الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قَالَ: قَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لِمَ تُعْطِيهَا إِيَّاهُمْ؟ قَالَ:"فَمَا أَصْنَعُ يَأْبَوْنَ إِلَّا ذَاكَ وَيَأْبَى اللهُ لِي البُخْلَ".
صحيح: رواه أحمد (11004)، والبزّار -كشف الأستار (925) - كلاهما من حديث أبي بكر ابن عَيَّاش، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد، فذكره.
وصحّحه ابن حبَّان فرواه في صحيحه (3412، 3414)، والحاكم في المستدرك (1/ 46) كلاهما من هذا الوجه، قال الحاكم: صحيح على شرط الشّيخين ولم يخرجاه بهذه السياق".
وأورده الهيثميّ في "المجمع"(3/ 94) وقال: رواه أحمد، وأبو يعلى، والبزّار بنحوه، ورجال أحمد رجال الصَّحيح.
وقال البزّار: قد رُوي عن عمر من وجوه، فرواه أبو بكر هكذا، ورواه جرير، عن الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد، وقد رُوي عن جابر، وعن سلمان بن ربيعة، عن عمر".
وهو كما قال، فقد رواه هو (924)، وأبو يعلى (1327) من طريق جرير، عن الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد الخدريّ، قال: دخل رجلان على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألاه في ثمن بعير، فأعانهما بدينارين، فخرجا من عنده فلقيهما عمر فقالا وأثنيا معروفا وشكرا ما صنع بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخل عمر على النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فأخبره بما قالا، فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم:"لكن فلان أعطيته ما بين العشرة إلى المائة فلم يقل ذلك، إنّ أحدهم يسألني فينطلق بمسئلته متأبطها، وما هي إِلَّا نار". فقال عمر: تعطينا ما هو نار؟ قال: "يأبون إِلَّا أن يسألونيّ، ويأبى الله لي البخل". وعطية هو ابن سعيد العوفيّ، وصف بأنه كثير الخطأ، ولعلّ من خطئه جعل هذا الحديث من مسند أبي سعيد، والصواب أنه من مسند عمر بن الخطّاب، كما سبق إِلَّا أنه توبع في أصل الحديث.
10 - باب ما جاء في حقّ السّائل أن لا يُردّ إِلَّا بشيء ولو كان حقيرًا
• عن ابن بُجيد الأنصاري الحارثيّ، عن جدته، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"رُدُّوا المسكين ولو بظلف محرق".
حسن: رواه مالك في كتاب صفة النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم (8) عن زيد بن أسلم، عن ابن بجيد الأنصاريّ، فذكره. وصحّحه ابن حبَّان (3374) ورواه من هذا الوجه.
ورواه أبو داود (1666)، والتِّرمذيّ (665)، والنسائي (2574) كلّهم عن قُتَيبة بن سعيد، حَدَّثَنَا اللّيث، عن سعيد بن أبي سعيد، عن عبد الرحمن بن بُجيد، عن جدته أمّ بجيد -وكانت ممن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها قالت: يا رسول الله، إنّ المسكين ليقوم على بابي فما أجد شيئًا أعطيه إياه، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن لم تجدي له شيئًا تعطينه إياه إِلَّا ظلفًا محرّقًا فادفعيه إليه في يده".
وصحّحه ابن خزيمة (2473) ورواه من طريق اللّيث بإسناده، مثله.
ورواه أيضًا (2472) من طريق منصور بن حيان، عن ابن بجيد، عن جدته، مختصرًا، ومن هذا الوجه أخرجه أيضًا الإمام أحمد (16648).
قلت: إسناده حسن من أجل عبد الرحمن بن بجيد -بضم الباء وفتح الجيم- مصغرا، روى له الجماعة، وذكره ابن حبان في ثقاته (3/ 255) وهو حسن الحديث. وقيل: له رؤية، وذكر بعضهم في الصّحابة.
وفي الباب ما رُوي عن حسين بن علي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "للسائل حقٌّ وإن جاء على فرس".
رواه أبو داود (1665) عن محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، حدّثنا مصعب بن محمد بن شرحبيل، حدّثني يعلى بن أبي يحيى، عن فاطمة بنت حسين، عن حسين بن علي، فذكره.
ورواه الإمام أحمد (1730) من طريقين وكيع وعبد الرحمن، قالا: حدّثنا سفيان، بإسناده.
وصححه ابن خزيمة (2468). وسقط من المطبوع بعد قوله: قالا إلى آخر الإسناد.
وإسناده ضعيف من أجل يعلى بن أبي يحيى وهو المدنيّ، قال أبو حاتم: مجهول، واعتمده الحافظ في "التقريب" وأما ابن حبان فذكره في "الثقات"(7/ 652) على قاعدته في توثيق من لم يُعرف فيه جرح.
وفي الباب أيضًا ما رُوي عن علي بن أبي طالب، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، مثله.
رواه أبو داود (1666) عن محمد بن رافع، حدّثنا يحيى بن آدم، حدّثنا زهير، عن شيخ، - قال: رأيت سفيان عنده- عن فاطمة بنت حسين، عن أبيها، عن علي، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، مثله. ولم يذكر لفظه، وإنّما أحال على حديث حسين بن علي.
وفيه شيخ مجهول، ولعلّ هذا الشيخ المبهم هو مصعب بن محمد بن شرحبيل شيخ سفيان، ولكن شيخ مصعب بن محمد هو يعلى بن أبي يحيى، إلا أنه أسقطه فصار منقطعًا.
ثم الاختلاف على فاطمة بنت حسين فمرة جعلته من مسند أبيها، وأخرى من مسند جدّها، وهذا دليل على عدم ضبط الحديث من بعض الرّواة.
وفي الباب أيضًا ما رُوي عن الهرماس بن زياد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "للسّائل حقٌّ وإن جاء على فرس".
رواه الطبراني في الكبير (22/ 203 - 204) من طريق عثمان بن فايد، عن عكرمة بن عمار، عن الهرماس بن زياد، فذكره.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 101) ولم يعزه إلى الكبير، بل عزاه إلى الصغير، والأوسط، وقال: وفيه عثمان بن فايد ضعيف.
قال محقق "مجمع البحرين": "لم أجده في الصغير والأوسط"(1397).
وكذلك لا يصح ما رواه مالك في كتاب الصدقة (3) عن زيد بن أسلم، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: