الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عبيد الله، قال: سمعت إبراهيم يقول: سمعت الأسود بن يزيد يقول: قالت عائشة (فذكرته).
• عن على، قال: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا كان العشر الأواخر من رمضان شمّر المئزر، واعتزل النساء.
حسن: رواه البيهقي في "الكبرى"(4/ 314)، وفي "فضائل الأوقات"(75) عن علي بن محمد ابن بشران ببغداد، حدثنا إسماعيل بن محمد الصفّار، حدثنا عبد الكريم بن الهيثم، حدثنا محمد بن الصباح، حدثنا هشيم، حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن علي، فذكره.
وإسناده حسن من أجل عاصم بن ضمرة فإنه حسن الحديث.
• عن علي بن أبي طالب، أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم كان يوقظ أهله في العشر الأواخر من رمضان.
حسن: رواه الترمذي (795) عن محمود بن غيلان، حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن هبيرة بن بَريم، عن علي، فذكره.
قال الترمذي: "حسن صحيح".
قلت: يحتمل تحسينه فإنّ هبيرة بن يُريم -على وزن عظيم- مختلف فيه، فقال الإمام أحمد: لا بأس بحديثه. وذكره ابن حبان في "الثقات"(5/ 511)، وقال ابن سعد: كان معروفًا وليس بذاك. وضعّفه النسائي وجهّله ابن معين وأبو حاتم. فمثله لا بأس بحديثه كما قال أحمد، وخاصة إذا كان له شواهد.
3 - باب ما جاء من علامات ليلة القدر
• عن زرّ بن حبيش يقول: سألت أُبَيَّ بن كعب رضي الله عنه، فقلت: إنّ أخاك ابن مسعود يقول: مَنْ يَقُم الحوْلَ يُصِبْ ليلةَ القَدْر؟ فقال: رحمه الله أراد أن لا يتّكل الناس، أَمَا إنه قد علم أنها في رمضان، وأنّها في العشر الأواخر، وأنّها ليلة سبع وعشرين -ثم حلف لا يستثني- أنّها ليلة سبع وعشرين. فقلت: بأيِّ شيء تقول ذلك يا أبا المنذر؟ قال: بالعلامة أو بالآية التي أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنّها تطلُعُ يومئذ لا شعاع لها".
صحيح: رواه مسلم في الصيام (762: 220) من طريق سفيان بن عيينة، عن عبدة وعاصم بن أبي النجود، سمعا زرّ بن حبيش يقول (فذكره). وعبدة هو ابن أبي لبابة.
وفي سنن أبي داود (1378) وغيره: "تصبح الشمس صبيحة تلك الليلة مثل الطّست ليس لها شعاع حتى ترتفع".
والطّست أي مظلمة لا ضوء لها.
• عن ابن عباس، قال: أتيت وأنا نائم في رمضان، فقيل لي: إنّ الليلة ليلة القدر، فقمتُ وأنا ناعس، فتعلّقتُ ببعض أطناب فسطاط رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي. فنظرتُ في الليلة فإذا هي ليلة ثلاث وعشرين.
قال ابن عباس: إنّ الشيطان يطلع مع الشمس كلّ يوم إلا ليلة القدر، وذلك أنها تطلع يومئذ ولا شعاع لها.
حسن: رواه البيهقيّ في "فضائل الأوقات"(104) من طريق مسدد، حدثنا أبو الأحوص، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره.
ورواه الإمام أحمد (2302) عن عفان، حدثنا أبو الأحوص بإسناده إلا أنه لم يذكر علامة ليلة القدر. ورواه أبو داود الطيالسي (2790) عن سلام، عن سماك إلا أنه جعله ليلة أربع وعشرين. وسماك في عكرمة متكلّم فيه.
• عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني كنتُ أُريتُ ليلة القدر، ثم نسيتُها، وهي في العشر الأواخر من ليلتها، وهي ليلة طلقة بلجة، لا حارة ولا باردة".
وزاد الزيادي: "كأنّ فيها قمرًا يفضح كواكبها. وقالا: لا يخرج شيطانُها حتى يضيء فجرها".
حسن: رواه ابن خزيمة (2190) وعنه ابن حبان (3688) عن محمد بن زياد بن عبيد الله الزيادي، ومحمد بن موسى الحرشي، قالا: حدّثنا الفضيل بن سليمان، حدّثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، فذكره.
وإسناده حسن من أجل الفضيل بن سليمان وهو النميري فقد تكلم فيه أكثر أهل العلم إلا أنه يكتب حديثه كما قال أبو حاتم. يعني للاعتبار في الشواهد، وهذا منه، وقد انتقى البخاري رحمه الله من حديثه مما توبع عليه.
وفي الباب ما رُوي عن عبادة بن الصامت أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"في رمضان، فالتمسوها في العشر الأواخر، فإنها في وتر: في إحدى وعشرين، أو ثلاث وعشرين، أو خمس وعشرين، أو سبع وعشرين، أو في آخر الليلة. فمن قامها ابتغاءها إيمانا واحتسابًا، ثم وقّفتْ له، غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر" إلا أنه ضعيف.
رواه الإمام أحمد (22713) عن أبي سعيد مولى بني هاشم، قال: حدّثنا سعيد بن سلمة -يعني ابن أبي الحسام-، حدّثنا عبد الله بن محمد بن عقيل، عن عمر بن عبد الرحمن، عن عبادة بن الصامت، فذكره.
وعمر بن عبد الرحمن، ذكره ابن حبان في "الثقات" ولم يوثقه غيره وله ترجمة في "التاريخ
الكبير"، و"الجرح والتعديل". ولكن لم يذكر فيه البخاري ولا ابن أبي حاتم شيئًا لا جرحًا ولا
تعديلًا فهو في عداد المجهولين. ولم يرو عنه غير عبد الله بن محمد بن عقيل.
ورواه أيضًا الإمام أحمد (22765) عن حيوة بن شريح، حدّثنا بقية، حدثني بحير بن سعد،
عن خالد بن معدان، عن عبادة بن الصامت، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ليلة القدر في العشر البواقي،
من قامهن ابتغاء حسبتهن فإن الله يغفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخر، وهي ليلة وتر: تسع، أو سبع،
أو خامسة، أو ثالثة، أو آخر ليلة".
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنّ أمارة ليلة القدر أنها صافية بَلْجة، كأنّ فيها قمرًا ساطعًا ساكنة
ساجية، لا برد فيها ولا حرَّ، ولا يحل لكوكب أن يُرمي به فيها حتى يصبح، وإنّ أمارتها أن
الشمس صبيحتها تخرج مستوية، ليس لها شعاع مثل القمر ليلة البدر، لا يحل للشيطان أن يخرج
معها يومئذ".
وبقية هو ابن الوليد، وقد صرَّح بالتحديث في أول الإسناد وهو يكفي على رأي الجمهور. وفيه
خالد بن معدان لم يسمع من عبادة بن الصامت، قال أبو حاتم كما في المراسيل (183) وقال أبو
نعيم: لم يلق عبادة بن الصّامت. كما في "تهذيب الكمال".
وله إسناد آخر وهو ما رواه يعقوب بن سفيان (1/ 386)، والبيهقي في "الشعب"(3420) من
طريق إسحاق بن سليمان الرازي، قال: سمعت معاوية بن يحيى، عن الزهريّ، عن محمد بن
عبادة، عن عبادة بن الصامت به.
قال البيهقي: "في هذا الإسناد ضعف".
قلت: لعله يقصد به معاوية بن يحيى وهو الصدفي أبو روح الدمشقي. فإنه ضعيف جدًّا. قال
يحيى: هالك ليس بشيء. وقال الجوزجاني: ذاهب الحديث. وقال أبو زرعة: ليس بقوي،
أحاديثه كلها منكرة ما حدّث بالرّيِّ، والذي حدّث بالشام أحسن حالًا. وضعّفه أيضًا عدد من أهل
العلم.
وفي الباب أيضًا عن ابن عباس. رواه ابن خزيمة (2192) بلفظ: "ليلة طلقة لا حارة ولا
باردة، تُصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة".
رواه من طريق زمعة، عن سلمة -وهو ابن وهرام-، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره.
ومن طريقه رواه أيضًا البزار -كشف الأستار (1034) - إلا أنه لم يذكر فيه: "تصبح الشمس
يومها
…
".
قال البزار: سلمة بن وهرام لا نعلم حدث عنه غير ابنه عبيد الله وزمعة، وهو من أهل اليمن لا
بأس به، وأحاديثه عن ابن عباس غرائب. ولا نعلم هذا بهذا اللفظ إلّا من حديثه.
قلت: وزمعة هو ابن صالح الجنديّ -بفتح الجيم والنون- ضعيف عند جمهور أهل العلم،