الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم في "العلله (2/ 241): سألت أبي عن أحاديث رواها عقبة بن خالد، عن موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن جابر، وعن أبيه، عن أبي سعيد، وعن أبيه، عن أنس إلخ، وذكر منها حديث أبي سعيد أعلاه، وقال: هذه أحاديث منكرة، كأنها موضوعة، وموسى ضعيف الحديث جدًّا، وأبوه محمد بن إبراهيم لم يسمع من جابر، ولا من أبي سعيد".
6 - باب ما يقال من الأدعية والرقية للمريض عند عيادته
• عن عائشة قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أتى مريضًا أو أُتي به إليه قال عليه الصلاة والسلام: "أَذْهِب البأس رب النَّاس، اشف وأنت الشافي، لا شفاءَ إلَّا شِفاءُك، شفاءً لا يُغادِرُ سَقَمًا".
متفق عليه: رواه البخاري في المرضى (5675)، ومسلم في السلام (2191/ 47) كلاهما من حديث أبي عوانة، عن منصور، عن إبراهيم، عن مسروق، عن عائشة فذكرته.
وفي رواية: كان يعود بعض أهله، يمسح بيده اليمنى ثم يقول: فذكره.
رواه البخاري في الطب (5743)، ومسلم من طريق أبي الضُحي مسلم بن صبيح، عن مسروق، عن عائشة، وفي أبي يعلى وغيره: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عاد مريضًا يضع يده على المكان الذي يألم ثم يقول: "بسم الله لا بأس".
قال الهيثمي في "المجمع"، (/ 299):"رواه أبو يعلى ورجاله موثقون".
• عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول للمريض: "بسم الله، تُرْبةُ أرضِنا، بريقةِ بعضِنا يُشْفى سَقِيمُنا، بإذن ربنا".
متفق عليه: رواه البخاري في الطب (5745)، ومسلم في السلام (2194) كلاهما من حديث سفيان، قال: حدثني عبد ربه بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة فذكرته.
وفي مسلم: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى الإنسان الشيء منه، أو كانت به قَرْحةٌ، أو جُرْحٌ، قال النبيّ صلى الله عليه وسلم بإصبعه، ووضع سفيان سبابتَه بالأرض، ثم رفعها، ثم ذكر الحديث.
• عن عائشة قالت: كان إذا اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم رقاه جبريل قال: باسم الله
يُبريك، من كل داء يَشْفيك، ومن شر حاسد إذا حسد، وشر كل ذي عين.
صحيح: رواه مسلم في السلام (2185) عن محمد بن أبي عمر المكي، حدثنا عبد العزيز الدراوردي، عن يزيد (وهو ابن عبد الله بن أسامة بن الهاد) عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة فذكرته.
• عن عبد العزيز بن صهيب قال: دخلت أنا وثابت على أنس بن مالك فقال
ثابت: يا أبا حمزة! اشتكيت. فقال أنس: أفلا أرقيك برقية رسول الله؟ قال: بلى. قال: "اللهم رَبَّ الناس، مُذْهِبَ البأسَ، اشفِ أنت الشافي، لا شافي إلا أنت. شفاءً لا يغادر سقَمًا".
صحيح: رواه البخاري في الطب (5742) عن مسدد، حدثنا عبد الوارث، عن عبد العزيز بن صهيب فذكره.
• عن محمد بن حاطب قال: انصبت على يدي من قِدْرٍ، فذهبتْ بي أمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في مكان، قال: فقال كلامًا فيه: "أذهبِ البأس ربَّ الناس" وأحسبه قال: "اشفِ أنت الشافي" قال: كان يتفُلُ.
حسن: رواه الإمام أحمد (15452) عن يحيى بن سعيد، عن شعبة، عن سماك، قال: قال محمد بن حاطب فذكره.
ومن هذا الوجه أخرجه الطبراني في "الكبير"(19/ 536) وصحَّحه ابن حبان (2976)، ورواه من طريق شعبة به وفيه: فأتيناه، وهو في الرحبة، فأحفظ أنه قال:"أَذهب البأس ربِّ الناس" وأكثر علمي أنه قال: "أنت الشافي لا شافي إلا أنت".
وإسناده حسن من أجل سماك وهو ابن حرب، وسماع شعبة عنه كان قديمًا.
ورواه أيضًا الإمام أحمد (18276) من وجه آخر عن إسرائيل، عن سماك، عن محمد بن حاطب قال: تناولت قِدْرًا لأمي، فاحترقَتْ يدي، فذهبتْ بي أمي إلى النبيّ، فجعل يمسح يدي، ولا أدري ما يقول، أنا أصغر من ذاك، فسألت أمي فقالت: كان يقول: "أذهبِ البأسَ ربَّ الناس، واشف أنت الشافي، لا شِفاءَ إلا شِفاؤُك".
وما جاء في رواية أحمد (18277) فسألت أمي في خلافة عثمان، من الرجل؟ فقالت: رسول الله صلى الله عليه وسلم. فهو ضعيف من أجل شريك وهو ابن عبد الله النخعي.
ومحمد بن حاطب هو الجمحي القرشي، يقال: ولد بأرض الحبشة، وهاجر أبواه، ومات أبوه بها، فقدمت به أمه المدينة وجاء أنه أول من سمي محمدًا في الإسلام، وأخرج الإمام أحمد (18278) عن معاوية بن عمرو، حدثنا أبو إسحاق، عن أبي مالك الأشجعي قال: كنت جالسًا مع محمد بن حاطب فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني قد رأيتُ أرضًا ذات نخْل فاخرجوا" فخرج حاطب وجعفر في البحر قِبَل النجاشي، قال: فولدتُ أنا في تلك السفينة. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 541) من طريق معاوية بن عمرو به مثله.
قال الهيثمي في "المجمع"(6/ 27): رواه أحمد والطبراني، ورجاله رجال الصحيح".
وأما ما رُوي عن محمد بن حاطب، عن أمه أم جميل بنت المُجلّل قالت: أقبلت بك من أرض
الحبشة، حتى إذا كنت من المدينة على ليلة، أو ليلتين طبخت لك طبيخًا، ففَني الحطب، فخرجت أطلبه، فتناولت القِدْر فانكفأت على ذراعِك، فأتيت بك النبيّ صلى الله عليه وسلم فقلت: بأبي وأمي يا رسول الله! هذا محمد بن حاطب، فتفل في فيك، ومسح على رأسك، ودعا لك، وجعل يَتْفُل على يديك ويقول: "أذهبِ البأسَ رب الناس، واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقمًا. فقالت: فما قُمت بك من عنده حتى برأت يدك. فهو ضعيف. رواه الإمام أحمد (15453) عن إبراهيم بن أبي العباس ويونس بن محمد، قالا: حدثنا عبد الرحمن بن عثمان -قال إبراهيم بن العباس في حديثه- ابن إبراهيم بن محمد بن حاطب، قال: حدثني أبي، عن جده محمد ابن حاطب، عن أمه فذكره.
وصححه ابن حبان (2977)، وأخرجه الحاكم (4/ 62 - 63).
وأورده الهيثمي في المجمع (5/ 112 - 113) وقال: "رواه أحمد والطبراني في "الكبير" (24/ 363) وفيه عبد الرحمن بن عثمان الحاطبي ضعَّفه أبو حاتم".
قلت: عبد الرحمن بن عثمان هو ابن إبراهيم بن محمد بن حاطب القرشي، قال أبو حاتم: يهولني ما يُسند، وذكر الذهبي في "الميزان" أن أبا حاتم ضعَّفه. كذا في "التعجيل"(638) وأبوه عثمان بن إبراهيم أيضًا من رجال "التعجيل"، قال أبو حاتم: شيخ يكتب حديثه. وبقية كلامه: روى عنه ابنه أحاديث منكرة. كذا في التعجيل.
وكذلك لم يصح ما رُوي عن علي بن أبي طالب مرفوعًا: "اللهم أذهب البأس ربَّ الناس،
واشفِ فأنت الشافي، لا شِفَاء إلا شِفاؤك شِفاءً لا يُغادر سقَمًا رواه الترمذي (3565) عن سفيان ابن وكيع، حدثنا يحيى بن آدم، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علِيٍّ قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا عاد مريضًا قال: فذكره.
قال الترمذي: "حسن".
قلت: ليس بحسن، وإنما هو ضيف من أجل الحارث وهو ابن عبد الله الأعور الهمداني ضعيف جدًّا، وقد كذبه البعض. ومن هذا الوجه رواه أيضًا الطبراني في الدعاء (1109) وابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات"(52/ 190).
• عن أبي سعيد أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد اشتكيت؟ فقال: "نعم" قال: باسم الله أَرْقيك، من كل شيء يُؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسدٍ اللهُ يشفيكَ باسم الله أَرْقِيك.
صحيح: رواه مسلم في السلام (2186) عن بشر بن هلال الصواف، حدثنا عبد الوارث، حدثنا عبد العزيز بن صُهيب، عن أبي نَضْرة، عن أبي سعيد فذكره.
وأخرجه الترمذي من هذا الوجه (972) وقال: "حسن صحيح. وسألت أبا زرعة عن هذا
الحديث فقلت له: رواية عبد العزيز عن أبي نضرة، عن أبي سعيد أصح أو حديث عبد العزيز عن أنس؟ قال: كلاهما صحيح".
• عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على رجل يعوده فقال: لا بأس، طهور إن شاء الله" فقال: كلا، بل هي حُمي تفور على شيخ كبير حتى تُزِيره القبور، فقال النبي:"فنعم إذا".
صحيح: رواه البخاري في المرضى (5662) عن إسحاق، حدثنا خالد بن عبد الله، عن خالد (الحذاء) عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.
• عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من عاد مريضًا لم يحضر أجلُه فقال عنده سبع مرار: أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك، إلا عافاه الله من ذلك المرض.
وفي رواية: إذا عاد مريضًا جلس عند رأسه، ثم قال سبع مرات.
حسن: رواه أبو داود (3106)، والترمذي (2083) كلاهما من حديث شعبة، عن يزيد أبي خالد، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس فذكره. ولفظهما سواء.
قال الترمذي: حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث المنهال بن عمرو".
وأخرجه الحاكم (1/ 342) من هذا الوجه وقال: "صحيح على شرط البخاري".
قلت: "ليس كما قال، فإن يزيد أبا خالد وهو الدالاني ليس من رجال البخاري، ولا من رجال مسلم، وإنما أخرج له أصحاب السنن، ثم هو مختلف فيه. فقال ابن معين والنسائي: "ليس به بأس". وقال أبو حاتم: "صدوق ثقة"، وقال ابن حبان في الضعفاء: "كان كثير الخطأ فاحش الوهم، خالف الثقات في الروايات حتى إذا سمعها المبتدي في هذه الصناعة علم أنها معلولة أو مقلوبة، لا يجوز الاحتجاج به إذا وافق الثقات، فكيف إذا انفرد بالمعضلات".
قلت: هذا الكلام من ابن حبان فيه تحامل واضح، وقد قال الحاكم:"إن الأئمة المتقدمين شهدوا له بالصدق والإتقان".
والخلاصة فيه أنه حسن الحديث وقد توبع.
ورواه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(1045، 1046، 1047) والطبراني في الدعاء (1115، 1116، 1118، 1119) من طرق، عن شعبة، عن ميسرة، عن المنهال بن عمرو بإسناده مثله.
وميسرة هو ابن حبيب النهدي أبو حازم الكوفي "صدوق" كما في التقريب".
وللحديث أسانيد أخرى منها عن منهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس أخرجه الطبراني في الدعاء (1117، 1120).
ومنها: عن المنهال بن عمرو، عن عبد الله بن الحارث، عن ابن عباس. رواه الإمام أحمد (2138، 3298)
والبخاري في "الأدب المفرد"(536)، والحاكم (4/ 213).
ومنها: عن المنهال بن عمرو قال: أخبرني سعيد بن جبير، عن عبد الله بن الحارث، عن ابن عباس. رواه ابن حبان في صحيحه (2975)، والحاكم (4/ 213) كلاهما من طريق عبد الله بن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن عبد ربه بن سعيد، حدثني المنهال بن عمرو به مثله. قال الحاكم:"صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ولم يتابع عمرو بن الحارث بن سعيد وابن عباس أحد، إنما رواه حجاج بن أرطاة، عن المنهال، عن عبد الله بن الحارث، ولم يذكر بينهما سعيد بن جبير"، انتهى.
يبدو أنه وقع خطأ في إقحام سعيد بن جبير بين المنهال وبين عبد الله بن الحارث، فقد رواه البخاري في "الأدب المفرد" كما سبق عن أحمد بن عيسى، قال: حدثنا عبد الله بن وهب بإسناده ولم يدخل بين المنهال وعبد الله بن الحارث "سعيد بن جبير".
وكذلك رواه الحجاج بن أرطاة عن المنهال. رواه الإمام أحمد (2138) عن أبي معاوية وعن يزيد (3298) كلاهما عن الحجاج بن أرطاة، عن المنهال بن عمرو كما سبق.
وفي بعض طرقه أنه صلى الله عليه وسلم عاد المريض فجلس عند رأسه. وبوَّب البخاري في "الأدب المفرد" بقوله: "أين يقعد العائد".
• عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على أعرابي يعودُه، وهو محموم فقال:"كفارة وطهور" فقال الأعرابي: بل حُمَّى تفور على شيخ كبير، تزيره القبور.
فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وتركهـ.
حسن: رواه الإمام أحمد (13616) عن عفان، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا أبو ربيعة، عن أنس فذكره.
وإسناده حسن من أجل أبي ربيعة وهو سنان بن ربيعة الباهلي مختلف فيه غير أنه حسن الحديث وخاصة إذا كان في الشواهد.
وقال الهيثمي في "المجمع"(2/ 299): "رواه أحمد ورجاله ثقات".
وأما ما رُوي عن شرحبيل قال: كنا جلوسًا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه أعرابي طويل أبيض. فقال: يا رسول الله شيخ كبير به حُمَّى تفور تزيره القبور. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "شيخ كبير به حُمَّى تفور، هي له كفارة وطهوره فأعادها، وأعادها عليه النبي صلى الله عليه وسلم فأعادها ثلاث مرات أو أربعة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: أما إذا أَبيت فهي كما تقول، وما قضى الله فهو كائن" قال: فما أمسى من الغد إلا ميتا.
ففي إسناده من لا يعرفون، رواه الطبراني في "الكبير"(7/ 366 - 367) عن العباس بن الفضل الأسناطي، ثنا أبو عون الزيادي، ثنا حماد بن يزيد المنقري، عن مخلد بن عقبة بن شرحبيل، عن جده شرحبيل فذكره.