الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وصلت عليكم الملائكة" فإسناده ضعيف.
رواه ابن ماجه (1747)، وابن حبان (5296) كلاهما من حديث هشام بن عمار، قال: حدثنا سعيد بن يحيى اللخمي، قال: حدثنا محمد بن عمرو بن علقمة، عن مصعب بن ثابت، عن عبد الله ابن الزبير، فذكره.
ومصعب بن ثابت هو ابن عبد الله بن الزبير ضعيف باتفاق أهل العلم. وذكره ابن حبان في "الثقات"(7/ 478) وقال: قد أدخلته في "الضعفاء" وهو ممن أستخير الله تعالى فيه.
وقال في "المجروحين": "منكر الحديث ممن ينفرد بالمناكير عن المشاهير، فلما كثر ذلك منه استحق مجانبة حديثه".
قلت: وهذا مما وهم فيه مصعب بن ثابت فإنّ المشهور أنه من حديث أنس كما سبق، فجعله من حديث عبد الله بن الزبير.
34 - باب الترهيب من الإفطار قبل غروب الشمس
• عن أبي أمامة الباهلي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "بينا أنا نائم أتاني رجلان، فأخذا بضَبْعي، فأتيا بي جبلًا وَعْرًا، فقالا: اصعد. فقلت: إني لا أطيقه. فقالا: إنا سنسهله لك، فصعدتُ حتى إذا كنتُ في سواء الجبل إذا بأصوات شديدة. قلت: ما هذه الأصوات؟ قالوا: هذا عُواء أهل النار، ثم انطلق بي، فإذا أنا بقوم معلقين بعراقيبهم مشقّقة أشداقهم تسيل أشداقهم دمًا. قال: قلت: من هؤلاء؟ قالا: الذين يفطرون قبل تحلّة صومهم" الحديث.
صحيح: رواه ابن خزيمة (1986) وعنه ابن حبان (7491)، والحاكم (1/ 430)، وعنه البيهقي (4/ 216) كلّهم من حديث بشر بن بكر، حدثني ابن جابر، حدثني سليم بن عامر، حدثني أبو أمامة الباهلي، فذكر الحديث في سياق أطول وهو مذكور في موضعه. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم.
قلت: وهو كما قال، وابن جابر هو عبد الرحمن بن يزيد بن جابر. وله طرق أخرى عن عبد الرحمن بن جابر.
35 - باب ما جاء أن للصّائم دعوة لا تُرد
• عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لا ترد دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حتى يُفطر، ودعوة المظلوم يرفعها الله دون الغمام يوم القيامة، وتُفتح لها أبواب السماء. ويقول: بعزّتي لأنصرنَّك ولو بعد حين".
حسن: رواه ابن ماجه (1752)، والترمذي (3598)، وأحمد (10183). وصحّحه ابن خزيمة (1901)، وابن حبان (3428).
كلّهم من حديث سعدان الجهني، عن سعد أبي مجاهد الطائيّ -وكان ثقة-، عن أبي مدلة - وكان ثقة-، عن أبي هريرة، فذكره. وقوله:"ثقة" من كلام ابن ماجه.
وأبو مدلة ليس له حديث غير هذا. وقال الترمذي: "هذا حديث حسن. وسعدان الجهني: هو سعدان بن بشر، قد روى عنه عيسي بن يونس، وأبو عاصم وغير واحد من كبار أهل الحديث.
وأبو مجاهد هو سعد الطائيّ.
وأبو مدلّة هو مولى أمّ المؤمنين عائشة. وإنما نعرفه بهذا الحديث. ويروى عنه هذا الحديث أطول من هذا" انتهى.
وقد حسّنه أيضًا ابن حجر في "أمالي الأذكار" نقل عنه ابن علّان في "شرح الأذكار"(4/ 338).
وأمّا قول ابن المديني: "أبو مدلّة مولي عائشة لا يعرف اسمه، مجهول". فالرجل اشتهر بكنيته، وعدم العلم باسمه لا يجعله مجهولًا، وقد عرفه ابن ماجه فوثّقه وسماه غيره عبيدالله بن عبد الله.
فمثله إذا روى حديثًا وليس فيه ما ينكر عليه، وله شواهد، فبحسن حديثه. وقد صحّحه ابن خزيمة وابن حبان، وحسّنه الترمذي وابن حجر كما مضى.
وقد جاء الحديث عن أبي هريرة من وجه آخر بإسناد حسن بلفظ: "ثلاث دعوات مستجابة لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة الوالد، ودعوة المسافر".
رواه أبو داود (1536)، والترمذي (1905، 3448)، والطبراني في الدعاء (1314)، وأحمد (7510)، وابن حبان (2699) كلهم من طرق، عن هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي جعفر المؤذن، أنه سمع أبا هريرة يقول (فذكر الحديث).
وأبو جعفر المؤذن لم يرو عنه غير يحيى بن أبي كثير، وقد قال الحافظ في " التقريب":"مقبول" أي عند المتابعة، وقد توبع في بعض فقرات الحديث.
وأما ما رواه البزار -كشف الأستار (3139) - من طريق إبراهيم بن خُثيم بن عراك بن مالك، عن أبيه، عن جده، عن أبي هريرة، عن النبيّ:"ثلاث حقٌّ على الله أن لا يردّ لهم دعوة: الصّائم حتى يُفطر، والمظلوم حتى ينتصر، والمسافر حتى يرجع".
فلا تقبل متابعته فإن إبراهيم بن خُثيم بن عراك متروك الحديث.
وسيأتي مزيد من التحقيق في كتاب الدعوات.
• عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاث دعوات لا تردّ، دعوة الوالد، ودعوة الصّائم، ودعوة المسافر".
حسن: رواه البيهقي (3/ 345)، والضياء في المختارة (2057) كلاهما من طريق أبي العباس