الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جموع أبواب عيادة المريض
1 - باب فضل عيادة المريض
• عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من عاد مريضًا لم يزل في خُرْفَةِ الجنّة حتّى يرجع".
وفي رواية: قيل يا رسول الله! وما خُرْفَةِ الجنّة؟ قال: "جناها".
صحيح: رواه مسلم في البر والصلة (2568) من طرق، عن أبي قِلابة، عن أبي أسماء الرحبيّ، عن ثوبان فذكره.
قال الترمذيّ (967): وروى أبو غفار وعاصم الأحول هذا الحديث عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث، عن أبي أسماء، عن ثوبان، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم نحوه. وسمعت محمدًا يقول: من روى هذا الحديث عن أبي الأشعث، عن أبي أسماء فهو أصح. وقال محمد: وأحاديث أبي قلابة إنّما هي عن أبي أسماء، إِلَّا هذا الحديث فهو عندي عن أبي الأشعث، عن أبي أسماء، انتهى.
ثمّ رواه الترمذيّ (968) من طريق عاصم الأحول الذي أشار إليه البخاريّ، وهو عند مسلم أيضًا (2568/ 42).
وقوله: "خُرفة الجنّة" أي اجتناء ثمر الجنّة.
وأبو أسماء الرحبي: اسمه عمرو بن مرثد.
• عن عليّ بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أتي أخاه المسلم عائدًا مشى في خِرافة الجنّة حتّى يجلس، فإذا جلس غَمَرَتْه الرحمةُ، فإن كان غدوةً صلي عليه سبعون ألف ملك حتّى يُمسى، وإن كان مساءً صلي عليه سبعون ألف ملك حتَّى يُصبح".
صحيح: رواه ابن ماجه (1442) وأبو داود (3099) كلاهما من طريق أبي معاوية، قال: حَدَّثَنَا الأعمش، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عليّ فذكره واللّفظ لابن ماجه، ولفظ أبي داود بمعناه.
ورواه الإمام أحمد (612) عن أبي معاوية بإسناده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: جاء أبو موسى إلى الحسن بن عليّ يعوده، فقال له عليّ: أعائدًا جئتَ أم شامتًا؟ قال: لا، بل عائدًا. قال: فقال له علي: إن كنت جئت عائدًا فإني سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكر الحديث مثل لفظ ابن ماجه.
وهذا إسناد صحيح، والحكم هو ابن عتيبة، وصحَّحه أيضًا الحاكم (1/ 349 - 350) على شرط الشّيخين، وقال: لم يخرجاه لخلاف على الحكم فيه، ثمّ رأى أن هذه العلة غير قادحة، وقال أيضًا (1/ 341 - 342):"صحيح على شرط الشّيخين ولم يخرجاه لأن جماعة من الرواة أوقفوه عن الحكم بن عتيبة ومنصور بن المعتمر، عن ابن أبي ليلى، عن عليّ من حديث شعبة، وأنا على أَصْلي في الحكم لراوي الزيادة".
قلت: وهو يشير إلى ما رواه شعبة، عن الحكم، عن عبد الله بن نافع، عن عليّ مرة مرفوعًا، ومرة موقوفًا.
فمن المرفوع ما رواه الإمام أحمد (975) عن عبد الله بن يزيد، عن شعبة، عن الحكم، عن عبد الله بن نافع قال: عاد أبو موسى الأشعريُّ الحسنَ بن عليّ، فقال له عليّ: أعائدًا جئت أم زائرًا؟ فقال أبو موسى: بل جئت عائدًا فقال عليّ: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر نحوه.
وعبد الله بن نافع هو أبو جعفر الهاشمي مولاهم، كان غلامًا للحسن بن عليّ، لم يرو عنه غير الحكم بن عُتيبة، وذكره ابن حبَّان في "الثقات" (7/ 24) وقال:"صدوق".
ومن هذا الوجه رواه أيضًا البيهقيّ (3/ 381) وقال: "وكذلك رواه محمد بن عديّ، عن شعبة مرفوعًا. ورواه محمد بن كثير، عن شعبة موقوفًا".
قلت: وعن محمد بن كثير رواه أبو داود (3098) وقال: رواه منصور، عن الحكم كما رواه شعبة (يعني موقوفًا). ثمّ رواه من طريق جرير، عن منصور به.
وقال: أُسند هذا عن عليّ، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم من غير وجه صحيح".
قلت: ومن هذه الوجوه غير الصحيحة ما رواه الترمذيّ (969) عن أحمد بن مُنيع، حَدَّثَنَا الحسن بن محمد، حَدَّثَنَا إسرائيل، عن ثُوير (وهو ابن أبي فاختة) عن أبيه قال: أخذ عليّ بيدي قال: انطلِق بنا إلى الحسن نعودُه. فوجدنا عنده أبا موسى، فقال عليّ: أعائدًا جئت يا أبا موسي! أم زائرًا؟ فقال: لا بل عائدًا. فقال عليّ: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكر الحديث مثله. وزاد فيه: "وكان له خريف في الجنّة".
قال الترمذيّ: "هذا حديث حسن غريب، وقد رُوي عن عليّ هذا الحديث من غير وجه، منهم من وقَّفه، ولم يرفعه. وأبو فاختة اسمه: سعيد بن عِلاقة" انتهى.
قلت: بل إسناده ضعيف جدًّا من أجل ثوير -مصغرًا- ابن أبي فاختة فقد ضعَّفه جمهور أهل العلم وقال فيه الدَّارقطنيّ وابن الجنيد: "متروك" وقال ابن حبَّان: "كان يقلب الأسانيد حتي يجئ في روايته أشياء كأنّها موضوعة" وقال الحافظ: "ضعيف رمي بالرفض".
وأمّا أبوه أبو فاختة سعيد بن عِلاقة فثقة.
ومن هذه الطرق ما رواه الإمام أحمد (754) وأبو يعلى (289) وابن حبَّان في صحيحه (2958)
كلهم من حديث حمّاد بن سلمة، عن يعلى بن عطاء، عن عبد الله بن يسار أن عمرو بن حُريث عاد الحسن بن عليّ فقال له عليّ: أتعود الحسن، وفي نفسك ما فيها؟ فقال له عمرو: إنك لست بربيّ، فتُصرف قلبي حيثُ شئتَ قال عليّ: أما إن ذلك لا يمنعنا أن نُودي إليك النصيحة سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من مسلم عاد أخاه إِلَّا ابتعث الله له سبعين ألف ملك يُصلون عليه من أي ساعات النهار كان حتى يُمسى، ومن أي ساعات الليل كان حتّى يُصبح".
وعبد الله بن يسار، أبو همام الكوفيّ، ويقال: عبد الله بن نافع "مجهول" كما قال الحافظ في التقريب ومع هذا ذكره ابن حبَّان في "الثّقات"(5/ 51) ولم يذكر من الرواة عنه سوى أبي صخرة جامع بن شداد، وأخرج حديثه في صحيحه، وفيه دليل على أنه يوثق المجاهيل وإن كان روي في صحيحه عن يعلى بن عطاء عنه.
وللحديث أسانيد أخرى لا تخلو من ضعف أو مجهول. إِلَّا أن هذه الأسانيد لا تعلل ما صحَّ منها.
وأمّا كونه رُوي مرفوعًا أو موقوفًا فذهب الحافظ الدَّارقطنيّ في كتابه "العلل"(3/ 269) إلى ترجيح الموقوف. وذهب غيره إلى ترجيح المرفوع لما فيه من زيادة علم كما قال الحاكم: "وأنا على أصلي في الحكم لراوي الزيادة" كما أن ما ثبت مرفوعًا أقوى إسنادًا فإنه على شرط الشّيخين كما قال الحاكم، ثمّ مثل هذا لا يقال بالرأي، لأنه يشتمل على الأمور الغيبية التي لا تعلم إِلَّا بالوحي.
• عن معاذ قال: عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في خمس من فعل منهن كان ضامنا على الله: "من عاد مريضًا، أو خرج مع جنازة، أو خرج غازيًا في سبيل الله، أو دخل على إمام يُريد بذلك تعزيره وتوقيره، أو قعد في بيته، فيَسلم الناس منه ويَسلم".
حسن: رواه الإمام أحمد (22093) عن قتيبة بن سعيد، حَدَّثَنَا ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، عن عليّ بن رباح، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، عن معاذ فذكره.
وفيه ابن لهيعة وقد اختلط، ولكن قال بعض أهل العلم أن قُتَيبة بن سعيد، أيضًا ممن سمع منه قبل الاختلاط، كما أنه لم ينفرد به، فقد رواه ابن خزيمة (1495) وعنه ابن حبَّان في صحيحه (372) عن سعد بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: حَدَّثَنَا أبيّ، قال: حَدَّثَنَا اللّيث بن سعد، عن الحارث بن يعقوب، عن قيس بن رافع القيسيّ، عن عبد الرحمن بن جبير، عن عبد الله بن عمرو، عن معاذ مثله، غير أنه جعل مكان "من خرج مع جنازة""من غدا إلى مسجد أو راح".
وأخرجه الحاكم (2/ 90) من طريق اللّيث بن سعد وقال: صحيح.
قلت: فيه قيس بن رافع القيسي ذكره ابن حبَّان في "الثقات"(5/ 315) وهو "مقبول" عند الحافظ. أي إذا توبع، وقد توبع في أصل الحديث.
• عن جابر بن عبد الله قال: سمعت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يقول: "من عاد مريضًا خاض في الرحمة، حتّى إذا قعد استقرَّ فيها".
صحيح: رواه البخاريّ في الأدب المفرد (522) عن قيس بن حفص، قال: حَدَّثَنَا خالد بن الحارث، قال: حَدَّثَنَا عبد الحميد بن جعفر، قال: أخبرني أبيّ، أن أبا بكر بن حزم ومحمد بن المنكدر في ناس من أهل المسجد عادوا عمر بن الحكم بن رافع الأنصاري قالوا: يا أبا حفص! حَدَّثَنَا. قال: سمعت جابر بن عبد الله قال: سمعت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يقول فذكر الحديث.
وإسناده صحيح، ووالد عبد الحميد هو: جعفر بن عبد الله بن الحكم.
وعمر بن الحكم بن رافع هو: عم جعفر بن عبد الله بن الحكم.
وعمر بن الحكم بن رافع الأنصاري سماه هُشيم بن ثوبان كما سيأتيّ، وقد قيل هما رجل واحد، ولا يضر هذا الخلاف، فإن صحَّ أنهما رجلان فكلاهما ثقتان.
وحديث هُشيم هذا رواه الإمام أحمد (14260) عن عبد الحميد بن جعفر، عن عمر بن الحكم ابن ثوبان، عن جابر بن عبد الله ولفظه:"من عاد مريضًا لم يزل يخوضُ الرحمةَ حتّى يجلس، فإذا جلس اغتمس فيها".
قال الهيثميّ في "المجمع"(2/ 297): "رواه أحمد والبزّار، ورجال أحمد رجال الصَّحيح".
وأخرجه أيضًا ابن حبَّان في صحيحه (2956)، والحاكم (1/ 350) وقال:"صحيح الإسناد على شرط مسلم".
قلت: وهو كما قال، إِلَّا أن هُشيما أسقط الواسطة بين عبد الحميد بن جعفر وبين عمر بن الحكم بن ثوبان، والصواب إثباته لما فيه زيادة علم، وإن كان عبد الحميد بن جعفر رُوي عن أبيه، وعن عم أبيه وهو عمر بن الحكم.
وقد رُوي هذا الحديث عن كعب بن مالك ولفظه: "من عاد مريضًا خاض في الرحمة، فإذا جلس عنده استنقع فيها".
وقال: "وقد استنقعتُم إن شاء الله في الرحمة" رواه الإمام أحمد (15797) والبزّار "كشف الأستار"(775)، والطَّبرانيّ في "الكبير"(19/ 353)، وفي "الأوسط"(907) وفي طريقهم أبو معشر، وهو نُجيح بن عبد الرحمن السندي وهو ضعيف من قبل حفظه، فلعله وهم في ذلك فجعله من مسند كعب بن مالك، وأخرى من كعب بن عجرة كما في "الكبير" للطبرانيّ، فقول الهيثميّ في "المجمع" (2/ 298): رواه أحمد والطَّبرانيّ في الكبير والأوسط وإسناده حسن" ليس بحسن، بل هو ضعيف.
وقد رُوي عن أنس مرفوعًا: "أيما رجل يعود مريضًا فإنما يخوض في الرحمة، فإذا قعد عند المريض غَمَرتُه الرحمةُ" قال: فقلت: يا رسول الله، هذا الصَّحيح الذي يَعود المريضَ، فالمريضُ ما له؟ قال:"تُحط عنه ذُنوبه".
رواه أحمد (12782) والطَّبرانيّ في "الأوسط"(8846) كلاهما من حديث هلال بن أبي داود الحبطي
أبي هشام، قال: أخي هارون بن أبي داود حَدَّثَنِي، قال: أتيت أنس بن مالك، فقلت يا أبا حمزة! إن المكان بعيد، ونحن يُعجبنا أن نعودك، فرفع رأسه فقال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.
قال الطبرانيّ: لم يرو هذا الحديث عن هارون إِلَّا أخوه هلال.
قلت: هارون بن أبي داود "مجهول" فإنه لم يرو عنه إِلَّا أخوه، وذكره البخاريّ وابن أبي حاتم في كتابيهما، وسمياه: مروان بن أبي داود، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وإنما ذكره ابن حبَّان في "الثّقات" ولم يؤثر عن أحد توثيقه.
وقال الهيثميّ في "المجمع"(2/ 297): "رواه أحمد والطَّبرانيّ في "الصغير" و"الأوسط" وزاد: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا مرض العبد ثلاثة أيام خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه". وأبو داود ضعيف جدًّا وفي إسناد الطبرانيّ: إبراهيم بن الحكم بن أبان وهو ضعيف أيضًا" انتهى.
هكذا قال: أبو داود، وإنما هو ابن أبي داود.
وأمّا رواية الطبرانيّ التي فيها إبراهيم بن الحكم بن أبان فهي في "الصغير"(519) رواه من طريقه، عن أبيه، عن عكرمة، عن أنس فذكره، وقال: لم يروه عن عكرمة إِلَّا الحكم، تفرّد به إبراهيم.
وفي الباب أيضًا عن أبي أمامة مرفوعًا: "عائد المريض يخوض في الرحمة ووضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على وَرِكهـ، ثمّ قال: "هكذا مقبلًا ومدبرًا، فإذا جلس عنده غمرتْه الرحمة".
رواه أحمد (22309) والطبرانيّ، قال الهيثميّ في "المجمع": وفيه عبيد الله بن عبيد بن زحر، عن عليّ بن زيد وكلاهما ضعيف.
كذلك لا يصح ما رُوي عن أبي هريرة مرفوعًا: "من عاد مريضًا أو زار أخًا له في الله ناداه هنا: أن طبتَ، وطاب ممشاك، وتبوأتَ من الجنّة منزلًا".
رواه الترمذيّ (2008) وابن ماجه (1443) كلاهما عن محمد بن بشار، قال: حَدَّثَنَا يوسف بن يعقوب، قال: حَدَّثَنَا أبو سنان القسْمَلي وهو الشامي، عن عثمان بن أبي سودة، عن أبي هريرة فذكره ولفظهما سواء.
قال الترمذيّ: "حسن غريب، وأبو سنان اسمه عيسى بن سنان، وقد روي حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم شيئًا من هذا" انتهى.
وصحّحه ابن حبَّان (2961) وأخرجه من وجه آخر عن حمّاد بن سلمة، عن أبي سنان بإسناده مثله. وحسنه المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 364) وهذا يدل على تساهلهما فإن في الإسناد أبا سنان وهو عيسي بن سنان القسملي قال فيه ابن معين: ضعيف الحديث، وقال أبو زرعة: مخلط ضعيف الحديث، وقال أبو حاتم: ليس بقوي في الحديث، وقال النسائيّ: ضعيف.
وكذلك لا يصح ما رُوي عنه بلفظ "من عاد المريض خاض في الرحمة، فإذا جلس عنده اغتمس فيها" رواه الطبرانيّ في "الصغير"(1/ 53) وفيه شيخ الطبرانيّ وهو أحمد بن الحسن
المصري الأيلي. قال ابن عدي: كان يسرق الحديث. وقال ابن حبَّان: كذاب، دجال، يضع الحديث على الثقات. وكذَّبه أيضًا الدَّارقطنيّ وغيره. انظر اللسان (1/ 150) والميزان (1/ 89)، ولكن قال الهيثميّ في "المجمع" (2/ 298):"رجاله ثقات غير شيخ الطبرانيّ فإني لم أعرفه".
فلا أدري هل هو رجل آخر غير الذي تكلم فيه ابن عدي وابن حبَّان وغيرهما أو خفي أمره على الهيثميّ مع أنه إمام متخصص في رجال الطبراني.
وفي الباب أيضًا ما رُوي عن أنس بن مالك مرفوعًا: "من توضأ فأحسن الوضوء، وعاد أخاه المسلم محتسبًا بوعد من جهنّم مسيرة سبعين خريفًا".
قلت: يا أبا حمزة: وما الخريف؟ . قال: العام.
رواه أبو داود (3097) عن محمد بن عوف الطائيّ، حَدَّثَنَا الربيع بن روح بن خُليد، حَدَّثَنَا محمد بن خالد، حَدَّثَنَا الفضل بن دَلْهم الواسطي، عن ثابت البناني، عن أنس فذكره.
قال أبو داود: "والذي تفرّد به البصريون منه العيادة وهو متوضئ".
قلت: وفي الإسناد الفضل بن دلْهم الواسطي البصري القصاب، قال فيه أبو داود: ليس بالقوي ولا بالحافظ، وفي رواية عنه: حديثه منكر. وليس هو برضي، وتكلم فيه عليّ بن الجنيد، وأبو الفتح الأزدي. واختلف فيه قول الإمام أحمد، فقال الأثرم عنه: ليس به بأس إِلَّا أن له أحاديث (هكذا ويبدو تتمة كلامه: أخطأ فيها) كما رواه الحلواني عنه قال: كان لا يحفظ، وذكر أشياء أخطأ فيها.
والخلاصة أنه ضعيف في حفظه، وهذا مما أخطأ فيه. لأنه لا يشترط الوضوء للعيادة.
وكذلك لا يصح ما رُوي عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم، عن أبيه، عن جده مرفوعًا:"من عاد مريضًا لا يزال يخوض في الرحمة، حتّى إذا قعد استنقع فيها، ثمّ إذا رجع لا يزال يخوض فيها حتّى يرجع من حيث جاء".
رواه عبد بن حميد في "المنتخب"(288) عن خالد بن مخلد، قال: حَدَّثَنِي قيس أبو عمارة، قال: سمعت عبد الله بن أبي بكر بن حزم فذكر بقية إسناده مثله.
وأخرجه الطبرانيّ في "الكبير" كما في "المجمع"، (2/ 297) و"الأوسط" كما في "مجمع البحرين"(1190) وابن أبي الدُّنيا في "المرض والكفارات"(232) والعقيلي في "الضعفاء الكبير"(3/ 468) كلّهم من طرق عن قيس أبي عمارة به نحوه.
وفي الإسناد علتان:
الأوّلى: في أبو عمارة وهو الفارسي مولي سودة بنت سعيد. قال فيه البخاريّ: فيه نظر، وبه أعلّه البوصيري في زوائد ابن ماجه في حديث رواه في العزاء كما سيأتي، وفيه قيس أبو عمارة.
والعلة الثانية: عبد الله بن أبي بكر، جده: محمد بن عمرو بن حزم وله رؤية وليس له سماع.