الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
• عن شداد بن الهاد أن رجلًا من الأعراب جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فآمن به واتَّبعه ثم قال: أهاجر معك، فأوصى به النبيُّ صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه، فلما كانت غزوة غنم النبيُّ صلى الله عليه وسلم في سبيًا فقَسَمَ وقَسَمَ له، فأعطى أصحابه ما قَسَمَ له وكان يرعى ظهرهم، فلما جاء دفعوه إليه فقال: ما هذا؟ قالوا: قَسم قَسَمَهُ لك النبي صلى الله عليه وسلم فأخذه فجاء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما هذا؟ قال قَسَمتُه لك، قال: ما على هذا اتَّبَعتُكَ، ولكني اتَّبَعتُك على أن أُرمي إلى ههنا. وأشار إلى حَلقه بسهم فأمُوتَ فأدخلَ الجنَّة، فقال:"إن تَصدُق الله يصدقكُ" فلبثوا قليلًا، ثم نَهَضوا في قتال العدُوِّ فأُتِيَ به النبي صلى الله عليه وسلم يُحمل وقد أصابه سهمٌ حيث أشار، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"أَهُو هو؟ " قالوا: نعم، قال:"صدق الله فصدقَه"، ثم كفَّنه النبيُّ صلى الله عليه وسلم في جُبَّةِ النبي صلى الله عليه وسلم ثم قدَّمه فصَلَّى عليه، فكان فيما ظهر من صلاته:"اللهم! هذا عَبدُك خرج مُهاجرًا في سبيلك فقُتِلَ شهيدًا، أنا شهيدٌ على ذلك".
صحيح: رواه النسائي (1953) من طريق ابن جريج قال: أخبرني عكرمة بن خالد، أن ابن أبي عمار أخبره، عن شداد بن الهاد فذكره. وأخرجه الحاكم (3/ 595) من هذا الطريق.
وإسناده صحيح، غير أن شدَّاد بن الهاد مختلف في صحبته فذكره ابن قانع في معجم الصحابة (412)، وقال ابن حبان في "الثقات" (3/ 186):"يقال إن له صحبة"، هذا هو الصحيح.
ولكن قال بعض أهل العلم: هو مختلف فيه، وجزم النووي في "المجموع"(5/ 265) بأنه تابعي وحديثه مرسل، والله تعالى أعلم.
وقوله: "كانت غزوة غنم النبي صلى الله عليه وسلم سبيًا" وفي رواية "شيئًا" كانت غزوة خيبر أو حنين.
والحديث أخرجه أيضًا البيهقي (4/ 15 - 16) من هذا الوجه إلا أنه أوَّله بأنه يحتمل أن يكون هذا الرجل بقي حيًا حتى انقطعت الحرب، ثم مات فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذين لم يُصَل عليهم بأُحد ماتوا قبل انقضاء الحرب. انتهي.
3 - باب ما جاء أن الشهداء يُدفنون في مصارعهم
• عن جابر بن عبد الله، قال: كنا حملنا القتلى يوم أُحُد لندفنهم، فجاء منادي النبي صلى الله عليه وسلم فقال:"إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن تدفنوا القتلى في مضاجعهم" فرددناهم.
حسن: رواه أبو داود (3165)، والترمذي (1717)، والنسائي (2005)، وابن ماجه (1516) كلهم من حديث الأسود بن قيس، سمع نُبيحًا العنزي يقول: سمعت جابر بن عبد الله فذكره.
ورواه أحمد (14169) مختصرًا هكذا، ومطولًا (15281) من وجهين عن الأسود بن قيس، عن نُبيح العنزي، عن جابر بن عبد الله قال: فبينما أنا في النظارين، إذ جاء عمتي بأبي وخالي
عادِلَتَهما على ناضح، فدخلت بهما المدينة لتدفنهما في مقابرنا، إذ لحق رجل ينادي "ألا إن النبي صلى الله عليه وسلم يأمركم أن ترجعوا بالقتلى فتدفنوها في مصارعها حيث قُتِلت"، فرجعنا بهما فدفناهما حيث قتلا. وإسناده حسن، قال الترمذي:"هذا حديث حسن صحيح ونُبيح ثقة". وصحَّحه أيضًا ابن حبان (3183) من هذا الطريق.
وأما قول الحافظ في نُبيح العنزي بأنه "مقبول" ففيه نظر، إذ وثَّقه أبو زرعة والعجلي وابن حبان والترمذي كما مضى، فهو لا ينزل عن درجة "صدوق".
• عن أبي سعيد الخدري قال: "لما كان يوم أُحد نادي منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رُدوا القتلى إلى مضاجعهم".
حسن: رواه البزار"كشف الأستار"(841) عن محمد بن عبد الرحيم صاعقة، ثنا مصعب بن عبد الله، ثنا عبد العزيز بن محمد، عن كثير بن زيد، عن رُبيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد، عن أبيه، عن جده فذكره.
قال البزار: لا نعلمه عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد.
وقال الهيثمي في "المجمع"(43/ 43): "رواه البزار وإسناده حسن".
قلت: وهو كما قال، وإن كان فيه رُبيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد مختلف فيه، والخلاصة أنه يُحسّن حديثُه إذا كان له أصلٌ ثابتٌ، وهذا منه.
• * *