الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رواه الترمذيّ (2460) عن محمد بن أحمد -وهو ابن مدُّويه، حَدَّثَنَا القاسم بن الحكم العُرني، حَدَّثَنَا عبيد الله بن الوليد الوصَّافي، عن عطية، عن أبي سعيد فذكره في سيأتي أطول سيأتي في موضعه.
قال الترمذي: حديث غريب لا نعرفه إِلَّا من هذا الوجه.
قلت: فيه عطية وهو ابن سعد العوفي ضعَّفه النسائيّ، وقال أبو داود: ليس بالذي يعتمد عليه، وفي "التقريب":"صدوق يخطئ كثيرًا كان شيعيًا مدلسًا".
والراوي عنه عبيد الله بن الوليد الوصافي، أهلُ العلم مطبقون على تضعيفه.
وكذلك لا يصح ما رواه البيهقي في "إثبات عذاب القبر"(61) من طريق محمد بن إسحاق الصنعاني، ثنا محمد بن عمر الواقدي، أن سلمة بن أخي عمر، عن عمر بن شَبَّة بن أبي كثير الأشجعي، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا:"القبر حفرة من حفر جهم، أو روضة من رياض الجنّة" والواقدي متروك.
وكذلك لا يصح ما رُوي عن أبي هريرة قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة، فجلس إلى قبر منها فقال:"ما يأتي على هذا القبر من يوم إِلَّا وهو ينادي بصوت ذلق طلق يا ابن آدم: كيف نَسيتني؟ ألم تعلم أني بيتُ الوحدة، وبيتُ الغربة، وبيتُ الوحشة، وبيتُ الدود، وبيتُ الضِّيق، إِلَّا من وسَّعني الله عليه" ثمّ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "القبر إما روضة من رياض الجنّة، أو حفرة من حفر النار" رواه الطبرانيّ في "الأوسط".
قال الهيثميّ في "المجمع"(3/ 46): "وفيه محمد بن أيوب بن سويد وهو ضعيف".
قلت: بل هو رُوي عن أبيه، عن الأوزاعي الأشياء الموضوعة، وكان أبو زرعة يقول: رأيت هذا الشّيخ أدخل في كتاب أبيه أشياء موضوعة بخط طريّ، وكان يحدث بها، انظر:"المجروحين". (1001).
2 - باب إن الميت يسمع خفق النعال
• عن أنس عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ العبد إذا وضع في قبره وتولَّى عنه أصحابه حتّى إنه ليسمع قرع نعالهم".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الجنائز (1338)، ومسلم في صفة الجنّة (2870/ 71) كلاهما من حديث يزيد بن زُريع، حَدَّثَنَا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك فذكره ولفظهما سواء.
• عن البراء بن عازب قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار، فانتهينا إلى القبر، ولم يُلْحدُ فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله كأنما على رؤوسنا الطير، وفي يده عُود ينكتُ به في الأرض، فرفع رأسه فقال:"استعيذوا بالله من عذاب القبر مرتين أو ثلاثًا" زاد في حديث جرير ههنا وقال:
"وإنه ليسمع خفْقَ نعالهم إذا ولَّوا مدبرين حين يقال له: يا هذا من ربَّك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ ".
حسن: رواه أبو داود (4753) عن عثمان بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا جرير، ح وحدثنا هناد بن السري، قال: حَدَّثَنَا معاوية، وهذا لفظ هناد -عن الأعمش، عن المنهال، عن زاذان، عن البراء ابن عازب فذكره في حديث طويل. والحديث في زهد هناد بن السري (339) من هذا الوجه.
وإسناده حسن من أجل المنهال وهو ابن عمرو، فإنه "صدوق".
• وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الميت يسمع خفق نعالهم إذا ولَّوا عنه" يعني مدبرين.
حسن: رواه البزار "كشف الأستار"(873) عن محمد بن عبد الله المخرميّ، ثنا وكيع بن الجراح، ثنا سفيان - يعني الثوريّ، عن السُدِّي، عن أبيه، عن أبي هريرة فذكره.
وإسناده حسن من أجل السدي وهو إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كُريمة -بضم الكاف- الكوفي الأعور الكبير، مختلف فيه فكذَّبه الجوزجاني (أظن لتشيعه) ووثَّقه الإمام أحمد والعجلي، وقال النسائي:"صالح"، وقال ابن عدي:"له أحاديث يرويها عن عدة شيوخ، وهو عندي مستقيم الحديث صدوق، لا بأس به"، وأخرج له مسلم، والخلاصة أنه "صدوق يهم، رمي بالتشيع".
وحسَّنه أيضًا الهيثمي في "المجمع"(3/ 54) وأرجو أنه لم يهم في هذا الحديث لشواهده.
وبمعناه رُوي عن ابن عباس مرفوعًا: "إذا دُفن الميت سمع خفق نعالهم إذا ولوا عنه منصرفين". رواه الطبراني في "الكبير"(11/ 87) عن أبي الزنباع روح بن الفرح، ثنا يحيى بن سليمان الجعفي، ثنا محمد بن فُضيل، ثنا مسلم الضبي، عن مجاهد، عن ابن عباس فذكره.
قال الهيثمي في "المجمع"(3/ 54): "رجاله ثقات".
قلت: وهو وهم عنه، فإن مسلمًا الضبي وهو ابن كيسان ضعيف باتفاق أهل العلم.
وكذلك لا يصح ما رُوي عن أبي سعيد أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إن الميت يعرف من يحمله، ومن يغسله، ومن يدليه في قبره".
رواه أحمد (10997) عن أبي عامر، حَدَّثَنَا عبد الملك بن حسن الحارثي، حَدَّثَنَا سعيد بن عمرو بن سُلَيم، قال: سمعت رجلًا منا -قال عبد الملك: نسيت اسمه، ولكن اسمه معاوية أو ابن معاوية- يحدث عن أبي سعيد الخدري، أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال: فذكره. فقال ابن عمر وهو في المجلس: ممن سمعت هذا؟ قال: عن أبي سعيد. فانطلق ابن عمر إلى أبي سعيد فقال: يا أبا سعيد، ممن سمعت هذا؟ قال: من النَّبِي صلى الله عليه وسلم.
وإسناده ضعيف لإبهام الراوي عن أبي سعيد، وإن كان هو معاوية أو ابن معاوية فلا يعرف من