الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأخرى. ففي الصورة الأولى يزيد على الدهر لأن الحسنة بعشر أمثالها.
وفي الصورة الثانية يكون الدهر، ولكن إذا ضم إليه صوم الأربعاء والخميس يزيد الدهر أيضًا، فلا يستقيم معنى الحديث في الصورتين.
6 - باب النهي عن صوم الوصال
• عن عبد الله بن عمر، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الوصال. فقالوا: يا رسول الله، فإنك تواصل؟ فقال:"إنّي لستُ كهيئتكم إني أُطعم وأُسقي".
متفق عليه: رواه مالك في الصيام (39) عن نافع، عن ابن عمر، فذكره.
ورواه البخاري في الصوم (1962)، ومسلم في الصيام (1102) كلاهما من طريق مالك، به.
• عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إيّاكم والوصال، إياكم والوصال". قالوا: فإنّك تواصل يا رسول الله؟ قال: "إنّي لستُ كهيئتكم، إنّي أبيتُ يطعمني ربي ويسقيني".
صحيح: رواه مالك في الصيام (40) عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكر الحديث. وهو مخرج في الصحيحين كما يلي
• عن أبي هريرة، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال في الصوم. فقال له رجل من المسلمين: إنّك تواصل يا رسول الله؟ قال: "وأيّكم مثلي، إنّي أبيتُ يطعمني ربي ويسقين". فلما أبوا أن ينتهوا عن الوصال، واصل بهم يومًا، ثم يومًا، ثم رأوا الهلال، فقال:"لو تأخّر لزدتكم" كالتنكيل لهم حين أبوا أن ينتهوا.
متفق عليه: رواه البخاري في الصوم (1965)، ومسلم في الصيام (1103) كلاهما من حديث الزهري، قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، أنّ أبا هريرة، قال (فذكر الحديث). ولفظهما سواء.
وعندهما: البخاري (1966)، ومسلم (1103: 58) من وجهين مختلفين، عن أبي هريرة:"فاكلفوا من العمل ما تطيقون".
• عن عائشة، قالت: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال رحمة لهم، فقالوا: إنّك تواصل؟ قال: "إنّي لستُ كهيئتكم، إني بطعمني ربي ويسقين".
متفق عليه: رواه البخاري في الصوم (1964) عن محمد بن سلام، وعثمان بن أبي شيبة، قالا: أخبرنا عبدة بن سليمان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته.
قال البخاري: لم يذكر عثمان: "رحمة لهم". ولكن رواه مسلم في الصيام (1105) عن إسحاق بن إبراهيم، وعثمان بن أبي شيبة، جميعا عن عبدة بن سليمان، فذكرا مثله. ولم يبين أن
قولها: "رحمة لهم" ليست في رواية عثمان. فالله تعالى أعلم.
• عن أنس بن مالك، قال: واصل النبيُّ صلى الله عليه وسلم آخر الشهر، وواصل أناسٌ من الناس، فبلغ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال:"لو مدّ بي الشهر، لواصلت وصالًا يدَعُ المتعمقون تعمقهم، إني لست مثلكم، إنّي أظلُّ يُطعمني ربّي ويسقين".
متفق عليه: رواه البخاريّ في التمني (7241)، ومسلم في الصيام (1104: 60) كلاهما من حديث حميد، عن ثابت، عن أنس، فذكره.
قال البخاري: تابعه سليمان بن مغيرة، عن ثابت، عن أنس، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم.
قلت: ومن هذا الوجه أخرجه مسلم أيضًا.
وفيه: "إنّكم لستم مثلي" أو قال: "إني لست مثلكم".
ورواه البخاري (1961) من حديث شعبة، قال: حدثني قتادة، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"لا تواصلوا" قالوا: إنّك تواصل؟ قال: "لست كاحد منكم، إنّي أُطعم وأُسقي، أو إني أبيتُ أُطعم وأسقي".
• عن أبي سعيد الخدريّ أنه سمع النبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تواصلوا، فأيكم إذا أراد أن يواصل فليواصل حتى السحر".
قالوا: فإنك تواصل يا رسول الله. قال: "إني لست كهيئتكم، إني أبيت لي مُطْعِم يُطعمني، وساق يسقين".
صحيح: رواه البخاري في الصوم (1963) عن عبد الله بن يوسف، حدّثنا الليث، حدثني ابن الهاد، عن عبد الله بن خبّاب، عن أبي سعيد الخدري، فذكره.
وفي الحديث من الإذن في الوصال إلى السَّحر - أي أن الصائم يتسخر ثم يواصل صومه إلى سحر آخر ولا يأكل شيئًا في الليل.
وقد ذهب إلى هذا أحمد وجماعة من المالكية وبعض أهل العلم، وقد كان النبيّ صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك أحيانًا كما في حديث جابر وعلي الآتيين في آخر الباب.
• عن أبي سعيد الخدريّ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا وصال" يعني في الصوم.
حسن: رواه أحمد (11597) عن عبد الله بن الوليد، حدّثنا سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن قزعة، عن أبي سعيد الخدري، فذكره.
وإسناده حسن من أجل الكلام في عبد الله بن الوليد، وهو ابن ميمون أبو محمد المكي، المعروف بالعدنيّ، مختلف فيه، فضعفه ابن معين، ومشّاه الآخرون، وهو حسن الحديث، وقد رواه ابن حبان في "صحيحه"(3578) من طريقه، وقرنه بمؤمل بن إسماعيل، كلاهما عن سفيان، به.
ومؤمل بن إسماعيل سيء الحفظ، ولكنه لا بأس به في المتابعات.
• عن رجل من أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الحجامة والمواصلة. ولم يحرمهما إبقاءً على أصحابه، فقيل له: يا رسول الله! إنّك تواصل إلى السَّحر. فقال: "إنّي أواصل إلى السَّحر، وربّي يطعمني ويسقيني".
صحيح: رواه أبو داود (2374) عن الإمام أحمد -وهو في مسنده (18822) -، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن عبد الرحمن بن عابس، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: حدثني رجل من أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم، فذكره.
ورواه أيضًا (18823، 18836) عن عبد الرزاق -وهو في مصنفه (7535) - عن سفيان، بإسناده، مثله.
وإسناده صحيح، وجهالة الصحابي لا تضر لأن الصحابة كلّهم عدول.
وقوله: "إبقاء" معناه رحمة. وهذه علة النهي، أي لم يكن النهي للحرمة، بل للرحمة.
وقوله: "إلى السّحر" بفتحتين - هذا بالنظر إلى بعض الأوقات وإلا فقد جاء ما يدل على أنه كان يواصل أكثر من ذلك.
• عن ليلى امرأة بشير، قالت: أردت أن أصوم يومين مواصلة، فمنعني بشير، وقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهي عنه. وقال: "يفعل ذلك النصارى -وقال عفان: يفعل ذلك النصارى، ولكن صوموا كما أمركم الله: {ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} فإذا كان الليل فأفطروا".
صحيح: رواه الإمام أحمد (21955)، وأبو داود الطيالسي (1221)، والطبراني في الكبير (2/ 31)، وعبد بن حميد (429) كلّهم من حديث عبيد الله بن إياد بن لقيط السدوسي، عن أبيه، عن ليلى امرأة بشير، فذكرته.
وإسناده صحيح، عبيد الله وأبوه ثقتان، وإن قال الحافظ في عبيد الله:"صدوق" فقد وثقه النسائي والعجلي وأبو نعيم وغيرهم.
وليلى امرأة بشير كانت من بني شيان، وروت عن النبيّ صلى الله عليه وسلم حديثين أو ثلاثة قاله أبو عمر، وذكره ابن حبان في الصحابة، فقال: يقال: لها صحية. ثم ذكرها في ثقات التابعين.
وكان اسمها "جهذمة" فغيرها النبي صلى الله عليه وسلم إلى ليلي.
أخرج الترمذيّ في الشمائل (46) عن إياد بن لقيط، عن الجهدمة امرأة بشير بن الخصاصية قالت: أنا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج من بيته ينفض رأسه".
كل هذا ذكره ابن حجر في "الإصابة" في ترجمة "جهذمة".
وأمّا الهيثمي في "المجمع"(3/ 158) فلم يجد من ذكر ليلى وقال: "وبقية رجاله رجال