الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
• وعن ابن أبي مليكة، أنَّ أبا عمرو ذكوان مولي عائشة أخبره، أنَّ عائشة كانت تقول: إنَّ من نعم الله عليَّ أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي في بيتي، وفي يومي، وبين سَحْري ونحري، وأنَّ الله جمع بين ريقي وريقه عند موته، دخل عليَّ عبد الرحمن وبيده سواك، وأنا مُسندة رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فرأيته ينظر إليه، فعرفت أنَّه يُحبُّ السواك، فقلت: آخذ لك؟ فأشار برأسه: "أن نعم". فليَّنته، وبين يديه ركوة، أو علبة -يشك عمر- فيها ماء، فجعل يُدخل يديه في الماء، فيمسح بهما وجهه ويقول:"لا إله إِلَّا الله، إنَّ للموت سكرات". ثمَّ نصب يده فجعل يقول: "في الرفيق الأعلى". حتَّى قُبض، ومالت يده.
صحيح: رواه البخاريّ في المغازي (4449) عن محمد بن عبيد، ثنا عيسى بن يونس، عن عمر بن سعيد، قال: أخبرني ابن أبي مليكة، فذكره.
وأمّا ما رُوي عن عائشة، قالت: رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يموت وعنده قدح فيه ماء، وهو يدخل يده في القدح، ثمَّ يمسح وجهه بالماء، ثمَّ يقول: اللَّهُمَّ أعنِّي على غمرات الموت" أو "سكرات الموت". فهو ضعيف.
رواه الترمذيّ (978) وابن ماجة (1623) والنسائي في "اليوم والليلة"(1093) كلّهم عن اللّيث ابن سعد، عن ابن الهاد، عن موسي بن سرجس، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، فذكرته.
وموسي بن سرجس مجهولٌ؛ لأنَّه تفرَّد بالرواية عنه ابن الهاد، ولم يوثقه أحدٌ.
وقال الترمذيّ: "حسن غريب". وأخرجه الحاكم (2/ 465)، وقال:"صحيح الإسناد ولم يخرجاه" وابن الهاد هو: يزيد بن عبد الله بن أُسامة بن الهاد.
وأمّا ابن ماجه فجعله يزيد بن أبي حبيب، وأخرجه عن ابن أبي شيبة (10/ 258) وليس فيه إِلَّا يزيد، وكذلك رواه الإمام أحمد (24356) عن يونس، قال: حَدَّثَنَا اللّيث، عن يزيد بإسناده. فزاد ابن ماجه نسبته، وجعله ابن أبي حبيب، وهو خطأٌ فاحش؛ فإنَّ أحدًا لم يقل به. وقد نبَّه على هذا الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف"(12/ 286 - 287). فراجعه.
23 - باب خروج الإنسان إلى الأرض التي قُدِّرَ موته فيها
• عن عبد الله بن مسعود عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كان أجل أحدكم بأرض أوثبته إليها الحاجة، فإذا بلغ أقصى أثره قبضه الله سبحانه، فتقول الأرض يوم القيامة: ربّ هذا ما استودعتني".
صحيح: رواه ابن ماجه (4263) والبزّار (1889) والحاكم (1/ 41) من طرق، عن عمر بن عليّ قال: أخبرني إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن عبد الله بن مسعود، فذكره.
واللّفظ لابن ماجه.
وقال البزّار: وهذا الحديث لا نعلمه أحدًا يرفعه إِلَّا عمر بن عليّ المقدمي.
قلت: تابعه غيره. وقد قال الحاكم: "قد احتج الشيخان برواة هذا الحديث عن آخرهم، وعمر ابن عليّ المقدمي متفق على إخراجه في الصحيحين، وقد تابعه محمد بن خالد الوهبي على سنده عن إسماعيل، ثمّ أسند روايته ثمّ قال: وقد أسنده هشيم، عن إسماعيل بن أبي خالد، ثمّ أسند روايته وقال: فقد أسند هذا الحديث ثلاثة من الثّقات عن إسماعيل، ووقفه عنه سفيان بن عيينة، فنحن على شرطنا في إخراج الزيادة من الثقة في الوصل والسند" انتهى.
قلت: جمهور علماء الحديث والفقه على هذا المنهج، ولذا صحَّحه أيضًا البوصيري في زوائد ابن ماجه.
وأمّا أبو حاتم فقال: "الكوفيون لا يرفعونه". العلل (1073).
وكذا رجّح الدَّارقطنيّ في "العلل"(848) فقال: "رواه ابن عيينة ويحيى القطان وغيرهما موقوفًا، وهو الصواب".
قلت: الموقوف أقوى إسنادًا، لكن لا يمنع أن يكون الصحابي رواه مرفوعًا أيضًا وهو الأصل.
• * *