الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فعمَّلني، فقلت مثل قولك فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إذا أُعطيتَ شيئًا من غير أنْ تسأل فكل وتصدق".
متفق عليه: رواه مسلم في الزكاة (1045: 112) عن قتيبة بن سعيد، حدّثنا اللّيث، عن بكير، عن بسر بن سعيد، عن ابن الساعديّ المالكي، فذكره.
ورواه ابن خزيمة في "صحيحه"(2364) وقال: ابن السّاعدي المالكي أحسبه عبد الله بن سعد ابن أبي سرح.
وهو كما قال، وكذلك نسبه أيضًا البخاريّ في الرواية الآتية.
حيث رواه في الأحكام (7163) عن أبي اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهريّ، أخبرني السائب اين يزيد ابن أخت نمر، أنّ حويطب بن العزي أخبره، أنّ عبد الله بن السعدي، أخبره أنه قدم على عمر في خلافته فقال له عمر:"ألم أُحدَّث أنَّك تلي من أعمال النَّاس أعمَالا، فإذا أُعْطيت العُمَالة كرهتها فقلت: بلى. فقال عمر: فما تريد إلى ذلك. قلت: إن لي أفراسًا وأعبدًا وأنا بخير وأريد أن تكون عمالتي صدقة على المسلمين. قال عمر: لا تفعل فإني كنت أردت الذي أردت فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيني العطاء فأقول: أعطيه أفقر إليه منِّي حتى أعطاني مرَّةً مالا. فقلت: أعطه أفقر إليه منِّي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "خذه فتموَّلهُ وتصدَّق به فما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرفٍ ولا سائلٍ فخذه وإلا فلا تتبعه نفسك".
9 - باب التغليظ على الساعي الماكس
• عن أبي الخير قال: عرض مسلمه بن مخلد -وكان أميرا على مصر- على رُويفع بن ثابت أنْ يوليه العشور فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَّ صاحب المكس في النار".
حسن: رواه الإمام أحمد (17001) عن قتيبة بن سعيد، قال: حدّثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيبة، عن أبي الخير، قال (فذكره).
وابن لهيعة فيه كلام معروف من أجل اختلاطه، ولكن رواه عنه قتيبة بن سعيد قبل اختلاطه، ورواه الطبرانيّ في الكبير (4493) من وجه آخر عن ابن لهيعة. وزاد فيه: يعني العاشر، وبه أعلّه الهيثميّ في "المجمع"(3/ 88) فإنه لا يفرّق بين ما روى عنه قبل الاختلاط وبين من روى عنه بعد الاختلاط، فتنبّه لذلك فإن معرفة ذلك مهمّ جدًّا؛ لأن الحكم على الحديث يختلف بحسب ذلك.
والماكس: هو العشّار الذي يجمع الصدقات وينتقص من حقوق المساكين، ولا يعطيهم إياها بالتمام، فهو حينئذ صاحب مكس يخاف عليه الإثم والعقوبة، قاله البيهقي في السنن (7/ 16).
فرويفع بن ثابت لم يقبل العمل على الصدقات تورعا وإلا فقد جاء في فضل العامل على الصّدقة بالحق كالغازي في سبيل الله.
• عن عثمان بن أبي العاص الثقفيّ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"تفتح أبواب السماء نصف الليل، فينادي مناد: هل من داع فيستجاب لَهُ، هل من سائل فيعطى، هل من مكروب فيفرج عنه، فلا يبقى مسلم يدعو بدعوة إلا استجاب الله عز وجل له، إلا زانية تسعى بفرجها، أو عشّارًا".
حسن: رواه الطبرانيّ في الكبير (9/ 51)، وفي الأوسط (مجمع البحرين 1381) عن إبراهيم ابن هاشم البغوي، ثنا عبد الرحمن بن سلّام الجمحيّ، ثنا داود بن عبد الرحمن العطّار، عن هشام ابن حسان، عن محمد بن سيرين، عن عثمان بن أبي العاص، فذكره.
قال الطبرانيّ: لم يروه عن هشام إلّا داود، تفرّد به عبد الرحمن.
قلت: عبد الرحمن بن سلام هو الجمحيّ مولاهم، أبو حرب البصريّ، قال أبو حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في الثقات (8/ 379) فلا يضرّ تفرّده فإنه في أقلّ تقدير حسن الحديث.
ورواه أيضًا الطبرانيّ في الكبير (9/ 44) من وجه آخر عن كلاب بن أمية أنه لقي عثمان بن أبي العاص فقال: ما جاء بك؟ فقال: استعملت على عشر الأبلة فقال عثمان: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنّ الله يدنو من خلقه فيغفر لمن استغفر إلّا لبغي بفرجها أو لعشّار".
أورده الهيثميّ في "مجمع الزوائد"(3/ 88)، وعزاه إلى الطبرانيّ في الكبير ولم يقل فيه شيئًا.
وأما ما روي عن الحسن، قال: مرّ عثمان بن أبي العاص على كلاب بن أمية وهو جالس على مجلس العاشر بالبصرة، فقال: ما يجسلك هاهنا؟ قال: استعملي هذا على هذا المكان -يعني زيادًا-، فقال له عثمان: ألا أحدِّثك حديثًا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: بلي. فقال عثمان: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "كان لداود نبي الله عليه السلام من الليل ساعه يوقظ فيها أهله فيقول: يا آل داود! قوموا فصلُّوا، فإن هذه ساعة يستجيب الله فيها الدعاء إلا لساحر أو عشار". فركب كلاب بن أمية سفينة فأتي زيادا فاستعفاه فأعفاه". فهو ضعيف.
رواه الإمام أحمد (16281)، والطبراني في الكير (9/ 46)، وفي الدعاء (139) من طريق علي بن زيد، عن الحسن، عن عثمان بن أبي العاص، نحوه.
وعلي بن زيد هو ابن جدعان ضعيف، والحسن لم يسمع من عثمان بن أبي العاص على الصحيح.
وكذلك لا يصح ما روي عن عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يدخل الجنة صاحب مكْس" فهو ضعيف.
رواه أبو داود (2937) عن عبد الله بن محمد النفيلي، حدّثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الرحمن بن شماسة، عن عقبة بن عامر، فذكره.
ـ
ورواه أحمد (17294، 17354) وصحّحه ابن خزيمة (2333)، والحاكم (1/ 404) والبيهقي (7/ 16) كلّهم من طريق محمد بن إسحاق، به.
قلت: إسناده ضعيف من أجل محمد بن إسحاق فإنه مدلّس وقد عنعن، ولم أقف على تصريح منه، فإنه يحسّن حديثه إذا صرَّح وإلّا فيضعّف.
والمقصود من الحديث هو العشّار كما جاء تفسيره في بعض الروايات. والمكس هو النقصان.
قال الخطابي: "صاحب المكس: هو الذي يعشّر أموال الناس، ويأخذ من التجّار إذا مرّوا عليه، وعبروا به مكسّا باسم العشر".
وفي الباب عن أبي هريرة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال:"ويل للأمراء! ويل للعرفاء! ويل للأمناء! ليتمنين أقوام يوم القيامة أنّ ذوائبهم كانت معلقة بالثريا يتذبذبون بين السَّماء والأرض ولم يكونوا عملوا على شيء".
رواه أحمد (8627)، وأبو يعلى (6217) كلاهما من حديث هشام الدستوائي، عن عباد بن أبي علي، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، فذكره.
وصححه الحاكم (4/ 91) وقال: "صحيح الإسناد".
وقال الذهبيّ في الميزان في ترجمة عباد بن أبي علي بعد أنّ روى الحديث المذكور: "هذا حديث منكر". وقد رواه أيضًا ابن حبان (4483) من وجه آخر عن هشام بن حسان، عن أبي حازم مولى أبي رهم الغفاري عنه.
وأبو حازم مولى أبي رهم الغفاري التمار قال فيه الحافظ: "مقبول" أي عند المتابعة. وأما ما نقل من توثيق أبي داود كما في تهذيب الكمال، فهو لأبي حازم الأنصاريّ البياضي، كما جنح إليه ابن حجر في التهذيب.
وكذلك لا يصح ما روي عن يزيد بن شريك العامري قال: سمعت مروان يقول لأبي هريرة: يا أبا هريرة! حدثني حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ليوشكن رجل يتمنى أنه خَرَّ من عند الثريا، وأنه لم يل من أمر الناس شيئًا".
رواه أحمد (10927) واللفظ له، والبزار -كشف الأستار (1643) كلاهما من حديث شيبان، عن عاصم، عن يزيد بن شريك العامري، فذكره.
وصححه الحاكم (4/ 91) ورواه من طريق حماد بن سلمة، أنبأ عاصم بن بهدلة، عن يزيد بن شريك، أن الضحاك بن قيس بعث معه بكسوة إلى مروان بن الحكم. فقال مروان للبواب: انظر من بالباب؟ قال: أبو هريرة. فأذن لَهُ، فقال: يا أبا هريرة! حدّثنا شيئًا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكره.
قلت: وفيه يزيد بن شريك العامري، لم أقف على ترجمته، والمتن فيه نكارة واضحة، كما قال الذهبيّ في الحديث السابق.