الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عجلان رويا عنه، فيكون على درجة "مقبول"، وقد أدخله ابن حبَّان في ثقاته (7/ 59) على قاعدته في توثيق من لم يُعرف فيه جرحٌ.
وفيه أيضًا يزيد بن أبي الفتيان، ذكره البخاريّ في التاريخ الكبير (8/ 352) ولم يقل فيه شيئًا، وبقية رجاله ثقات.
وأمّا الهيثميّ فقال في "المجمع"(3/ 107): إسناده حسّنه معتمدًا على توثيق ابن حبَّان.
وفي الباب أيضًا عن سلمة بن الأكوع، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، قال:"نعم الإبل ثلاثون، يخرج منها في زكاتها واحدة، ويرحل منها في سبيل الله واحدة، ويمنح منها واحدة، وهي خير من الأربعين والخمسين والستين والسبعين والثمانين والتسعين والمائة، وويل لصاحب المائة من المائة".
رواه الطبرانيّ في الكبير (7/ 30) من طريق عمرو بن خالد الحرانيّ، ثنا ابن لهيعة، عن معاذ بن محمد الأنصاريّ، أن عمرو بن يحيي بن سعيد بن زرارة أخبره عن ابن سلمة بن الأكوع، عن أبيه، فذكره.
وفيه ابن لهيعة، وفيه كلام معروف، وبه أعلّه أيضًا الهيثميّ في "مجمع الزوائد"(3/ 74).
وفي الباب أيضًا عن قيس بن عاصم المنقريّ، قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلمّا رآني سمعته يقول: "هذا سيّد أهل الوبر" قال: فلمّا نزلنا أتيته فجعلت أحدثه. قال: قلت: يا رسول الله! ما المال الذي لا يكون عليَّ فيه تبعة من ضيف ضافني وعيال كثروا؟ قال: "نعم المال الأربعون، والأكثر الستون" فذكر الحديث بطوله، وذكر فيه أشياء أخرى.
رواه الطبرانيّ في الكبير (18/ 339 - 340)، والحاكم (3/ 612) كلاهما من حديث محمد بن زياد الواسطيّ، ثنا زياد الجصّاص، عن الحسن، قال: حَدَّثَنِي قيس بن عاصم، فذكره.
وفيه زياد الجصاص وهو ابن أبي زياد الواسطيّ، قال فيه ابن معين، وابن المديني: ليس بشيء. وقال النسائيّ والدارقطني: متروك، وترجمة العقيلي في الضّعفاء (528) ونقل عن يحيى بن معين أنه قال: الواسطيّ ليس بشيء، وذكر له حديثين وقال: كلاهما غير محفوظين، وبه أعلّه الهيثميّ في "المجمع"(3/ 108).
ورواه البخاريّ في الأدب المفرد (953) من وجه آخر عن القاسم بن مطيب، عن الحسن، به.
والقاسم بن مطيب العجليّ، ذكره ابن حبَّان في المجروحين (876) وقال:"كان ممن يخطئ عمن يروي على قلّة روايته، فاستحقّ الترك لما كثر ذلك منه".
وبه أعلّه الهيثميّ في "المجمع" (9/
404).
44 -
باب فضل المنيحة
• عن أبي هريرة، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "نِعْمَ المَنِيحَةُ اللِّقْحَةُ الصَّفِيُّ مِنْحَةً
وَالشَّاةُ الصَّفِيُّ تَغْدُو بِإِنَاءٍ وَتَرُوحُ بِإِنَاءٍ".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الهية (2629) عن يحيى بن بكير، عن مالك، عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكره.
ولم يذكر هذه الرواية الجوهريّ في مسند الموطأ.
ورواه مسلم في الزّكاة (1019) من وجه آخر عن سفيان بن عيينة، عن أبي الزّناد، بإسناده، ولفظه:"أَلَا رَجُلٌ يَمْنَحُ أَهْلَ بَيْتٍ نَاقَةً تَغْدُو بِعُسٍّ وَتَرُوحُ بِعُسٍّ إِنَّ أَجْرَهَا لَعَظِيمٌ".
• عن أبي هريرة، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أنه نَهَى فَذَكَرَ خِصَالًا وَقَالَ:"مَنْ مَنَحَ مَنِيحَةً غَدَتْ بِصَدَقَةٍ وَرَاحَتْ بِصَدَقَةٍ صَبُوحِهَا وَغَبُوقِهَا".
صحيح: رواه مسلم في الزّكاة (1020) عن محمَّد بن أحمد بن أبي خلف، حَدَّثَنَا زكريا بن عديّ، أخبرنا عبيد الله بن عمرو، عن زيد، عن عدي بن ثابت، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، فذكره.
وأمّا ما رُوي عنه مرفوعًا بلفظ: "خير الصّدقة المنيحة، تغدو بأجر وتروح بأجر، ومنيحة الناقة كعتاقة الأحمر، ومنيحة الشاة كعتاقة الأسود" فإسناده ضعيف.
رواه الإمام أحمد (8701) عن يونس، حَدَّثَنَا فليح، عن محمد بن عبد الله بن الحصين، عن عبيد الله بن صُبيحة، عن أبي هريرة، فذكره.
وفليح هو ابن سليمان ضعيف، وشيخه محمد بن عبد الله بن الحصين، وشيخه عبيد الله بن صبيحة مجهولان.
• عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله: "أَرْبَعُونَ خَصْلَةً أَعْلاهُنَّ مَنِيحَةُ العَنْزِ، مَا مِنْ عَامِلٍ يَعْمَلُ بِخَصْلَةٍ مِنْهَا رَجَاءَ ثَوَابِهَا وَتَصْدِيقَ مَوْعُودِهَا إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ بِهَا الجَنَّةَ".
قَالَ حَسَّانٌ: "فَعَدَدْنَا مَا دُونَ مَنِيحَةِ العَنْزِ مِنْ رَدِّ السَّلامِ وَتَشْمِيتِ العَاطِسِ وَإِمَاطَةِ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ وَنَحْوِهِ فَمَا اسْتَطَعْنَا أَنْ نَبْلُغَ خَمْسَ عَشْرَةَ خَصْلَةً".
صحيح: رواه البخاريّ في الهبة (2631) عن مسدّد، حَدَّثَنَا عيسى بن يونس، حَدَّثَنَا الأوزاعيّ، عن حسان بن عطية، عن أبي كبشة السلوليّ، سمعت عبد الله بن عمرو، فذكره.
• عن البراء بن عازب، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ مَنَحَ مِنْحَةَ وَرِقٍ، أَوْ مَنَحَ لَبَنِ، أَوْ هَدَى زُقَاقًا فَهُوَ كَعِتَاقِ نَسَمَةٍ، وَمَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ فَهُوَ كَعِتَاقِ نَسَمَةٍ ".
صحيح: رواه أحمد (18518) عن عفّان، حَدَّثَنَا شعبة، قال: طلحة أخبرنيّ، قال: سمعت
عبد الرحمن بن عوسجة، عن البراء بن عازب، فذكره.
وقد ذكر الإمام أحمد بهذا الإسناد عدَّة أحاديث يُذكر كل منها في مواضعه. وإسناده صحيح، وطلحة هو أبن مصرف كما هو ظاهر في الرواية السابقة (18516) إِلَّا أنَّ فيه ابنه محمد بن طلحة يروي عن أبيه طلحة، وقد أنكروا عليه سماعه من أبيه، لأنه كان صغيرًا، كما أنه مختلف فيه، فضعَّفه النسائيّ ومشّاه الآخرون.
• عن النعمان بن بشير، قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ مَنَحَ مِنْحَةَ وَرِقًا أَوْ ذَهَبًا أَوْ سَقَى لَبَنًا أَوْ أَهْدَى زِقَاقًا فَهُوَ كَعَدْلِ رَقَبَةٍ".
حسن: رواه أحمد (18403)، والبزّار - كشف الأسنار (948) كلاهما من حديث حسين بن واقد، حَدَّثَنِي سماك بن حرب، عن النعمان بن بشير، فذكره.
وإسناده حسن من أجل سماك بن حرب فإنه مختلف فيه غير أنه لا بأس به في غير روايته عن عكرمة، عن ابن عباس، فإنه مضطرب فيه.
قال البزّار: "لا نعلمه عن النعمان إِلَّا من هذا الوجه" ولم أقف على هذا الحديث في "مجمع الزوائد" في باب ما جاء في المنيحة، ولكن وجدت في بعض النسخ الأخرى ذُكر هذا الحديث في هذا الباب نفسه، وقال الهيثميّ بعد أن عزاه لأحمد والطَّبرانيّ في الكبير:"رجاله رجال الصَّحيح".
وأمّا ما رُوي عن ابن مسعود، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"أَتَدْرُونَ أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ ". قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: "المَنِيحَةُ أَنْ يَمْنَحَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ الدِّرْهَمَ، أَوْ ظَهْرَ الدَّابَّةِ أَوْ لَبَنَ الشَّاةِ أَوْ لَبَنَ البَقَرَةِ". فإسناده ضعيف.
رواه الإمام أحمد (4415)، وأبو يعلى (5121) كلاهما من حديث إبراهيم الهجريّ، قال: سمعت أبا الأحوص، عن عبد الله، فذكره.
وإبراهيم الهجريّ هو ابن مسلم العبدي أبو إسحاق الهجريّ، يذكر بكنيته، ضعيف باتفاق أهل العلم
وأمّا قول الهيثميّ في "المجمع"(3/ 133): "رجال أحمد رجال الصَّحيح" فليس بصحيح؛ فإنَّ إبراهيم الهجريّ لم يرو له غير ابن ماجه.
ولكن رواه البزّار -كشف الأستار (947) - عن عمرو بن يحيى الأُبليّ، ثنا حفص بن جميع، عن سماك، عن إبراهيم بن علقمة، والأسود، عن عبد الله رفعه، قال:"أيّ الصّدقة أفضل" قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: "أن يمنح الرّجل أخاه الدراهم أو ظهر الدابة".
قال البزّار: "لا نعلم رواه هكذا إِلَّا حفص، ولم نسمعه إِلَّا من عمرو".
قلت: وحفص بن جميع العجليّ، ضعَّفه أبو حاتم. وقال أبو زرعة:"ليس بالقوي". وقال ابن حبَّان: "لا يحتج به". انظر: الميزان (1/ 556).
وفي المجروحين لابن حبَّان (254): "كوفي منكر الحديث سكن البصرة، يروي عن سماك بن