الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
21 - باب الصلاة على الغائب
• عن جابر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم حين مات النجاشي: "مات اليومَ رجل صالح، فقوموا فصلوا على أخيكم أصحمة".
متفق عليه: رواه البخاري في مناقب الأنصار (3877)، ومسلم في الجنائز (952/ 65) كلاهما من حديث ابن جريج، عن عطاء، عن جابر بن عبد الله فذكره واللفظ للبخاري، وزاد مسلم:"فقام فأمَّنا وصلي عليه".
• عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نعى النجاشي للناس في اليوم الذي مات فيه، وخرج بهم إلى المصلى، فصفَّ بهم وكبَّر أربع تكبيرات.
متفق عليه: رواه مالك في الجنائز (14) عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة فذكره.
ورواه البخاري في الجنائز (1245)، ومسلم في الجنائز (951) كلاهما من حديث مالك به مثله. وفي رواية:"فنهض ونهضنا حتى انتهى إلى البقيع".
رواه أبو داد الطيالسي (2300) وفيه زمعة بن صالح الجَندي جمهور أهل العلم مطبقون على تضعيفه.
• عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أخًا لكم قد مات، فقوموا فصلوا عليه" يعني النجاشي. وفي رواية: "إن أخاكم".
صحيح: رواه مسلم في الجنائز (953) من طرق عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي المهلب، عن عمران بن حصين فذكره.
ورواه الإمام أحمد (2005) وغيره من وجه آخر عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي قلابة وفيه:"فصفَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصففنا خلْفَه، فصلى عليه، وما نحسب الجنازة إلا موضوعة بين يديه"، وصحَّحه ابن حبان (3102)، ورواه من هذا الوجه.
• عن حذيفة بن أَسيد الغفاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أُخبِر بموت النجاشي، قال: فقال: "صَلُّوا على أخ لكم مات بغير أرضكم" قالوا: من هو؟ قال: "النجاشي".
صحيح: رواه ابن ماجه (1537) عن محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن المثنى بن سعيد، عن قتادة، عن أبي الطفيل، عن حذيفة بن أَسيد فذكره.
قال البوصيري: "هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات، وله شاهد في الصحيحين من حديث جابر ابن عبد الله، ومن حديث أنس بن مالك".
قلت: وهو كما قال، لكن اختلف في سماع قتادة عن أبي الطفيل، فالصحيح أنه سمع منه كما قال ابن المديني. ذكره العلائي في "جامع التحصيل"(633).
وقد حسَّنه الهيثمي في "المجمع"(3/ 39) بعد أن عزاه إلى الطبراني في الكبيره (3/ 199) لأنه رواه من طريق عمران القطان، عن قتادة بإسناده، وزاد في الحديث:"فمن أراد أن يصلي عليه فليصل عليه" وعمران القطان هو أبو العوام قال فيه ابن معين: ليس بالقويّ، وفي رواية: ليس بشيء لم يرو عنه يحيى بن سعيد، وضعَّفه أيضًا أبو داود في رواية، كما ضعَّفه أيضًا النسائي، وغيره، ولذا هذه الزيادة منكرة، فإنه لم يتابع عليها.
والحديث رواه الإمام أحمد (16145) عن رَوح قال: حدثنا سعيد بن أبي عَروبة، وعبد الوهاب، عن سعيد، (يعني ابن أبي عروبة) عن قتادة، عن أبي الطفيل بإسناده، مثل حديث ابن ماجه.
وسعيد بن أبي عروبة مختلط، ولكن سمع منه رَوح وعبد الوهاب قبل اختلاطه.
وفي الباب حديث مجمع بن جارية الأنصاري مرفوعًا: "إن أخاكم النجاشي قد مات فقوموا وصلوا عليه" رواه ابن ماجه (1536) عن أبي بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا معاوية بن هشام، قال: حدثنا سفيان، عن حمران بن أعين، عن أبي الطفيل، عن مجمع بن جارية الأنصاري فذكره.
ورواه عبد الله بن أحمد (16606) من هذا الوجه إلا أنه قال: عن فلان بن جارية الأنصاري، ورواه الإمام أحمد (23195) عن معاوية بن هشام به مثله.
وإسناده ضعيف فإن حمران بن أعين ضعيف عند جمهور أهل العلم، وبه أعلَّه البوصيري في زوائد ابن ماجه (1/ 500) فقال:"حمران ضعَّفه ابن معين والنسائي، وقال أبو داود: رافضي، وقال أبو حاتم: شيخ، وذكره ابن حبان في الثقات". انتهى.
وقد اختلط على الشيخ محمد فؤاد عبد الباقي فنقل في سنن ابن ماجه من زوائد البوصيري: "إسناده صحيح، ورجاله ثقات" وإنما قال البوصيري هذا القول في حديث حذيفة بن أسيد كما سبق، فتنبه، فإن كل من اعتمد على الشيخ محمد فؤاد وقع في هذا الوهم.
وفي الباب عن أنس. رواه الطبراني في "الأوسط"(2688)، وفيه مؤمل بن إسماعيل تُكلم فيه، وله طريق آخر في "الأوسط"(5143)، وفيه أبو بكر بن عياش.
وفيه أيضا عن وحشي بن حرب، رواه الطبراني في "الكبير"(22/ 136) من طريق وحشي بن حرب بن وحشي بن حرب، عن أبيه، عن جده.
ووحشي بن حرب الحفيد "مستور" كما قال الحافظ، وقال الهيثمي في "المجمع" (3/ 39):"رواه الطبراني في "الكبير" وفيه سليمان بن أبي داود الحراني وهو ضعيف" هكذا قال الهيثمي، والإسناد الذي ساقه الطبراني فيه: محمد بن سليمان بن أبي داود الحراني، قال: ثنا وحشي بن حرب، ولم يقل فيه محمد بن سلمان، عن أبيه سليمان بن أبي داود، فلعل النسخة التي كانت عند الهيثمي فيها زيادة "أبيه".
وعن أبي سعيد الخدري رواه الطبراني في "الأوسط"(4642) وفيه أبو أسلم محمد بن مخلد
الرعيني ضعيف جدًّا.
وعن جعفر بن أبي طالب رواه البزار، والطبراني في "الكبير"(2/ 110 - 111) وفيه مجالد بن سعيد ضعيف.
وعن جرير رواه أحمد (19186)، والطبراني في "الكبير"(2/ 367) من حديث شريك، عن أبي إسحاق، عن عامر الشعبي، عن جرير.
وشريك سيء الحفظ، وله طرق أخرى لا تخلو من ضعف.
ويستفاد من أحاديث الباب جواز الصلاة على الميت الغائب عن البلد، وهو مذهب الشافعي وأحمد وأكثر السلف، لأن المقصود من الصلاة الدعاء والاستغفار للميت وهو مطلوب شرعًا، وخاصة إذا كان الميت له جهود في خدمة الإسلام والمسلمين فأدنى حق على كل مسلم أن يصلي عليه ويدعو له.
ومنعه أبو حنيفة ومالك وغيرهما من أهل العلم وقالوا: هذا خاص بالنجاشي وليس لغيره؛ لأنه مات في بلد لم يُصل عليه، وقيل إن النبي صلى الله عليه وسلم طُويتْ له الأرض فكأنه بين يديه، وقيل غير ذلك.
قال النووي في "المجموع"(5/ 253): "دليلنا حديث النجاشي، وهو صحيح لا مطعن فيه، وليس لهم عنه جواب صحيح، بل ذكروا فيه خيالات أجاب عنها أصحابنا بأجوبة مشهورة، منها قولهم: إنه طويت الأرض فصار بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم.
وجوابه: أنه لو فتح هذا الباب لم يبق وثوق بشيء من ظواهر الشرع لاحتمال انحراف العادة في تلك القضية مع أنه لو كان شيء من ذلك لتوفرت الدواعي بنقله. وأما حديث العلاء بن زيدل ويقال ابن زيد عن أنس أنهم كانوا في تبوك فأخبر جبريل النبي صلى الله عليه وسلم بموت معاوية بن معاوية في ذلك اليوم وأنه قد نزل عليه سبعون ألف ملك يصلون عليه فطويت الأرض للنبي صلى الله عليه وسلم حتى ذهب فصلى عليه ثم رجع، فهو حديث ضعيف، ضعفه الحفاظ منهم البخاري في تاريخه، والبيهقي، واتفقوا على ضعف العلاء هذا وأنه منكر الحديث، انتهى.
وقال الخطابي في "معالم السنن": "وهذا تأويل فاسد، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فعل شيئًا من أفعال الشريعة، كان علينا متابعته والاتِّساءُ به، والتخصيص لا يُعلم إلا بدليل، ومما يُبَين ذلك أنه صلى الله عليه وسلم خرج بالناس إلى المصلى فصفَّ بهم، فصلوا معه، فعُلم أن هذا التأويل فاسد. والله أعلم"، انتهى. وانظر أيضًا "المنة الكبرى"(3/ 70 - 71).
ومن أخبار النجاشي ما ورد عن عائشة قالت: لما مات النجاشي كنا نتحدّث أنه لا يزال يُرى على قبره نور.
رواه أبو داود (2523) عن محمد بن عمرو الرازي، حدثنا سلمة -يعني ابن الفضل- عن محمد ابن إسحاق، حدثني يزيد بن رومان، عن عروة، عن عائشة فذكرته. وهو في السيرة النبوية لابن