الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلت: ليس بحسن، فإن أم محمد قيل اسمها: أُمينة، وقيل: أمية، وهي زوجة زيد بن جُدعان، تفرّد بالرواية عنها عليّ بن زيد، وهي لا تُعرف، وعلي بن زيد بن جُدعان أهل العلم مطبقون على تضعيفه.
6 - باب أن أهل الجاهلية يُعذَّبون في قبورهم
• عن زيد بن ثابت قال: بينما النَّبِي صلى الله عليه وسلم في حائط لبني النجار على بغلة له، ونحن معه، إذ حادثْ به، فكادتْ تُلقيه، وإذا أَقْبرٌ ستةٌ أو خمسةٌ أو أربعةٌ، (كذا كان يقول الجُريري) فقال:"من يعرف أصحاب هذه الأقبر؟ " فقال رجل: أنا. قال: "فمتى مات هؤلاء؟ " قال: ماتوا في الإشراك، فقال: إن هذه الأمة تُبلي في قبورها، فلولا أن لا تدافنوا لدعوتُ الله أن يُسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه" ثمّ أقبل علينا بوجهه فقال:"تعوذُوا بالله من عذاب النّار" قالوا: نعوذ بالله من عذاب النّار، فقال:"تعوذوا بالله من عذاب القبر" قالوا: نعوذ بالله من عذاب القبر، قال:"تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن" قالوا: نعوذ بالله من الفتن، ما ظهر منها وما بطن، قال:"تعوذوا بالله من فتنة الدجال" قالوا: نعوذ بالله من فتنة الدجال.
صحيح: رواه مسلم في كتاب الجنّة (2867) من طرق، عن سعيد الجُريريّ، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدريّ، عن زيد بن ثابت.
قال: أبو سعيد: ولم أشهده من النَّبِي صلى الله عليه وسلم، ولكن حَدَّثنيه زيد بن ثابت قال: فذكره.
• عن أنس بن مالك: أنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم دخل نخلًا لبني النجار، فسمع صوتًا ففزع، فقال:"من أصحابُ هذه القبور؟ " قالوا: يا نبيَّ الله! ، ناسٌ ماتوا في الجاهليّة، قال:"تعوَّذوا بالله من عذاب القبر، وعذاب النّار، وفتنة الدَّجال" قالوا: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: "إنَّ هذه الأمة تُبْتَلى في قُبُورِها، فإنَّ المؤمن إذا وُضِعَ في قبره، أتاه مَلَكٌ فَسألَهُ: ما كنت تَعبُدُ؟ فإنِ اللهُ هدَاهُ قال: كنتُ أعبد الله، فيُقالُ له: ما كنتَ تقولُ في هذا الرّجل؟ قال: فيقولُ: هو عبد الله ورسولُه، قال: فما يُسأَلُ عن شيءٍ غيرَها، فيُنْطَلَقُ به إلى بيتٍ كانَ له في النّار، فيُقال له: هذا بَيْتُكَ كانَ في النّار، ولكِنَّ الله عَصَمَكَ ورَحِمَكَ، فأَبدَلَكَ به بيتًا في الجَنَّةِ، فيقولُ: دَعُوني حتَّى أذهبَ فأُبَشِّرَ أَهلِي، فيُقالُ له: اسْكُنْ. وإن الكافرَ إذا وُضِعَ في قَبْره، أتاهُ مَلَكٌ فيقولُ له: ما كنتَ تقولُ في هذا الرّجل؟ فيقولُ: كنتُ أقولُ ما يَقُولُ الناسُ، فيضربه بمطراق من حديد بين أُذُنيه، فيصيح صيحة فيسمعها الخلق غير الثقلين".
صحيح: رواه أحمد (13447) عن عبد الوهّاب، حَدَّثَنَا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس فذكره.
ومن هذا الطريق رواه البيهقيّ في إثبات عذاب القبر (19) وأحال إلى رواية أحمد.
ورواه مسلم في صفة الجنّة (2870/ 72) عن عمرو بن زرارة، عن عبد الوهّاب (وهو ابن عطاء) بإسناده مختصرًا ولم يذكر فيه قصة الجاهلية.
وعبد الوهّاب هو: ابن عطاء الخفاف وهو إن كان من رواة مسلم فقد تكلم فيه البخاريّ والنسائي وغيرهما، غير أنه حسن الحديث وقد توبع هنا.
فقد رواه الإمام أحمد (12271) عن روح بن عبادة، حَدَّثَنَا سعيد بإسناده نحوه، وأصل الحديث في البخاريّ (1374) من طريق عبد الأعلى، ومسلم في صفة الجنّة (2870) من طريق يزيد بن زريع وعبد الوهّاب - كلّهم عن سعيد بإسناده كما سيأتي في باب إن المؤمن والكافر يسألان.
• عن أنس أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم سمع صوتًا من قبر فقال: "متى مات هذا؟ قالوا: مات في الجاهليّة، فسُرَّ بذلك وقال: "لولا أن لا تدافنوا لدعوتُ الله أن يُسمعكم عذابَ القبر".
صحيح: رواه النسائيّ (2058) عن سويد بن نصر، قال: حَدَّثَنَا عبد الله، عن حُميد، عن أنس فذكره.
وإسناده صحيح، وقد صحَّحه أيضًا ابن حبَّان (3126)، وأخرجه البيهقيّ في إثبات عذاب القبر (91) كلّهم من طريق حُميد الطّويل، عن أنس فذكر الحديث.
وفي رواية أحمد (12007) عن ابن أبي عديّ، عن حُميد، عن أنس قال: دخل النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم حائطًا من حيطان المدينة لبني النجار، فسمع صوتًا من قبر فسأل عنه فذكره.
وكان خروجه لقضاء حاجته كما في رواية الإمام أحمد (12096) بإسناد صحيح.
• عن أنس بن مالك قال: أخبرني بعض من لا أتهمه من أصحاب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم وبلال يمشيان بالبقيع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يا بلال! ، هل تسمع ما أسمع؟ " قال: لا والله! يا رسول الله، ما أسمعه، قال:"ألا تسمع أهل هذه القبور يُعَذَّبون" يعني قبور الجاهليّة.
حسن: رواه الإمام أحمد (13719) عن سُريج، حَدَّثَنَا فُليح، عن هلال بن عليّ، عن أنس بن مالك فذكره. وأخرجه الحاكم في "المستدرك"(1/ 40).
وأورده الهيثمي في "المجمع" وقال: "رجاله رجال الصَّحيح".
وقال البيهقي في إثبات عذاب القبر (96): "هذا إسناد صحيح شاهد لما تقدم".
قلت: إسناده حسن من أجل فُلَيح وهو ابن سليمان، وهو وإن كان من رجال الجماعة إِلَّا أنه مختلف فيه، فضعَّفه ابن معين وعثمان الدَّارمي وأبو حاتم والنسائي وغيرهم.
مشَّاه ابن عدي فقال: له أحاديث صالحة، وقال الدَّارقطنيّ: يختلفون فيه، وليس به بأس، وذكره ابن حبَّان في "الثقات".
والخلاصة أنه يحسن حديثه إذا لم يأت بشيء منكر، وذكر البقيع في هذا الحديث منكر إذ لم يكن فيها قبور الجاهليّة.
• وعن أنس قال: بينما نبي الله صلى الله عليه وسلم في نَخْلٍ لنا، نخلٍ لأبي طلحة يتبرز لحاجته، قال: وبلال يمشي وراءَه، يُكرم نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم أن يمشي إلى جنبه، فمر نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم بقبر، فقام حتّى تَمَّ إليه بلال فقال:"ويحك يا بلال، هل تسمع ما أسمعُ؟ " قال: ما أسمع شيئًا، قال:"صاحب القبر يُعَذَّب" قال: فسئل عنه فوُجد يهوديًا.
صحيح: رواه الإمام أحمد (12530) عن عبد الصّمد، حَدَّثَنِي أبيّ، حَدَّثَنَا عبد العزيز، عن أنس فذكره. وقال الهيثميّ في "المجمع" (3/ 56):"رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح".
قلت: وهو كما قال، وعبد العزيز هو: ابن صُهَيب.
• عن أم مُبشِّر قالت: دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا في حائط من حوائط بني النجار، فيه قبور، منهم قد ماتوا في الجاهليّة، فسمعهم وهم يُعَذَّبون، فخرج وهو يقول:"استعيذوا بالله من عذاب القبر" قالت: قلت: يا رسول الله! وإنهم ليعذبون في قبورهم؟ قال: "نعم، عذابًا تسمعه البهائم".
صحيح: رواه الإمام أحمد (27044)، والطَّبرانيّ في "الكبير"(25/ 103)، والبيهقي في إثبات عذاب القبر (108) كلّهم من طريق أبي معاوية قال: حَدَّثَنَا الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، عن أم مبشر فذكرته. وإسناده صحيح، وصحَّحه أيضًا ابن حبَّان (3125).
وقال الهيثميّ في "المجمع"(3/ 56): "ورواه أحمد ورجاله رجال الصَّحيح" وفاته العزو إلى الطبرانيّ.
• عن جابر بن عبد الله قال: دخل النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يومًا نخلًا لبني النجَّار، فسمع أصوات رجال من بني النجار ماتوا في الجاهليّة، يُعَذَّبون في قبورهم، فخرج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فزعًا، فأمر أصحابه أن يتعوذوا من عذاب القبر.
حسن: رواه أحمد (14152) عن عبد الرزّاق - وهو في مصنفه (6742) قال: أخبرنا ابن جريج، أخبرني أبو الزُّبير، أنه سمع جابر بن عبد الله فذكره. وإسناده حسن من أجل أبي الزُّبير.
ورواه البزّار "كشف الأستار"(871) من وجه آخر عن موسى بن عقبة، عن أبي الزُّبير بإسناده مثله، ورواه الطبرانيّ في "الأوسط"(4625) من وجه آخر عن أسامة بن زيد، عن أبي الزُّبير بإسناده، وزاد فيه:"يعذبون في القبور في النميمة".
قال الطبرانيّ: لم يرو هذا الحديث عن أسامة بن زيد إِلَّا ابن لهيعة.