الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ما قال فيه، لأنه يعتمد غالبًا على توثيق ابن حبان.
وإسناده حسن من أجل أبي مراية فقد روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات" وهو من رجال التعجيل، قال فيه أبو سعيد:"كان قليل الحديث، أي أنه عرفه، ولم يقل فيه شيئًا".
وقال البوصيري في "الإتحاف"(2704): "رواه أبو داود الطيالسي وأبو يعلى وأحمد بإسناد صحيح".
وعن أبي هريرة أيضًا مرفوعًا: "أيما نائحة ماتتْ قبل أن تتوبَ ألْبَسها الله سِرْبالًا من قَطِران، وأقامها للناس يوم القيامة" إلا أنه ضعيف.
رواه أبو يعلى (5979) عن أبي إبراهيم الترجماني، حدثنا عُبَيس بن ميمون، حدثنا يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة فذكره.
وعُبيس بن ميمون، ويقال: عيسي بن ميمون كما في "تهذيب الكمال" وفروعه، وهو الواسطي، وهو مولى القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، والراوي عنه.
قال البخاري: "هو أبو عبيدة عُبَيس بن ميمون التيمي، عن يحيى بن أبي كثير وغيره منكر الحديث". وقال ابن عدي: "عامة ما يرويه غير محفوظ""الميزان"(3/ 27) وقد ضعَّفه يحيي بن معين وأبو حاتم والترمذي والنسائي وغيرهم، وقال ابن حبان:"منكر الحديث جدًّا، يروي عن الثقات أشياء كأنها موضوعات، فاستحق مجانبة حديثه، والاجتناب عن روايته، وترك الاحتجاج بما يروي لما غلب عليه من المناكير""المجروحين"(697)، وبه ضعَّفه البوصيري في "الإتحاف"(2714).
وأما الهيثمي فقال في "مجمع الزوائد"(3/ 13): "رواه أبو يعلى وإسناده حسن" لعله ظن أنه عيسي بن ميمون الجرشي أبو موسى، يعرف بابن داية، فإنه ثقة.
وقال الحافظ ابن حجر: "وقد فرق بينهما ابن معين وابن حبان" فقال ابن حبان في "الثقات"(8/ 489) عن الثاني: مستقيم الحديث". وهذا الذي ظنه الهيثمي فحسَّنه، والصواب أنه عبيس بن ميمون، للقرينة التي ذكرها البخاري، واعتمده البوصيري وضعَّفه. والله تعالى أعلم.
7 - باب الميت يُعذب في قبره ببكاء أهله عليه
• عن عمر بن الخطاب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الميت يُعذَّب في قبره بما نيح عليه".
وفي رواية: "الميت يعذب ببكاء الحي عليه".
متفق عليه: رواه البخاري في الجنائز (1292) عن عبدان، قال: أخبرني أبي، عن شعبة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن ابن عمر، عن أبيه فذكر الحديث.
ورواه مسلم في الجنائز (927/ 17) من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة بإسناده مثله.
والرواية الثانية رواها البخاري عن آدم، عن شعبة بإسناده السابق، ورواها مسلم من أوجه عن
محمد بن بشر العبدي، عن عبيدالله بن عمر، قال: حدثنا نافع، عن عبد الله أن حفصة بكت على عمر فقال: مهلًا يا بُنَيَّةُ! ألم تعلَمِي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الميت يُعذَّب ببكاء أهله عليه" ولمسلم طرق أخرى بمعناه وفي لفظ "المُعوَّل عليه يُعذب".
والمعول: من عوَّل عليه وأعول، وهو البكاء بصوتٍ.
وفي رواية: عن أبي موسى قال: لما أصيب عمر أقبل صُهيب من منزله، حتى دخل على عمر، فقام بحياله يبكي، فقال عمر: على ما تبكي؟ أعليَّ تبكي؟ قال: إي، والله! لعليك أبكي يا أمير المؤمنين! قال: والله لقد علمتَ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من يُبْكي عليه يُعذب" قال: فذكرت ذلك لموسى بن طلحة فقال: كانت عائشة تقول: إنما كان أولئك اليهود.
قال الترمذي: "حديث عمر حديث حسن صحيح، وقد كره قوم من أهل العلم البكاء على الميت. قالوا: الميت يُعذَّب ببكاء أهله عليه. وذهبوا إلى هذا الحديث. وقال ابن المبارك: أرجو إن كان ينهاهم في حياته أن لا يكون عليه من ذلك شيء".
• عن المغيرة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إن كذبًا عليَّ ليس ككذب على أحد، من كذب عليَّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار" سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "من نيح عليه يُعذبْ بما نيح عليه".
متفق عليه: رواه البخاري في الجنائز (1291) عن أبي نعيم، حدثنا سعيد بن عبيد، عن علي ابن ربيعة، عن المغيرة فذكر الحديث.
ورواه مسلم متفرقًا -الجزء الأول من الحديث في المقدمة (4) والجزء الثاني في الجنائز (933) من طرق، عن سعيد بن عبيد الطائي بإسناده وزاد في أول الحديث: أوَّل من نيح عليه بالكوفة قرظَةُ ابن كعب. فقال المغيرة بن شعبة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من نيح عليه فإنه يُعذَّب بما نيح عليه يوم القيامة".
وفي الترمذي (1000) جاء الحديث مفصلًا -من طريق سعيد بن عبيد الطائي، عن علي بن ربيعة الأسدي قال: مات رجل من الأنصار يقال له قَرظة بن كعب، فنيح عليه. فجاء المغيرةُ بن شُعبة فصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه وقال: ما بال النَوح في الإسلام! أما إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من نيحَ عليه عُذَّب بما نيح عليه" وقال: "غريب حسن صحيح".
ومحمل هذا الحديث على ما إذا كان النَوحُ من وصية الميت وسنته، كما كانت الجاهلية تفعل، قال طَرفَةُ:
إذا متُّ فانْعِيني بما أنا أهله
…
وشُقِّي عليَّ الجيبَ يابْنَة معبد
ذكره القرطبي في "المفهم"(2/ 582).
• عن ابن عمر قال: قال رسول الله: "الميت يعذَّب ببكاء أهله عليه".
صحيح: رواه ابن حبان في صحيحه (3135) عن أبي يعلى، حدثنا العباس بن الوليد النرسي، حدثنا يحيى القطان، حدثنا عبيدالله بن عمر، أخبرني نافع، عن ابن عمر فذكر الحديث، وإسناده صحيح.
ورواه الطبراني (12/ 272، 344) من أوجه، عن ابن عمر مثله.
• عن محمد بن سيرين قال: ذكر عند عمران بن حصين: الميتُ يعذب ببكاء الحي، فقال عمران: قاله صلى الله عليه وسلم.
حسن: رواه النسائي (1849) عن محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا شعبة، عن عبد الله بن صبيح، قال: سمعت محمد بن سيرين يقول فذكره.
والحديث في مسند أبي داود الطيالسي (895) ومن طريقه أخرجه ابن حبان في صحيحه (3134)، ورواه الإمام أحمد (19918)، والطبراني (18/ 440) كلاهما من طريق محمد بن جعفر، حدثنا شعبة بإسناده وفيه: ذكروا عند عمران بن حصين: "الميت يعذَّب بكاء الحي" فقالوا: كيف يعذب الميت ببكاء الحي؟ فقال عمران: قد قاله صلى الله عليه وسلم.
وإسناده حسن من أجل عبد الله بن صبيح فإنه حسن الحديث.
وأما ما رُوي عن الحسن، عن عمران بن حصين قال: الميت يعذب بنياحة أهله عليه، فقال له رجل: أرأيت رجلًا مات بخراسان وناح عليه أهله هنا أكان يُعذَّب بنياحة أهله؟ قال: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذبت أنت. فيه انقطاع. رواه النسائي (1854) من طريقه، والحسن لم يسمع من عمران ابن حصين على القول المشهور، وقيل: إنه قد سمع منه.
• عن موسى بن أبي موسى الأشعري، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الميت يُعذبَّ ببكاء الحيّ إذا قالوا: وا عضداهُ، وا كاسِياهْ، وا ناصِراهْ، وا جبلاهْ ونحو هذا، يُتعتع ويقال: أنت كذلك؟ أنت كذلك".
قال: أَسيد: فقلتُ سبحان الله إن الله يقول: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: 164] قال: ويحك! أحدثك أنّ أبا موسى حدثني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فترى أن أبا موسي كذَب على النبي صلى الله عليه وسلم؟ أو ترى أنّي كذبتُ على أبي موسى؟ .
حسن: رواه ابن ماجه (1594) عن يعقوب بن حُميد بن كاسب، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي، قال: حدثنا أسيد بن أبي أَسِيد، عن موسى بن أبي موسى الأشعري به فذكره.
وفيه شيخ ابن ماجه قال فيه الحافظ في التقريب: "صدوق ربما وهم".
قلت: ولكنه توبع، فقد رواه الإمام أحمد (19716) عن أبي عامر (وهو عبد الملك بن عمرو العقدي) قال: ثنا زهير، عن أَسيد بن أبي أَسيد بإسناده فذكره. وصحَّحه الحاكم (2/ 471) ورواه