الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الذي هم عليه من التوحيد والإيمان برسوله صلى الله عليه وسلم.
وقوله: {وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ} فإنه يعني أن الله لا يوفق المنافق والكافر في الحياة الدنيا وفي الآخرة عند المسألة في القبر لما هدى له المؤمن من الإيمان بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم. انظر "تفسير الطبري"(13/ 218).
وأما ما رُوي عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بي يُفتن أهل القبور، وفيّ نزلت هذه الآية: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ} [إبراهيم: 27] ". فهو ضعيف.
رواه البيهقي في "إثبات عذاب القبر"(15) من طريق محمد بن إسحاق الصغاني، ثنا محمد بن عمر الأسلمي، قال عبد السلام بن حفص: ثنا عن شريك بن أبي نمر، عن عطاء بن يسار، عن عائشة قالت: فذكرته. ومحمد بن عمر هو الواقدي الأسلمي متروك.
14 - باب ما جاء أنَّ الشهيد لا يُفْتتن في قبره
• عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلًا قال: يا رسول الله! ما بال المؤمنين يُفْتتَنُونَ في قبورهم إلَّا الشهيد؟ قال: "كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة".
صحيح: رواه النسائي (2053) عن إبراهيم بن الحسن قال: حدثنا حجاج، عن ليث بن سعد، عن معاوية بن صالح، أن صفوان بن عمْرو حدَّثه عن راشد بن سعد، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فذكره.
ورجاله ثقات إلَّا أنَّ راشد بن سعد ثقة يُرسل، فقد سمع جماعة من الصحابة وأرسل عن سعد بن أبي وقاص، واختلف في سماعه من ثوبان فنفاه الإمام أحمد، وأثبته البخاري في "الأدب المفرد".
والذي أرجوه أنَّهُ سمع هذا الحديث عن أحد من الصحابة ولم يُرسلهُ.
• عن المقدام بن معد يكرب، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "للشهيد عند الله ست خصال:
…
" وذكر منها: "ويُجار من عذاب القبر".
حسن: رواه ابن ماجه (2799) عن هشام بن عمار، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، قال: حدثني بَحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن المقدام بن معد يكرب فذكر الحديث.
وإسناده حسن من أجْل إسماعيل بن عياش فإنه حسن الحديث إذا روى عن أهل بلده الشاميين، وبَحير بن سعد منهم من حمص، ومن هذا الوجه رواه أيضًا الإمام أحمد (17182)، وتابعه بقية بن الوليد فرواه عن بحير بن سعد بإسناده مثله رواه الترمذي (1663) وقال:"حسن صحيح غريب".
قلت: وفيه بقية بن الوليد وهو مدلس لكنْ تقبل عنعنتُه عن بحير بن سعد كما قال ابن عبد الهادي في تعليقه على علل ابن أبي حاتم. .
وللحديث أسانيد أخرى من حديث إسماعيل بن عياش فإنه جعله مرة من مسند ابن معد يكرب،
وأخرى من مسند عبادة بن الصامت رواه الإمام أحمد (17183) عن الحكم بن نافع، حدثنا ابن عياش، عن بَحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن كثير بن مرة، عن عبادة بن الصامت، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
فلعله سمع هذا الحديث من شيخه بَحير بن سعد من وجهين، لأنَّه حمصي وسماعه من أهل بلده صحيح، فلا اضطراب في الإسناد.
• عن قيس الجذامي -رجل كانت له صحبة- قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يُعطى الشهيد ست خصال عند أول قطرةٍ من دمه: يُكَفَّر عنه كلُّ خطيئةٍ، ويُرَى مقعَده من الجنة، ويُزَوَّج من الحُور العِين، ويُؤْمَن من الفَزَعِ الأكبر، ومن عذاب القبر، ويُحَلَّى حُلَّة الإيمان".
حسن: رواه الإمام أحمد (17783) عن زيد بن يحي الدمشقي، قال: حدثنا ابن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن كثير بن مرة، عن قيس الجُذامي فذكره.
ورجال إسناده ثقات غير ابن ثوبان وهو: عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان الشامي اختلف فيه قول ابن معين فقال مرة: هو ضعيف وأبوه ثقة، وأخرى قال: ليس به بأس، وقال: ابن ثوبان أصله من خراسان، نزل الشام، ولم يذكروه إلَّا بخير، وترجمه ابن عدي في "الكامل" (4/ 1591 - 1993) وقال:"وقد كتبت حديثه عن ابن جوصاء وأبي عروبة من جميعهما، ويبلغ أحاديث صالحة، وكان رجلًا صالحًا، ويكتب حديثُه على ضعفه".
ولكن خالفه سفيان فرواه عن برد بن سنان عن مكحول وأوقفه عليه، أخرجه ابن أبي شيبة (5/ 307) عن وكيع، عن سفيان.
وبرد بن سنان هو أبو العلاء الدمشقي وثَّقه ابن معين وغيره، وضعَّفه علي بن المديني، وعلى ترجيح الوقف، فإن له حكم الرفع، فإن إثبات العذاب والثواب ونهيه لا يقال بالرأي في حين رواه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(5723) من وجه آخر عن أبي توبة الربيع بن نافع، ثنا الهيثم بن حُميد، عن زيد بن واقد، عن كثير بن مرة به مرفوعًا وفيه:"ويجار من عذاب القبر".
والهيثم بن حميد هو الغساني وثَّقه ابن معين وأبو داود، وقال النسائي:"ليس به بأس". وهذه متابعة قوية لحديث عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان.
وقيس الجذامي هو: ابن زيد بن جبار، وفي "الإصابة": ابن جبار، الجذامي، جمهور أهل العلم أثبتوا أن له صحبة، إلَّا ابن أبي حاتم فإنه نفي ذلك، والصواب ما قاله الجمهور، وقد أورد الحافظ في "الإصابة" قصة وفدِه على النبي صلى الله عليه وسلم والدعاء له.