الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فقال: "إنّما قمنا للملائكة".
صحيح: رواه النسائيّ (1929) عن إسحاق، قال: أنبأنا النضر، قال: حَدَّثَنَا حمّاد بن سلمة، عن قتادة، عن أنس فذكره. وإسناده صحيح.
إسحاق هو: ابن راهويه الإمام الفقيه ت 238 هـ، وشيخه هو النضر بن شُميل المازني أبو الحسن النحوي ت 203 هـ.
قوله: "قمنا للملائكة" قال السيوطيّ: "لا معارضة إذ يجوز تعدد الأغراض والعلل، فيكون القيام مطلوبًا تعظيمًا لأمر الموت والملائكة جميعًا وغير ذلك".
وأمّا ما رُوي عن عبد الله بن عمرو أنه قال: سأل رجل رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! تمر بنا جنازة الكافر، أفنقوم لها؟ قال:"نعم قوموا لها، فإنكم لستم تقومون لها، إنّما تقومون إعظامًا للذي يقبض النفوس" فهو ضعيف.
رواه أحمد (6573) عن أبي عبد الرحمن، حَدَّثَنَا سعيد، حَدَّثَنِي ربيعة بن سيف المعافريّ، عن أبي عبد الرحمن الحُبُليّ، عن عبد الله بن عمرو فذكره.
وأبو عبد الرحمن هو: عبد الله بن يزيد المعافري. ومن هذا الطريق رواه البزّار "كشف الأستار"(836) وصحَّحه ابن حبَّان (3053)، والحاكم (1/ 357) وقال:"صحيح الإسناد"، وقال الهيثميّ في "المجمع" (3/ 27):"رواه أحمد والبزّار والطَّبرانيّ في "الكبير" ورجال أحمد ثقات".
قلت: في الإسناد ربيعة بن سيف المعافري قال البخاري: عنده مناكير، وضعَّفه الأزدي والنسائي في سننه (4/ 27).
وأمّا ابن حبَّان فذكره في "الثقات"(6/ 301) وقال: "يخطئ كثيرًا".
ولعله أخطأ في بيان سبب القيام فإنه لم يتابع على ما ذكره.
7 - باب ما جاء في نسخ القيام للجنازة
• عن عليّ بن أبي طالب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم في الجنازة، ثمّ جلس، بعد.
وفي رواية: عن واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ أنه قال: رآني نافع بن جبير، ونحن في جنازةٍ قائمًا، وقد جلس ينتظر أن توضع الجنازة، فقال لي: ما يُقيمك؟ فقلت: أنتظر أن توضع الجنازة لما يحدث أبو سعيد الخدريّ، فقال نافع: فإن مسعود بن الحكم حَدَّثَنِي عن عليّ بن أبي طالب أنه قال: قام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ثمّ قعد.
صحيح: رواه مالك في الجنائز (33) عن يحيى بن سعيد، عن واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن مسعود بن الحكم، عن عليّ بن أبي طالب فذكره.
والرّواية الثانية عند مسلم في الجنائز (962) من طرق عن اللّيث بن سعد، عن يحيى بن سعيد،
عن واقد بن عمرو فذكره.
ورواه من وجه آخر عن شعبة، عن محمد بن المنكدر، قال: سمعتُ مسعود بن الحكم يحدث عن عليّ قال: رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فقمنا، وقعد فقعدنا. يعني في الجنازة.
وفي رواية للطحاوي في شرحه (1/ 282): "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا بالقيام في الجنازة، ثمّ جلس بعد ذلك وأمرنا بالجلوس".
وفي رواية عنده أيضًا من طريق إسماعيل بن مسعود بن الحكم الزرقيّ، عن أبيه قال: شهدت جنازة بالعراق، فرأيت رجالًا قيامًا ينتظرون أن توضع، ورأيت عليّ بن أبي طالب يشير إليهم أن اجلِسُوا، فإن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قد أمرنا بالجلوس بعد القيام. وإسناده حسن من أجل إسماعيل بن مسعود فإنه "صدوق".
ورواه النسائيّ (1923) من وجه آخر عن أبي معمر قال: كنا عند عَلِيّ فمرت به جنازة فقاموا لها، فقال عَلِيّ: ما هذا؟ قالوا: أمْر أبي موسى، فقال: إنّما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم لجنازة يهودية، ولم يَعُدْ بعد ذلك، وإسناده صحيح.
• عن محمد أن جنازة مرتْ بالحسن بن عليّ وابن عباس، فقام الحسن، ولم يقم ابن عباس، فقال الحسن: أليس قد قام رسول الله صلى الله عليه وسلم لجنازة يهودي؟ قال ابن عباس: نعم، ثمّ جلس.
صحيح: رواه النسائيّ (1924) عن قُتَيبة، قال: حَدَّثَنَا حمّاد، عن أيوب، عن محمد بن سيرين، قال: فذكره.
ورواه الإمام أحمد (1827) عن عبد الرزّاق، عن معمر، عن أيوب به مثله. ومحمد بن سيرين لم يسمع من ابن عباس شيئًا.
وقال عليّ بن المديني: أحاديث محمد بن سيرين عن ابن عباس قال شعبة: إنّما سمعها من عكرمة لقيه أيام المختار، ولم يسمع من ابن عباس شيئًا.
قال أحمد: لم يسمع من ابن عباس يقول كلها: نُبئتُ عن ابن عباس.
قلت: هكذا رواه أيضًا الإمام أحمد في مسنده (1726) من وجه آخر عن محمد قال: نبئتُ أن جنازة مرت على الحسن بن عليّ فذكره وزاد في آخره: "فلم يُنكر الحسن ما قال ابن عباس".
فعرف من هذا أن بينهما عكرمة، فإذا عرف المبهم وهو ثقة، صحَّ الإسناد في حين أن أحدًا لم ينص على أن محمد بن سيرين لم يسمع من الحسن بن عليّ، واكتفى المزي وغيره ذكره ممن رُوي عنه محمد بن سيرين.
وقد تابعه أبو مجلز فرواه عن ابن عباس والحسن بن عليّ القصة نفسها.
رواه النسائيّ (1926) عن يعقوب بن إبراهيم، عن ابن علية، عن سليمان التيميّ، عن أبي