الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أبي يقول: "محمد بن أبي حميد أحاديثه أحاديث مناكير". وقال في موضع آخر: "ليس هو بقوي في الحديث". وقال البخاريّ: "محمد بن أبي حميد منكر الحديث".
وفي الباب عن أنس بن مالك، وعمار بن ياسر مرفوعًا:"مثل المؤمن مثل السنبلة يميل أحيانًا ويقوم أحيانًا، ومثل الكافر كمثل أرزِّ، يخرُّ ولا يُشعرَ به".
حديث أنس رواه أبو يعلى (3068). وفيه فهد بن حبَّان، وهو ضعيف، كما قال الهيثميّ في "المجمع"(2/ 293).
وحديث عمار بن ياسر رواه الطبرانيّ في "الكبير"، وفيه مهلب بن العلاء، قال الهيثميّ:"لم أجد من ذكره".
18 - باب ما رُخِّص للمريض أن يقول: وا رأساه
• عن عائشة، أنَّها قالت: وا رأساه! فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: "ذاك لو كان وأنا حيٌّ فأستغفر لكِ وأدعو لكِ". فقالت عائشة: واثُكلياه! والله إنِّي لأظنُّكَ تُحبُّ موتي، ولو كان ذلك لظَلِلْتَ آخر يومكَ مُعرِّسًا ببعض أزواجك، فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم:"بل أنا وار أساه، لقد هممتُ أو أردتُ أن أُرسِل إلى أبي بكر وابنه، وأعهد: أن يقول القائلون، أو يتمنَّى المتمنُّون، ثمّ قلتُ: يأبى الله ويدفع المؤمنون، أو يدفع الله، ويأبى المؤمنون".
صحيح: رواه البخاريّ في المرضى (5666)، عن يحيى بن يحيى أبي زكريا، أخبرنا سليمان ابن بلال، عن يحيى بن سعيد، قال: سمعت القاسم بن محمد، قال: قالت عائشة، فذكرت مثله.
19 - باب فيمن لم يُصب بأذًى
• عن أبي هريرة، قال: دخل أعرابي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أخذتك أم ملدم قط؟ ". قال: وما أم ملدم؟ قال: "حر يكون بين الجلد واللحم". قال: ما وجدتُّ هذا قط. قال: "فهل أخذك الصداع قط؟ " قال: وما الصداع؟ قال: "عروق تضرب على الإنسان في رأسه". قال: ما وجدت هذا قط. قال: فلمّا ولَّى قال: "من أحبَّ أن ينظر إلى رجلٍ من أهل النّار فلينظر إلى هذا".
حسن: رواه الإمام أحمد (8395) والبزّار - (778 - كشف) كلاهما من طريق محمد بن عمرو ابن علقمة، حَدَّثَنَا أبو سلمة، عن أبي هريرة، فذكر الحديث.
وإسناده حسن؛ من أجل محمد بن عمرو بن علقمة، فإنَّه حسن الحديث. وصحَّحه ابن حبَّان (2916) والحاكم (1/ 347)، وقال:"على شرط مسلم".
معنى الحديث:
قال الحافظ ابن حبَّان: "قوله صلى الله عليه وسلم: "من أحبَّ أن ينظر إلى رجلٍ من أهل النّار فلينظر إلى هذا". لفظة إخبار عن شيء مرادها الزجر عن الركون إلى ذلك الشيء، وقلة الصبر على ضدّه، وذلك أنَّ الله -جلَّ وعلا- جعل العللَ في هذه الدُّنيا، والغموم، والأحزان، سبب تكفير الخطايا عن المسلمين، فأراد صلى الله عليه وسلم إعلام أُمَّته أنَّ المرْءَ لا يكاد يتعرَّى عن مقارفة ما نهى الله عنه في أيَّامه ولياليه، وإيجاب النّار له بذلك إن لم يتفضَّل عليه بالعفو، فكأنَّ كلَّ إنسانٍ مرتهنٌ بما كسبت يداه، والعلل تُكفِّر بعضها عنه في هذه الدُّنيا، لا أنَّ من عوفي في هذه الدُّنيا يكون من أهل النّارِ".
قلت: هذا الذي ذكره ابن حبَّان مستقيم على العموم، أمَّا في خصوص هذا الرّجل؛ فلعلَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم اطَّلع منه على أسبابٍ لإيجاب النّار له. والله أعلم.
وأمّا ما رُوي عن أنس مرفوعًا مثله، وزاد فيه:"أخرجوه عنِّي". فهو ضعيف، رواه الطبرانيّ في "الأوسط"(5905)، وفيه الحسن بن أبي جعفر الجُفريّ، جمهور أهل العلم على تضعيفه، قال الحافظ:"ضعيف الحديث مع عبادته وفضله".
• عن أنس بن مالك، أنَّ امرأةً أتت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله! ابنة لي كذا وكذا -ذكرت من حسنها وجمالها- فآثرتك بها. فقال: "قبلتُها". فلم تزل تمدحها حتّى ذكرت أنَّها لم تُصدَّع، ولم تشتكِ شيئًا قطُّ. قال:"لا حاجة لي في ابنتك".
حسن: رواه أحمد (12580) وأبو يعلى (4234) كلاهما من حديث عبد الله بن بكر، أبي وهب، حَدَّثَنَا سنان بن ربيعة، عن الحضرميّ، عن أنسٍ، فذكره.
وإسناده حسن؛ من أجل سنان بن ربيعة، وهو مختلف فيه، غير أنَّه حسن الحديث، فقد أخرج له البخاريّ مقرونًا، وذكره ابن حبَّان في "الثّقات" وقال ابن عدي: "أرجو أنَّه لا بأس به، وضعَّفه ابن معين، وأبو حاتم.
والخلاصة: أنَّه حسن الحديث.
وأورده الهيثميّ في "المجمع"(2/ 294)، وقال:"رجاله ثقات".
والحضرمي: هو ابن لاحق، قال فيه ابن معين:"ليس به بأس".
وأمّا ما رُوي عن أبي هريرة مرفوعًا: ألا أُنبِّئكم بأهل الجنَّة؟ ". قالوا: بلى يا رسول الله! . قال: "الضعفاء المظلومون. ألا أُنبئكم بأهل النّار؟ ". قالوا: بلى يا رسول الله؟ قال: "كل شديد جعظريِّ، هم الذين لا يألمون رؤوسهم"، فهو ضعيف، رواه الإمام أحمد (10598) والبزّار (3631 - كشف) كلاهما من حديث يزيد بن هارون، أخبرنا البراء بن يزيد، عن عبد الله بن شقيق، عن أبي هريرة، فذكر مثله، واللّفظ لأحمد، وزاد البزّار بعد قوله: "جعظري": "ألا أخبركم بخياركم؟ أحاسنكم أخلاقًا. ألا أُنبِّئكم بشراركم؟ الثرثارون المتشدقون المتفيهقون".