الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
البخاري ومسلم (1) مرفوعًا عن حذيفة في جملة حديث آخر فقال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إن رجلًا كان ممن قبلكم أتاه الملك يقبض روحه، فقال: هل عملت من خير؟ قال: ما أعلم، قيل له انظر قال: ما أعلم شيئًا غير أني كنت أبايع الناس في الدنيا، فأنظر الموسر وأتجاوز عن المعسر، فأدخله الله الجنة» .
3514 -
وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أقال مسلمًا بيعته أقال الله عثرته» رواه أبو داود والنسائي وابن حبان في "صحيحه"(2) وزاد: «يوم القيامة» ورواه الحاكم وقال: صحيح على شرطهما، وصححه ابن حزم.
3515 -
وعن أبي شريح قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أقال أخاه بيعًا، أقال الله عثرته يوم القيامة» رواه الطبراني في "الأوسط"(3) ورواته ثقات.
[10/4] باب ما جاء في الشبهات
3516 -
عن النعمان بن بشير قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: وأهوى النعمان بإصبعه إلى أذنه: «إن الحلال بين والحرام بين، وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله تعالى محارمه، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح
(1) البخاري (3/1272)(3266) ، مسلم (3/1195)(1560) .
(2)
أبو داود (3/274)(3460) ، ابن حبان (11/405)(5030) ، الحاكم (2/52) ، وهو عند ابن ماجه (2/741)(2199) ، وأحمد (2/252) .
(3)
الطبراني في "الأوسط"(1/273) .
الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب» متفق عليه (1)، ولهم في رواية (2) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«الحلال بين والحرام بين، وبينهما أمور مشتبهة فمن ترك ما يشتبه عليه من الإثم كان لما استبان أترك، ومن اجترأ على ما يشك فيه من الإثم أوشك أن يواقع ما استبان، والمعاصي حمى الله من يرتع حول الحمى يوشك أن يواقعه» .
3517 -
وعن عطية السعدي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين، حتى يدع ما لا بأس به حذرًا لما به البأس» رواه الترمذي وقال: حديث حسن، وابن ماجه والحاكم (3) وقال: صحيح الإسناد.
3518 -
وعن أنس قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم ليصيب التمرة، فيقول: لولا أني أخشى أنها من الصدقة لأكلتها» متفق عليه (4) .
3519 -
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا دخل أحدكم على
(1) البخاري (1/28)(52) ، مسلم (3/1219)(1599) ، أحمد (4/269) ، وهو عند ابن ماجه (2/1318)(3984) .
(2)
البخاري (2/723)(1946) ، مسلم (3/1221)(1599) ، أحمد (4/275) ، وهو قريب من هذا المعنى عند أبي داود (3/243) ، والترمذي (3/511)(1205) .
(3)
الترمذي (4/634)(2451) ، ابن ماجه (2/1409)(4215) ، الحاكم (4/355) ، وهو عند البيهقي (5/335) ، وعبد بن حميد في "مسنده"(1/176)(484) ، والقضاعي في "مسنده"(2/74، 75)(909، 910) ، والبخاري في "التاريخ"(5/158) .
(4)
البخاري (2/725، 857)(1950، 2299) ، مسلم (2/752)(1071) ، أحمد (3/119، 132، 184) ، وهو عند أبي داود (2/123)(1652) ، وابن حبان (8/90)(3296) .
أخيه المسلم فأطعمه طعامًا فليأكل من طعامه ولا يسأل عنه، وإن سقاه شرابًا فليشرب من شرابه ولا يسأل عنه» رواه أحمد والطبراني في "الأوسط"(1) وفي إسناده مسلم بن خالد الزنجي ضعفه الجمهور وقد وثق، قال في "مجمع الزوائد": وبقية رجال أحمد رجال الصحيح.
3520 -
وعن أنس بن مالك قال: «إذا دخلت على مسلم لا يتهم فكل من طعامه واشرب من شرابه» ذكره البخاري في "صحيحه"(2) .
3521 -
وعن النواس بن سمعان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في صدرك، وكرهت أن يطلع عليه الناس» رواه مسلم (3) .
3522 -
وعن وابصة بن معبد قال: «أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أريد ألا أدع شيئًا من البر والإثم إلا سألت عنه، فقال لي: أدن يا وابصة فدنوت منه حتى مست ركبتي ركبته، فقال: يا وابصة أخبرك بما جئت تسأل عنه؟ قلت: يا رسول الله! أخبرني قال: جئت تسأل عن البر والإثم، قلت: نعم، فجمع أصابعه الثلاث فجعل ينكت بها في صدري، ويقول: يا وابصة استفت قلبك البر ما اطمأنت إليه
(1) أحمد (2/399) ، الطبراني في "الأوسط"(3/50) ، وهو عند الحاكم (4/140) ، وأبي يعلى (11/239) ، والدارقطني (4/258) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"(4/222) ، وابن الجعد في "مسنده"(1/435) ، وابن عدي في "الكامل"(6/309) .
(2)
علقه البخاري (5/2079) ، ووصله ابن أبي شيبة (5/131)(24433) .
(3)
مسلم (4/1980)(2553) ، وهو عند ابن حبان (2/123)(397) ، والحاكم (2/17) ، والترمذي (4/597)(2389) ، والدارمي (2/415)(2789) ، والبيهقي (10/192) ، وابن أبي شيبة (5/212) ، وأحمد (4/182) .
النفس واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في القلب وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك» رواه أحمد (1) بإسناد حسن.
3523 -
وعن عقبة بن الحارث «أن امرأة سوداء جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فزعمت أنها أرضعتهما، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فأعرض عنه وتبسم النبي صلى الله عليه وسلم، قال: كيف وقد قيل؟! وكانت تحت أبي إهاب التيمي» رواه البخاري (2) .
3524 -
وعن أبي ثعلبة الخشني قال: «قلت: يا رسول الله! أخبرني ما يحل لي وما يحرم علي؟ قال: البر ما سكنت إليه النفس، واطمأن إليه القلب، والإثم ما لم تسكن إليه النفس، ولم يطمئن إليه القلب، وإن أفتاك المفتون» رواه أحمد (3)، قال المنذري: بإسناد جيد.
3525 -
وعن الحسن بن علي قال: «حفظت من النبي صلى الله عليه وسلم دع ما يريبك إلى مالا يريبك» رواه أحمد والترمذي والنسائي وابن حبان في "صحيحه"(4) ، وقال
(1) أحمد (4/228) ، وهو عند أبي يعلى (3/161، 162)(1586، 1587) ، والدارمي (2/320)(2533) ، وفي "مسند الحارث"(1/201)(60) .
(2)
البخاري (1/45، 2/724، 934)(88، 1947، 2497) ، وهو عند ابن حبان (10/32)(4218) ، والنسائي في "الكبرى"(3/430) ، والدارقطني (4/177) ، والدارمي (2/209)(2255) ، وابن أبي شيبة (3/497) .
(3)
أحمد (4/194) ، وهو عند الطبراني في "الكبير"(22/219) .
(4)
أحمد (1/200) ، الترمذي (4/668)(2518) ، النسائي (8/327) ، ابن حبان (2/498)(722) ، وهو عند ابن خزيمة (4/59) ، الحاكم (2/15، 16، 4/110) والدارمي (2/319)(2532) ، والبيهقي (5/335) ، وعبد الرزاق في "المصنف"(3/117) ، والطيالسي (1/163) ، وأبي يعلى (12/132)(6762) ، والطبراني في "الكبير"(3/75، 76) .
الترمذي: حسن صحيح، وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وصححه ابن حبان.
3526 -
ورواه الطبراني (1) بنحوه من حديث واثلة بن الأسقع وزاد فيه، قبل «فمن الورع» قال:«الذي يقف عند الشبهة» .
3527 -
وعن أبي أمامة قال: «سأل الرجل النبي صلى الله عليه وسلم ما الإثم؟ قال: إذا حاك في نفسك شيء فدعه، قال: فما الإيمان؟ قال إذا ساءتك سيئتك، وسرتك حسنتك، فأنت مؤمن» رواه أحمد (2) بإسناد صحيح.
3528 -
وعن عائشة قالت: «كان لأبي بكر الصديق غلام يخرج له الخراج، وكان أبو بكر يأكل من خراجه فجاء يومًا يمشي بشيء، فأكل منه أبو بكر، فقال له الغلام: أتدري ما هذا؟ فقال أبو بكر: وما هو؟ قال: كنت تكهنت لإنسان في الجاهلية، وما أحسن الكهانة إلا أني خدعته، فلقيني فأعطاني لذلك هذا الذي أكلت منه، فأدخل أبو بكر يده فقاء كل شيء في بطنه» رواه البخاري (3) .
* * *
(1) الطبراني في "الكبير"(22/81) ، وهو عند أبي يعلى (13/476-477)(7492) .
(2)
أحمد (5/251) .
(3)
البخاري (3/1395)(3629) .