الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وإسناده حسن، وكذلك حسّنه أيضًا البيهقي، انظر تخريجه المفصل فيما مضى.
وفي الباب عن قتادة بن ملحان القيسي أنه كان مع النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمرهم بصيام البيض" ويقول: "هي صيام الدّهر".
رواه أبو داود (2449)، والنسائي (2430)، وابن ماجه (1707)، وأحمد (20316)، وابن حبان (3651) كلّهم من حديث أنس بن سيرين، عن ابن ملحان القيسي، عن أبيه، فذكره.
وابن ملحان قيل هو قتادة بن ملحان القيسي، وقيل: ملحان بن شبل والد عبد الملك بن ملحان، وقيل: إنه منهال بن ملحان والد عبد الملك. قال ابن معين: هو خطأ. قاله المنذري.
قلت: ابن ملحان هذا لم يرو عنه غير أنس بن سيرين ولم يوثقه أحد، ولذا يعد من المجاهيل.
وأما ابن حبان فذكره في "الثقات" على قاعدته في توثيق المجاهيل، وأخرج حديثه في "صحيحه". وقال الحافظ:"مقبول" أي عند المتابعة، ولم أجد من تابعه.
29 - باب ما جاء من صام غرّة كلّ شهر ثلاثة أيام
• عن عبد الله بن مسعود، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم يعني من غرّة كلّ شهر ثلاثة أيام.
حسن: رواه أبو داود (2450) عن أبي كامل، حدّثنا أبو داود، حدّثنا شيبان، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله، فذكره.
والحديث في "مسند أبي داود الطيالسي"(358) ومن طريقه رواه ابن خزيمة (2129)، وابن ماجه (1725)، وابن حبان (3641) إلّا أن ابن خزيمة جمع بين حديثين وهو:"ويكون من صومه يوم الجمعة". وأما ابن ماجه فلم يذكر إلا الحديث الثاني، وهو قول ابن مسعود:"ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مفطرًا يوم الجمعة" بالإسناد نفسه.
وإسناده حسن من أجل الكلام في عاصم وهو ابن أبي النجود فإنه حسن الحديث.
والحديث قد أخرجه من طريقه أيضًا الترمذي (742)، والنسائي (2368)، وأحمد (3860).
وقوله: "غرة كلّ شهر" أي أوله. والغر هو كلّ شيء له أوله.
وقوله: "ما رأيت مفطرًا يوم الجمعة" أي مع الخميس لما جاء النهي عن إفراد يوم الجمعة بالصّوم.
30 - باب ما جاء في صيام ثلاثة أيام من كلّ شهر وهي أوّل اثنين من الشهر والخَمِيسيْن
• عن بعض أزواج النبيّ صلى الله عليه وسلم قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كلّ شهر: أوّل اثنين من الشهر والخميسَين.
صحيح: رواه أبو داود (2437)، والنسائي (2417)، وأحمد (26468) كلّهم من طريق أبي عوانة، عن الحرّ بن الصبّاح، عن هُنيدة بن خالد، عن امرأته، عن بعض أزواج النبيّ صلى الله عليه وسلم. وهذا إسناد صحيح. وامرأة هنيدة لم أقف على اسمها غير أنَّ الحافظ ذكر في التقريب في "المبهمات" أنها صحابية.
ورواه النسائي (2415) من وجه آخر عن زهير، عن الحر بن الصبّاح قال: سمعت هُنَيدة الخزاعيّ قال: دخلتُ على أمّ المؤمنين سمعتها تقول: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم من كلّ شهر ثلاثة أيام، أول اثنين من الشّهر، ثم الخميس، ثم الخميس الذي يليه". فأسقط امرأة هنيدة.
وإسناده صحيح أيضًا؛ فإنّ هنيدة أولًا سمع من امرأته عن أمّ المؤمنين، ثم دخل عليها وسمع منها مباشرة. وهذا شيء معروف في علم الحديث.
وهذا الحديث روي بألوان أخرى بعضها لا يصح، وأخطأ من حكم عليه بالاضطراب؛ لأنّ ما صحّ لا يضر ما لم يصح، والاضطراب لا يصار إليه إلّا إذا تعذّر التوفيق بين الروايات.
وأمّا ما روي عن حفصة قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم ثلاثة أيام من الشّهر: الاثنين والخميس، والاثنين من الجمعة الأخرى". ففيه رجل مقبول.
رواه أبو داود (2451)، والنسائي (2366)، وأحمد (26460، 26463) كلّهم من حديث حماد، عن عاصم بن بهدلة، عن سواء الخزاعي، عن حفصة، فذكرته.
وسواء الخزاعي روى عنه اثنان آخران وهما المسيب بن رافع، ومعبد بن خالد. وذكره ابن حبان في "الثقات" كما قال المزي إلا أنه سقطت ترجمته في المطبوع؛ لأن محقق تهذيب الكمال عزاه إلى المخطوطة. ولذا قال الحافظ في "التقريب":"مقبول" أي عند المتابعة.
ولم أجد من تابعه، بل فيه مخالفة للحديث الصحيح بأنه صلى الله عليه وسلم كان يصوم أول اثنين من الشهر والخميسين، ولعلّ ذلك من عاصم بن بهدلة فقد تكلموا في حفظه، ولأنه اضطرب فيه، فمرة رواه عن سواء، عن حفصة. وأخرى عنه، عن أمّ سلمة كما عند النسائي (2365).
وأخرى عنه عن المسيب، عن حفصة، وفيه:"كان صلى الله عليه وسلم يصوم الاثنين والخميسين". ولم يذكر فيه سواء. كذلك رواه الإمام أحمد (26461)، والنسائي.
والمسيب هو ابن رافع لم يسمع من حفصة.
وللحديث أسانيد أخرى فالظاهر منه وقوع الاضطراب في الإسناد والمتن؛ لأنّها كلّها، تدور على عاصم بن بهدلة الذي قال فيه البزار:"لم يكن بالحافظ"، وقال الدارقطني:"في حفظه شيء" فمثله لا تحتمل مخالفته.