الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وحديثه عند مسلم مقرون.
وشيخه سلمة بن وهرام مختلف فيه فوثقه أبو زرعة، وضعّفه أبو داود، وهو حسن الحديث إذا لم يأت في حديثه ما ينكر عليه.
4 - باب ما يقال إذا وافق ليلة القدر
• عن عائشة، قالت: قلتُ: يا رسول الله، أرأيتَ إن علمتُ ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال:"قولي: اللهمّ! إنّك عفوٌّ تحبُّ العفوَ فاعفُ عنّي".
صحيح: رواه الترمذي (3513)، وابن ماجه (3850) كلاهما من حديث كهمس بن الحسن، عن عبد الله بن بريدة، عن عائشة، فذكرته.
ورواه الإمام أحمد (25384)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (872)(873)(874)، والحاكم (1/ 530)، والبيهقي في "فضائل الأوقات"(113) كلّهم من هذا الطريق.
قال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين".
وقال الترمذي: "حسن صحيح" وصحّحه النووي في "الأذكار". ولكن قال النسائي: "مرسل".
ونقل الدارقطني في "السنن"(3557) في كتاب النكاح عن عبد الله بن بريدة، عن عائشة، قالت: جاءت امرأة تريد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم تلقه، فجلستْ تنتظره حتى جاء
…
".
وقال: "هذه كلّها مراسيل، ابن بريدة لم يسمع من عائشة".
هكذا نقله عنه أيضًا ابن حجر في "تهذيب التهذيب"، وفي "إتحاف المهرة" وجاء في المطبوعة في آخره:"شيئًا".
وذكر الدارقطنيّ في "العلل"(3860) حديث الباب وذكر الخلاف الذي وقع في إسناده، ولم يحكم عليه بالإرسال أو الانقطاع. وإنما قال فقط:"الصحيح عن ابن بريدة، عن عائشة".
ثم رواه أيضًا سليمان بن بريدة عن عائشة، فذكرت مثله.
رواه النسائي في عمل اليوم والليلة (877) من وجه آخر عن سفيان الثوري، عن علقمة بن مرثد، عنه، وقد رُوي أيضًا عنها موقوفًا من وجه آخر بإسناد صحيح.
وبمجموع هذه الأسانيد يحسّن هذا الحديث، وقد سبق أن صحّحه الترمذي، وبناء عليه ردّ الحافظ ابن حجر دعوى عدم سماع عبد الله بن بريدة من عائشة. والله تعالى أعلم
5 - باب ما جاء في ليلة القدر أنها في العشر الأواخر
• عن أبي هريرة، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"أُريتُ ليلة القدر، ثم أيقظني بعضُ أهلي، فنُسِّيتُها، فالتمسوها في العشْر الغوابر".
صحيح: رواه مسلم في الصيام (1166) من طريق ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، فذكره.
قوله: "الغوابر" يعني البواقي، وهي الأواخر.
• عن ابن عمر، قال: وكان الناس لا يزالون يقصون على النبيّ صلى الله عليه وسلم الرؤيا: أنّها في الليلة السابعة من العشر الأواخر، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم:"أرى رؤياكم قد تواطت في العشر الأواخر، فمن كان متحريها فليتحرّها من العشر الأواخر".
متفق عليه: رواه البخاري في التهجد (1158)، ومسلم في فضائل الصحابة (2478) كلاهما من حديث حماد بن زيد، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، فذكره.
واللفظ للبخاريّ، فإنه ذكر تحت هذا الإسناد ثلاثة أحاديث، وهذا منها. ولم يذكر مسلمٌ تحت هذا الإسناد إلا حديثًا واحدًا غير هذا، وستأتي في فضائل ابن عمر.
• عن ابن عمر، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال:"من كان منكم مُلتمسها، فليلتمسها في العشر الأواخر".
صحيح: رواه مسلم في الصيام (1165: 210) عن محمد بن المثني، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن جبلة، قال: سمعت ابن عمر يقول (فذكر الحديث).
• عن الفلتان بن عاصم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني رأيت ليلة القدر، ثم أنسيتها، ورأيتُ مسيح الضّلالة، ورأيت رجلين يتلاحيان، فحجزت بينهما، فأنسيتُهما. فأمّا ليلة القدر فاطلبوها في العشر الأواخر. وأما مسيح الضلالة فرجل أجلى الجبهة، ممسوح العين اليسرى، عريض النحر فيه دفأ كأنه فلان بن عبد العزّى، أو عبد العزّي بن فلان".
حسن: رواه أبو بكر بن أبي شيبة في "مسنده" -المطالب العالية (1115) -، حدثنا عبد الله بن إدريس، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن خاله الفلتان بن عاصم، فذكره.
ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير"(18/ 335).
وإسناده حسن من أجل عاصم وأبيه فهما صدوقان.
والحديث أخرجه أيضًا الطبراني، وأبو القاسم البغوي، وابن السكن، وابن شاهين، وغيرهم من طرق عن عاصم بن كليب، به، نحوه.
ذكره الحافظ في "الإصابة"(3/ 209) في ترجمة (الفلتان بن عاصم).
• عن جابر بن سمرة، أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"التمسوا ليلة القدر في العشر الأواخر".
حسن: رواه الإمام أحمد (20809) عن سليمان بن داود، عن شريك، عن سماك، عن جابر ابن سمرة، فذكره. وشريك هو ابن عبد الله القاضي سيء الحفظ إلا أنه توبع.
رواه ابن أبي شيبة (2/ 513) عن عمرو بن طلحة، عن أسباط بن نصر، عن سماك بن حرب، بإسناده، مثله.
وأسباط بن نصر لا بأس به في المتابعة، وقد قال فيه البخاري:"صدوق".
ورواه عبد الله بن أحمد (20930)، والبزار -كشف الأستار (1031) - كلاهما من طريق عبد الرحمن بن شريك، قال: حدثني أبي، عن سماك، بإسناده، مثله. وزاد:"في وتر، فإني قد رأيتها فنُسيتُها، وهي ليلة مطر وريح" أو قال: "قطر وريح".
وعبد الرحمن بن شريك أسوأ من أبيه، قال فيه أبو حاتم: واهي الحديث. ومع ذلك ذكره ابن حبان في "الثقات"(8/ 375) ولكن قال فيه: ربما أخطأ.
ورواه الطبراني في "المعجم الصغير"(285) من وجه آخر عن أبي بكر بن أبي شيبة، قال: وجدتُ في كتاب أبي بخطّه، حدثنا شعبة، عن سماك بن حرب، بإسناده، بلفظ:"التمسوا ليلة القدر، ليلة سبع وعشرين".
قال الطبراني: لم يروه عن شعبة إلا محمد بن أبي شيبة.
قلت: ووالد أبي بكر بن أبي شيبة هو محمد بن إبراهيم بن عثمان العبسيّ مولاهم الكوفي "ثقة".
فلا يضرّ تفرّده لشهرة هذا الحديث من حديث شعبة كما مضى.
• عن معاذ بن جبل، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن ليلة القدر، فقال:"هي في العشر الأواخر، أو في الخامسة، أو في الثالثة".
حسن: رواه أحمد (22043)، والطبراني في "الكبير"(20/ 92) من حديث بقية بن الوليد، حدثني بَحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن أبي بحرية، عن معاذ بن جبل، فذكره.
وإسناده حسن من أجل بقية بن الوليد فإنه صدوق إذا صرَّح، وإلا فهو كثير التدليس عن الضعفاء.
وقد صرَّح في رواية أحمد، وقد اشترط بعض أهل العلم التصريح في جميع طبقات السند، والجمهور على أنه يقبل إذا صرّح في طبقة شيوخه.
وأبو بحرية اسمه عبد الله بن قيس الكندي الحمصي، ثقة، وهو مشهور بكنيته.
وفي الباب ما رُوي عن ابن عباس، أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم أقبل إليهم مسرعًا، قال: حتى أفزعنا من سرعته، فلما انتهى إلينا، قال:"جئتُ مسرعًا أخبركم بليلة القدر فأْنسيتُها بيني وبينكم، ولكن التمسوها في العشر الأواخر من رمضان".
رواه الإمام أحمد (2352)، والطبراني في الكبير (12621) كلاهما من طريق قابوس بن أبي