الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحديث عن الأعمش، عن طلحة بن مصرف، عن مسروق قوله، شيئًا من هذا".
قلت: عبد الرحمن بن مغراء، أبو زهير الكوفي، قال فيه علي بن المديني:"ليس بشيءٍ، كان يروي عن الأعمش ستمائة حديث، تركناه، لم يكن بذاك". وقال ابن عدي: "وهو كما قال علي، إنَّما أنكرت على أبي زهير هذا أحاديث يرويها عن الأعمش، لا يُتابعه عليها الثقات، وله عن غير الأعمش، وهو من جملة الضعفاء الذين يُكتب حديثهم". وقال الساجي: "من أهل الصدق، فيه ضعف". ووثَّقه الخليلي، وذكره ابن حبان في "الثقات". والخلاصة أنَّه ضعيف في الأعمش، وروايته هنا عن الأعمش، ولذا أدخله ابن الجوزي في "الموضوعات".
أمَّا ما رُوي عن عبد الله بن عمرو، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من صدع رأسه في سبيل الله فاحتسب؛ غُفر له ما كان قبل ذلك من ذنب".
فهو ضعيف؛ رواه البزار (767 - كشف) من طريق عبد الرحمن بن زياد الأفريقي، عن عبد الله ابن يزيد، عن عبد الله بن عمرو، فذكر مثله.
قال الهيثمي في "المجمع"(2/ 302): "وإسناده حسن".
قلت: ليس بحسن، بل ضعيف؛ لأن مداره على عبد الرحمن بن زياد الأفريقي، وهو ضعيف في حفظه عند جماهير أهل العلم.
وأورد الهيثمي في "المجمع"(2/ 302) عن عبد الله بن عمر، وعزاه إلى الطبراني في "الكبير" وقال:"إسناده حسن".
قلت: لعل هذا وهم من الهيثمي؛ فإنَّ أكثر المخرِّجين جعلوا هذا الحديث من مسند عبد الله بن عمرو من الطريق الذي ذكرته. والله أعلم.
12 - باب ما جاء فيمن ابتلي بمرض الصرعة
• عن عطاء بن أبي رباح قال: قال لي ابن عباس: ألا أُريك امرأةً من أهل الجنَّة؟ قلت: بلى. قال: هذه المرأة السوداء، أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إنِّي أُصرع، وإنِّي أتكشَّف، فادع الله لي، قال:"إن شئتِ صبرتِ ولك الجنَّة، وإن شئت دعوتُ الله أن يُعافيكِ". فقالت: أصبر. فقالت: إنِّي أتكشَّف، فادع الله أن لا أتكشَّف، فدعا لها.
متفق عليه: رواه البخاري في المرضى (5652) ومسلم في البر والصلة (2576) كلاهما من طريق عمران أبي بكر، قال: حدثني عطاء بن أبي رباح، فذكره.
وأخرجه البخاري من طريق أخرى، قال: حدَّثنا محمد (هو ابن سلام) أخبرنا مخلد، عن ابن جريج، أخبرني عطاء، أنَّه رأى أم زُفر، تلك المرأة الطويلة السوداء على سِتر الكعبة. هذا هو الصحيح أنَّ هذه المرأة الحبشية السوداء الطويلة تُكنى بأمِّ زُفَر، هكذا رواه الثقات عن عطاء، ورواه
عمر بن قيس، عن عطاء، فصحَّفها، فقال: عن أم فريع، قالت: أتيتُ النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: إنِّي امرأة أُغْلب على عقلي، فقال:"ما شئتِ، إن شئتِ دعوتُ الله لك، وإن شئتِ تصبرين وقد وجبت لك الجنَّة". فقالت له: أصبر.
أخرجه الطبراني والخطيب من طريقه. قال الحافظ: "وسنده إلى عمر بن قيس ضعيف أيضًا، وقد شذَّ مع التصحيف في جعله الحديث من رواية عطاء عنها، وإنَّما رواه عطاء عن ابن عباس". انتهى. انظر "الإصابة"(4/ 453).
وقيل: إنَّ اسمها: "سُعيرة" -بالتصغير ضبطها المستغفري، وأخرج من طريق عطاء الخراساني، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس، أنَّه قال له: ألا أريك امرأةً من أهل الجنَّة؟ فأراني حبشيةً صفراء عظيمة. هذه شعيرة الأسدية، ثمَّ ذكر قصَّتها. أخرجه أبو موسى من طريق المستغفري، ثمَّ من رواية محمد بن إسحاق بن خزيمة، عن المقدام بن داود، عن علي بن سعيد، عن بشر بن ميمون، عن عطاء الخراساني به. وفيه تفاصيل أخرى.
قال محمد بن إسحاق بن خزيمة: أنا أبرأ إلى الله تعالى عن عهدة هذا الإسناد. انظر أيضًا "الإصابة"(4/ 329).
قوله: "على سِتر الكعبة": أي متعلقة بأستار الكعبة. وقيل: كانت تفعل ذلك إذا خشيت أن يأتيها الصرع. وقد جاء التصريح بهذا في رواية البزار.
• عن أبي هريرة، قال: جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم بها لمم، فقالت: يا رسول الله! ادع الله أن يشفيني. قال: "إن شئت دعوت الله أن يشفيك، وإن شئتِ فاصبري ولا حسابَ عليك". قالت: بل أصبر، ولا حسابَ عليَّ.
حسن: رواه الإمام أحمد (9689) عن محمد بن عبيد، قال: حدَّثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، فذكر الحديث.
وأخرجه البزار (772 - كشف الأستار) من طريق محمد بن عمرو به.
وإسناده حسن، من أجل محمد بن عمرو، وهو الليثي، "صدوق".
وأخرجه ابن حبان في صحيحه (2909) والحاكم (4/ 218) كلاهما من هذا الوجه. قال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم".
وعزاه الهيثمي في "المجمع"(2/ 307) إلى البزار، وقال:"رواه البزار وإسناده حسن". وفاته العزو إلى أحمد.
واللمم: طرف من الجنون، يُلِمُّ بالانسان ويَعتريه.
• عن أبي أُمامة الباهلي، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من عبد يُصرع صرعة من