الطبراني في أكبر معاجيمه (1) وفي إسناده أبو حمزة العطار ضعفه الفلاس وابن عدي، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه وهو من حديث الحسن عن عمران، وفي سماعه منه اختلاف؛ لكن قال الحاكم: الأكثر على السماع، وقال المنذري بعد أن ساق حديث عمران: رواه البزار (2) بإسناد جيد
5064 -
وأخرجه الطبراني (3) من حديث ابن عباس بإسناد حسن.
قوله: «الزمزمة» بزائين معجمتين كلام يصدر منهم عند الطعام. قوله: «مطبوب» بالطاء المهملة وموحدتين اسم مفعول أي مسحور. قوله: «من بني زريق» بتقديم الزاي. قوله: «في مُشط ومشاطة» المشط بضم الميم والشين المعجمة وبضم الميم وسكون الشين وهو الآلة المعروفة التي يسرح بها الشعر، والمشاطة بضم الميم هي اشعر الذي يسقط من الرأس واللحية عند تسريحه بالمشط، ووقع في رواية للبخاري (4)«ومشاقة» بالقاف وهي المشاطة، وقيل مشاقة الكتان. قوله:«جف طلعة» بالجيم والفاء وهو وعاء طلع النخل أي الغشاء الذي يكون عليه ويطلق على الذكر والأنثى. قوله: «في بئر ذروان» هكذا وقع في نسخ من البخاري وفي جميع روايات مسلم أجد وأصح. قوله: «نقاعة الحناء» بضم النون من نقاعة وهو الماء الذي ينقع
(1) الطبراني في "الكبير"(18/162)(355) .
(2)
البزار (9/52)(3578) .
(3)
الطبراني في "الأوسط"(4/301-302) .
(4)
البخاري (3/1192، 5/2174، 2175)(3095، 5430، 5432) .
فيهه الحناء. قوله: «كاهنًا» قال في "الدر النثير": الكاهن الذي يتعاطى الخبر عن الكائنات في مستقبلة الزمان ويدعي معرفة الأسرار الجمع كهان وكهنة وفي "النهاية": الكاهن يشمل العراف والمنجم. قوله: «أو عرافًا» هو المنجم أو الحاذي الذي يدعي علم الغيب ولقد أجاد بعض بني حمدان حيث قال.
دَعِ النُّجومَ لعرَّافٍ يعيش بها
…
وانهض بعزم قوي أيها الملك
إن النبي وأصحاب النبي نُهوا
…
عن النجوم وقد أبصرت ما ملكوا
وقول الآخر:
لا تركنن إلى مقال منجمٍ
…
وكِلِ الأمورَ إلى القضاءِ وسلِّمِ
واعلم بأنك إن جعلت لكوكبٍ
…
تدبير حادثة فلست بمسلمِ
قوله: «يخطفها» بفتح الطاء المهملة على المشهور أي استرقها وأخذها بسرعة. قوله: «فيقرها» بفتح التحتية وضم القاف وتشديد الراء القر ترديد الكلام في أذن المخاطب حتى يفهمه. قوله: «قرّ الدجاجة» الدجاجة بالدال المهملة هي الحيوان المعروف أي صوتها عند مجاذبتها لصواحبها. قوله: «زاد ما زاد» أي زاد من علوم النجوم كمثل ما زاد من السحر. قوله: «يطيرون» بفتح التحتية وتشديد الطاء المهملة وأصله يتطيرون أدغمت التاء في الطاء والطيرة التشاؤم بالشيء المكروه مصدر تطيّر كتحير حيرة ولم يجيء من المصادر هكذا غيرهما. قوله: «يخطون» الخط هو الذي يخطه الحازي بالحاء المهملة والزاي الذي ينظر في المغيبات يظنه فيأتي صاحب الحاجة إلى الحازي فيعطيه شيئًا ثم يأتي الحازي إلى أرض رخوة فيخط فيها خطوطًا كثيرة في أربعة أسطر عجلًا ثم يمحو منها على مهل خطين خطين فإن بقي خطان فهو علامة
النجاح وإن بقي خط واحد فهو علامة الخيبة هكذا في شرح السنن لابن رسلان، قال وهذا علم معروف فيه للناس تصانيف كثيرة وهو معمول به إلى الآن ويستخرجون به الضمير، وقال الحربي: الخط في الحديث هو أن يخط ثلاثة خطوط ثم يضرب عليهن ويقول كذا وكذا وهو ضرب من الكهانة. قوله: «كان نبي من الأنبياء يخط» قيل هو أدريس عليه السلام وفيه إباحة ما كان لمثل خط النبي المذكور ولكن من أين يعرف الموافقة لخطه فلا سبيل إلى ذلك إلا من طريق نبينا صلى الله عليه وسلم ولم يرد في ذلك شيء.
[32/45] باب قتل من صرح بسب النبي صلى الله عليه وسلم دون من عرّض
5065 -
عن علي: «أن يهودية كانت تشتم النبي صلى الله عليه وسلم وتقع فيه فخنقها رجل حتى ماتت فأبطل رسول الله صلى الله عليه وسلم دمها» رواه أبو داود (1) ورجاله ورجال الصحيح.
5066 -
وعن ابن عباس «أن أعمى كانت له أم ولد تشتم النبي صلى الله عليه وسلم وتقع فيه فينهاها فلا تنتهي ويزجرها فلا تنزجر فلما كان ذات ليلة جعلت تقع على النبي صلى الله عليه وسلم وتشتمه فأخذ المعول فجعله في بطنها واتكأ عليه فقتلها، فلما أصبح ذكُر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فجمع الناس فقال: أنشد الله رجلًا فعل ما فعل لي عليه حق إلا قام، فقام الأعمى يتخطى الناس وهو يتدلدل حتى قعد بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أنا صاحبها كانت تشتمك وتقع فيك فأنهاها فلا تنتهي وأزجرها فلا تنزجر ولي منها ابنان مثل اللؤلؤتين، وكانت بي رفيقة، فلما كان البارحة جعلت
(1) أبو داود (4/129)(4362) .
تشتمك وتقع فيك فأخذت المعول فوضعته في بطنها واتكأت عليها حتى قتلتها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ألا اشهدوا أن دمها هدر» ، رواه أبو داود والنسائي (1) واحتج به أحمد في رواية ابنه عبد الله، وقال في "بلوغ المرام": رواته ثقات.
5067 -
وعن أنس قال: «مرّ يهودي برسول الله صلى الله عليه وسلم فقال السام عليك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليك، قالوا: يا رسول الله ألا نقتله؟ قال: لا إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا وعليكم» ، رواه أحمد والبخاري (2)، وقد سبق (3) أن ذو الخويصرة قال:«يا رسول الله اعدل وأنه منع من قتله» .
وقد نقل ابن المنذر الاتفاق أن من سب النبي صلى الله عليه وسلم صريحًا وجب قتله وسب النبي صلى الله عليه وسلم كفرٌ صريح.
* * *
(1) أبو داود (4/129)(4361) ، النسائي (7/107) .
(2)
أحمد (3/210، 218) ، والبخاري (6/2538)(6527) .
(3)
تقدم حديث ذو الخويصرة برقم (5029) .