الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يُصلي عليه، إلا أن يُضطر إنسان إلى ذلك.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا كفَّن أحدكم أخاه فليُحَسِّنْ كفَنَه".
صحيح: رواه مسلم في الجنائز (943) من طرق، عن حجاج بن محمد، قال: قال ابن جريج: أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله يُحَدِّث أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب يومًا فذكر الحديث مثله. وقوله:"غير طائل" أي حقير، غير كامل الستر.
وقوله: "زجر النبي صلى الله عليه وسلم أن يُقبر الرجل بالليل" حمل أهل العلم على الرجل المذكور لأنه فاتته صلاةُ النبي صلى الله عليه وسلم، وإلا فالجمهور على أنه يجوز دفن الميت بالليل، وقد دُفن أبو بكر بالليل، فمن كره الدفن بالليل رأى أن المصلين عليه يقلون لملازمتهم البيوت.
• عن أبي قتادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا ولي أحدكم أخاه فليحسنْ كفَنَه".
حسن: رواه الترمذي (995)، وابن ماجه (1474) كلاهما عن محمد بن بشار، قال: حدثنا عمر بن يونس، قال: حدثنا عكرمة بن عمار، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أبي قتادة فذكر الحديث.
قال الترمذي: "حديث حسن".
قلت: وهو كما قال، فإن عكرمة بن عمار وهو العجلي مختلف فيه. وثقه أبو داود والعجلي والدارقطني وغيرهم، وتكلم فيه الإمام أحمد وابن المديني والبخاري وغيرهم، إلا أنه حسن الحديث في غير روايته عن يحيى بن أبي كثير، أشار إليه الحافظ في التقريب بقوله:"صدوق يغلط، وفي روايته عن يحيى بن أبي كثير اضطراب، ولم يكن له كتاب".
وأما ما رُوي عن علي بن أبي طالب قال: لا تُغال لي في كفن، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"لا تغالوا في الكفن، فإنه يُسْلَبُه سلبًا سريعًا" ففيه عمرو بن هاشم أبو مالك الجَنْبي، ومن طريقه رواه أبو داود (3154) عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عامر، عن علي بن أبي طالب فذكره.
قال المنذري: فيه عمرو بن هاشم أبو مالك الجنْبي، وفيه مقال.
قلت: وهو كما قال، تكلم فيه كبار النقاد منهم: البخاري ومسلم والنسائي وأبو أحمد الحاكم، وبالغ فيه ابن حبان، وخلص الحافظ إلى القول بأنه "ليِّن الحديث".
وفي سماع عامر وهو الشعبي عن علي خلاف، والصحيح أنه سمع منه كما جاء في صحيح البخاري، وهو لا يكتفي بمجرد إمكان اللقاء، انظر "جامع التحصيل" (ص
204).
20 -
باب ما جاء في بياض الكفن
• عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير ثيابكم البياض، فكفِّنوا فيها موتاكم، وألبسوها".
حسن: رواه أبو داود (3878)، والترمذي (994)، والنسائي (5113)، وابن ماجه (1472) كلهم من طريق عبد الله بن عثمان بن خُثَيم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس فذكر الحديث، واللفظ لابن ماجه، وصحَّحه ابن حبان (5423)، والحاكم (1/ 354) وقال: صحيح على شرط مسلم.
وقال الترمذي: "حسن صحيح".
قلت: في إسناده عبد الله بن عثمان بن خثيم من رجال مسلم، قال فيه أبو حاتم: لا بأس به، ووثَّقه النسائي، إلا أنه ليَّنه في السنن.
والخلاصة فيه أنه حسن الحديث.
• عن سمرة بن جندب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ألبسوا من ثيابكم البياض، فإنها أطهر وأطيب، وكفِّنوا فيها موتاكم".
صحيح: رواه النسائي (18796) عن عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: سمعت سعيد بن أبي عروبة، يحدث عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي المهلِّب، عن سمرة بن جندب فذكره.
وإسناده صحيح، وسعيد بن أبي عروبة وإن كان ثقة حافظًا إلا أنه كثير التدليس، واختلط، وقد تابعه معمر، عن أيوب بإسناده ولفظه:"عليكم بهذا البياض فليلبسه أحياؤُكم، وكفِّنوا فيه موتاكم، فإنه من خيار ثيابكم" رواه عبد الرزاق في "المصنف"(6198) عن معمر، ورواه الإمام أحمد (20235)، والطبراني في "الكبير"(6975)، والحاكم (4/ 185) كلهم من طريق عبد الرزاق به مثله، وقال الحاكم:"صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه لأن سفيان بن عيينة وإسماعيل ابن علية أرسلاه عن أيوب"، انتهى.
قلت: وأما حديث سفيان فرواه الترمذي (2810)، وابن ماجه (3567) كلاهما من طريق سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ميمون بن أبي شبيب، عن سمرة بن جندب فذكر نحوه.
قال الترمذي: حسن صحيح، وجعله الحاكم (1/ 354) شاهدًا صحيحًا لحديث ابن عباس، فلعلهما يقصدان أصل الحديث، فإنه صحيح بدون شك، وأما حديث سفيان ففيه ميمون بن أبي شبيب لم يسمع من أحد من الصحابة، قال عمرو بن علي الفلاس:"كان يحدث عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وحدَّث عن عمر بن الخطاب، ومعاذ بن جبل، وأبي ذر، وسمرة بن جندب، وعبد الله بن مسعود، وليس عندنا في شيء منه يقول: سمعت، ولم أُخبر أن أحدًا يزعم أنه سمع من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم "تحفة التحصيل" (322).
وكذلك لا يصح ما رواه الإمام أحمد (20105) من طريق أبي قلابة، عن سمرة، فإن أبا قلابة هو عبد الله بن زيد الجرمي لم يسمع من سمرة، إلا أن ما صَحَّ لا يُعلُّه ما لم يصح.