الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومن طريقه رواه أيضًا الطبراني في الكبير (6/ 220).
وإسناده حسن من أجل أبي حفص وهو عبد السلام بن حفص أبو حفص، ويقال: أبو مصعب المدني، ويقال: الطائفي، ويقال: القرشي مولاهم، وثّقه ابن معين. وقال أبو حاتم: ليس بمعروف. وذكره ابن حبان في "الثقات". وقال الذهبي في "الديوان": "صدوق يُغرب".
وفيه أيضّا معاوية بن هشام وهو القصار من رجال الصحيح إلا أنه وصف بأن له أوهامًا.
وأمّا قول الهيثميّ في "المجمع"(3/ 189): "ورواه أبو يعلى والطبراني في "الكبير"، ورجال أبي يعلى رجال الصحيح" ففيه وهمان:
الأول: عبد السلام بن حفص ليس من رجال الصحيح، وإنما أخرج له أصحاب السنن غير ابن ماجه.
الثاني: يوهم كلامه بأن الطبراني رواه من طريق آخر، والصحيح أنه رواه أيضًا من طريق ابن أبي شيبة كما رواه أبو يعلى، إلا أنه زاد طريقًا وهو عثمان بن أبي شيبة، كلاهما عن معاوية بن هشام.
وفي الباب ما رُوي عن قتادة بن النعمان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من صام يوم عرفة غفر له سة أمامه وسنة بعده".
رواه ابن ماجه (1731) عن هشام بن عمار قال: حدّثنا يحيى بن حمزة، عن إسحاق بن عبد الله، عن عياض بن عبد الله، عن أبي سعيد الخدري، عن قتادة بن النعمان، فذكره.
وإسناده ضعيف جدًّا فإن فيه إسحاق بن عبد الله وهو ابن أبي فروة ضعيف باتفاق أهل العلم.
وقد قال أبو حاتم والنسائي والدارقطني وغيرهم: متروك الحديث.
وفي الباب ما رُوي أيضًا عن عائشة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنّ صوم عرفة يكفّر العام الذي قبله".
رواه الإمام أحمد (24970) عن عفان، قال: حدّثنا حماد بن سلمة، قال: أخبرنا عطاء الخراساني، أنّ عبد الرحمن بن أبي بكر دخل على عائشة يوم عرفة وهي صائمة، والماء يُرشّ عليها. فقال لها عبد الرحمن: أفطري. فقالت: أفطر؟ ! وقد سمعت رسول الله يقول (فذكرته).
وإسناده منقطع؛ فإنّ عطاء الخراساني لم يسمع من عائشة.
وبه أعلّه المنذري في "الترغيب والترهيب"(1538)، والهيثمي في "المجمع"(3/ 189).
21 - باب ما جاء في فضل العمل في أيام العشر من ذي الحجة
• عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما العمل في أيام العشر أفضل من العمل في هذه". قالوا: ولا الجهاد؟ . قال: "ولا الجهاد، إلّا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله، فلم يرجع بشيء".
صحيح: رواه البخاري في العيدين (969) عن محمد بن عرعرة، قال: حدّثنا شعبة، عن
سليمان، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره.
• عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من أيام أعظم عند الله، ولا العمل فيهن أحبّ إلى الله من هذه الأيام، فأكثروا فيها التهليل والتحميد" يعني أيام العشر.
صحيح: رواه أبو عوانة في "مسنده"(3024) عن أبي يحيى عبد الله بن أحمد بن أبي ميسرة، حدّثنا عبد الحميد بن غزوان البصريّ، حدّثنا أبو عوانة، عن موسى بن أبي عائشة، عن مجاهد، عن ابن عباس، فذكره.
وإسناده صحيح، وموسي بن أبي عائشة ثقة من رجال الجماعة.
ورواه الإمام أحمد (5446)، وعبد بن حميد (807) كلاهما من حديث أبي عوانة، حدّثنا يزيد ابن أبي زياد، عن مجاهد، به، مثله.
ويزيد بن أبي زياد هو الهاشمي مولاهم ضعيف، ولكنه توبع في الإسناد الأول.
• عن عبد الله بن عمرو، قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكرت الأعمال، فقال:"ما من أيام العمل فيهن أفضل من هذه العشر". قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: فأكبره، فقال:"ولا الجهاد إلا أن يخرج رجل بنفسه وماله في سبيل الله، ثم تكون مهجة نفسه فيه".
حسن: رواه الإمام أحمد (6559)، وابن أبي عاصم في "الجهاد"(157)، والطيالسيّ (2397) كلّهم من حديث زهير بن معاوية، حدثنا إبراهيم بن المهاجر، عن عبد الله بن باباه، عن عبد الله بن عمرو، فذكره.
وإسناده حسن من أجل الاختلاف في إبراهيم بن المهاجر، فضعّفه أبو حاتم ومشّاه أحمد وأبو داود والعجلي وابن سعد وغيرهم، وهو حسن الحديث.
وقوله: "مُهجة" بضم الميم وسكون الهاء الدم، أو دم القلب والرّوح.
وقد رُوي عن أبي هريرة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال:"ما من أيام أحبّ إلى الله أن يُتعبّد له فيها من عشر ذي الحجة، يعدل صيام كل يوم منها بصيام سنة. وقيام كل ليلة منها بقيام ليلة القدر".
رواه الترمذي (758)، وابن ماجه (1728)، وأبو عوانة (3021)، والبيهقي في "فضائل الأوقات"(174) كلهم من حديث مسعود بن واصل، عن نهاس بن قَهْم، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة فذكره.
ومسعود بن واصل الأزرق ضعّفه أبو داود وغيره.
وشيخه النهاس بن قَهم القيسي أسوأ حالًا منه فقد ضعّفه جمهور أهل العلم.