الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
21 - باب الأمر بالاستعانة على الصوم بالسحور
رُوي عن ابن عباس، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال:"استعينوا بطعام السّحر على صيام النهار، وبقيلولة النهار على قيام الليل".
رواه ابن خزيمة في "صحيحه"(1939)، والحاكم في المستدرك (1/ 425) كلاهما من طريق زمعة بن صالح، عن سلمة بن وهرام، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره.
قال ابن خزيمة: باب الأمر بالاستعانة على الصوم بالسحور إن جاز الاحتجاج بخبر زمعة بن صالح، فإن في القلب منه لسوء حفظه".
وقال الحاكم: "زمعة بن صالح وسلمة بن وهرام ليسا بالمتروكين الذين لا يحتجّ بهما، لكن الشيخين لم يخرجاه عنهما. وهذا من غرر الحديث في هذا الباب".
قلت: زمعة بن صالح ضعيف باتفاق أهل العلم، ورواه مسلم عنه مقرونًا بغيره، وضعيف الحديث لا يلزم أن يكون رواته متروكين.
وأما سلمة بن وهرام فمختلف فيه، فوثقه أبو زرعة. وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به.
وذكره ابن حبان في الثقات (6/ 399) وضعّفه أبو داود.
22 - باب ما جاء في تسمية السّحور بالغداء المبارك
• عن ابن عباس، قال: أرسل إلىَّ عمر بن الخطاب يدعوني إلى السّحور. وقال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سماه الغداء المبارك.
حسن: رواه الطبراني في "الأوسط"(505) عن أحمد بن القاسم بن مساور الجوهريّ، قال: حدّثنا محمد بن إبراهيم أخو أبي معمر، قال: حدّثنا سفيان بن عيينة، عن إبراهيم بن ميسرة، عن طاوس، عن ابن عباس، فذكره.
ومن هذا الطريق رواه الخطيب في "تاريخه"(1/ 387) في ترجمة محمد بن إبراهيم بن معمر الهذلي أبو بكر، ونقل عن موسى بن هارون: أنه صدوق لا بأس به.
وذكره الهيثمي في "المجمع"(3/ 151) ونقل عن موسى بن هارون الحمال، كما ذكره الخطيب. وقال: سئل ابن معين عن أبي معمر فقال: مثل أبي معمر لا يسأل عنه، وهو وأخوه من أهل الحديث. وبقية رجاله ثقات.
• عن المقدام بن معديكرب، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال:"عليكم بغداء السحور، فإنه هو الغداء المبارك".
حسن: رواه النسائيّ (2164) عن سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله (هو ابن المبارك)، عن بقية
ابن الوليد، قال: أخبرني بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن المقدام بن معديكرب، فذكره.
وإسناده حسن من أجل بقية بن الوليد لأنه يدلس تدليس التسوية، إلّا أنه صرّح بالتحديث ويكفي عند الجمهور تصريحه في الطبقة الأولى.
ورواية بقية عن بحير بن سعد صحيحة كما قال ابن عبد الهادي.
ومن طريقه رواه الإمام أحمد (17192).
ثم رواه النسائيّ (2065) من وجه آخر عن سفيان، وعبد الرزاق (7600) كلاهما عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل: "هلمّ إلى الغداء المبارك" يعني السّحور.
وهذا مرسل صحيح، وهو يقوي ما سبقه لاختلاف مخرجهما.
وفي الباب ما روي عن العرباض بن سارية، قال: دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السحور في رمضان فقال: "هلمّ إلى الغداء المبارك".
رواه أبو داود (2344)، والنسائي (2163)، والإمام أحمد (17143) كلهم من حديث يونس ابن سيف، عن الحارث بن زياد، عن أبي رُهم، عن العرباض بن سارية، فذكره.
والحارث بن زياد لم يرو عنه غير يونس بن سيف، ولم يوثقه غير ابن حبان، وأخرج حديثه في صحيحه (3465). وكذلك شيخه ابن خزيمة (1938).
والحارث بن زياد هذا غلط فيه أبو نعيم فذكره في الصحابة (2119)، وذلك تبعًا للحسن بن عرفة في جزئه (36). قال فيه: صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وروى عنه البغوي في "معجم الصحابة"(2/ 78) وقال: "لا أعلم لحارث بن زياد غير هذا الحديث" وهو يقصد به حديث معاوية بن سفيان: "اللهم علِّم معاوية الكتاب والحساب، وقه العذاب".
وقال الحافظ ابن عبد البر في "الاستيعاب": الحارث بن زياد هذا مجهول لا يعرف بغير هذا الحديث".
وقال المنذري في "مختصر أبي داود": قال أبو عمر النمري: "ضعيف مجهول، يروي عن أبي رهم السمعي، حديثه منكر". فزاد فيه كلمة: "ضعيف"، و"حديثه منكر".
وجاء الذهبي فقال في "الميزان": "مجهول".
وتعقبه الحافظ في التهذيب فقال: "وشرطه أن لا يطلق هذه اللفظة إلا إذا كان أبو حاتم الرّازيّ قالها، والذي قال فيه أبو حاتم: مجهول. آخر غيره فيما يظهر لي، نعم قال أبو عمر بن عبد البر في صاحب هذه الترجمة: "مجهول وحديثه منكر".
قلت: لعله تبع في ذلك الحافظ المنذريّ فيما سبق نقله عنه كلمة "حديثه منكر"، أو كان ذلك في بعض النسخ، والله أعلم.
وأبو رهم اختلف في اسمه، فقيل هو: أحزاب بن أسيد بفتح الهمزة، ويقال: بالضم. قاله البخاري. ويقال: ابن أسد السماعي، ويقال: السمعي مختلف في صحبته، والصحيح أنه ليس له
صحبة، كما قال أبو حاتم والبخاريّ. وذكره ابن حبان في "ثقات التابعين". وجهله ابن القطان الفاسي في الوهم والإبهام (4/ 264 - 265) ووثقه الحافظ في التقريب، لعلّه على قاعدته أنّ من اختلف في صحبته فهو ثقة.
والخلاصة فيه أن إسناده ضعيف لجهالة الحارث بن زياد، وأما أن يكون حديثه منكرًا فليس بصحيح لوجود شواهد كما سبق، كما أنّ قول البغويّ: لا أعلم لحارث بن زياد غير هذا الحديث، فهو بحسب علمه كما قال. وإلا فله حديث آخر وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم للعرباض بن سارية:"هلّم إلى الغداء المبارك" وبالله التوفيق.
وفي الباب أيضًا ما رُوي عن أبي الدّرداء، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "هو الغداء المبارك" يعني السحور.
رواه ابن حبان في صحيحه (3464) عن يحيى بن محمد بن عمرو بالفُسطاط، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الزبيديّ، أخبرنا عمرو بن الحارث، حدّثني عبد الله بن سالم، عن الزبيديّ، حدّثنا راشد بن سعد، عن أبي الدّرداء، فذكره.
وإسحاق بن إبراهيم بن العلاء كان أبو حاتم حسن الرأي فيه، فقال: شيخ لا بأس به، ولكنّهم يحسدونه. وذكره ابن حبان في "الثقات" وأخرج عنه في صحيحه.
ولكن قال النسائيّ: ليس بثقة إذا روى عن عمرو بن الحارث. وروايته هنا عنه. وأطلق محمد ابن عوف أنه يكذب كما ذكره الحافظ في التقريب، وقال:"صدوق يهم كثيرًا".
وفيه أيضًا عمرو بن الحارث وهو ابن الضحاك الزبيديّ. قال الذهبي: "لا تعرف عدالته".
وذكره ابن حبان في "الثقات" ولذا قال الحافظ: "مقبول" أي عند المتابعة.
وفي الباب أيضًا عن عتبة بن عبد وأبي الدرداء قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تسحّروا من آخر اللّيل". وكان يقول: "هو الغداء المبارك".
رواه الطبراني في "الكبير"(17/ 131) عن جعفر بن أحمد الشّامي الكوفي، ثنا جبارة بن مغلس، ثنا بشر بن عمارة، عن الأحوص بن حكيم، عن راشد بن سعد، عن عتبة بن عبد وأبي الدرداء" فذكرا الحديث.
قال الهيثمي في "المجمع"(3/ 151): "فيه جبارة بن مغلس وهو ضعيف".
قلت: وفيه أيضًا الأحوص بن حكيم الدمشقي ضعّفه ابن معين والنسائي. وقال أبو حاتم: ليس بقوي منكر الحديث. وهو من رجال "التهذيب": روى عنه ابن ماجه.
وفي الباب أيضًا عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قربي إلينا الغداء المبارك" يعني السحور. وربما لم يكن إلا تمرتين. قال الزهري: السحور سنة.
رواه أبو يعلى (4679) عن أبي هشام محمد بن يزيد بن رفاعة، حدّثنا إسحاق بن سليمان الرازيّ، حدّثنا معاوية، عن الزهريّ، عن عروة، عن عائشة، فذكرته.