الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ورواه أيضًا الطبراني في الكبير (19/ 194)، والبخاري في التاريخ الكير (7/ 238 - 239) كلّهم من طريق حماد بن يزيد، عن معاوية بن قرة المزني، فذكره واللفظ للطيالسي، وأكثرهم اختصروه.
وإسناده حسن من أجل حماد بن يزيد أو أبو يزيد وهو من أهل البصرة، كان معروفًا لديهم، وقد روى عنه أبو داود الطيالسي، وذكره ابن حبان في "الثقات"(6/ 219) وذكر أن موسي بن إسماعيل روى عنه.
وترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 151) وزاد من روى عنه: يونس بن محمد، ومسلم بن إبراهيم، ومحمد بن عون الزيادي. وقال:"سمعت أبي يقول ذلك. وقال: وروى عنه طالوت بن عباد الجحدري" انتهى.
ولفقرات حديثه شواهد صحيحة، وإنه لم يأت في حديثه ما ينكر عليه.
ولم يعرف الحافظ الهيثمي أن ابن حبان ذكره في "الثقات" ظنًا منه أنه غيره فإنه قال: "رواه الطبراني في "الكبير" وفيه حماد بن يزيد المنقري ولم أجد من ذكره".
كذا قال في المجمع (3/ 197) والصحيح أنه المقرئ، وتوجد له ترجمة في المصادر التي ذكرتها.
• عن ابن عباس قال: قال رسول الله: "صوم شهر الصّبر، وثلاثة أيام من كلّ شهر يُذْهِبن وَحَر الصَّدْر".
حسن: رواه البزار -كشف الأستار (1057) - عن يوسف بن موسى، ثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره.
وإسناده حسن من أجل سماك، وهو ابن حرب البكري الكوفي فإنه صدوق في نفسه، ولكنه كان يضطرب في روايته عن عكرمة، وهذا مما لم يضطرب فيه لكثرة شواهده.
ولذا لم يعلّه البزار به، بل قال:"تفرد به زائدة عن سماك".
وزائدة هو ابن قدامة الثقفي ثقة حافظ فلا يضرّ تفرده.
28 - باب من قال: صيام البيض ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة
• عن أبي هريرة، قال: أتي أعرابي رسول الله صلى الله عليه وسلم بأرنب قد شواها، ومعها صنابُها وأُدْمُها، فوضعها بين يديه، فأمسك رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يأكل، وأمر أصحابه أن يأكلوا، فأمسك الأعرابي، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما يمنعك أن تأكل؟ " قال: إني أصوم ثلاثة أيام من كلّ شهر. قال: "إن كنت صائمًا فصُم الأيام الغُرّ".
صحيح: رواه النسائي (2421)، والإمام أحمد (8434)، وابن حبان (3650) كلّهم من حديث أبي عوانة، عن عبد الملك بن عمير، عن موسى بن طلحة، عن أبي هريرة، فذكره. واللفظ لأحمد.
وإسناده صحيح. ولا يضر الاختلاف علي موسي بن طلحة فإنه صحّ عنه هكذا وصحّ عنه كما يأتي.
وأما ما رُوي عنه مرسلًا، فلا يُعِل ما روي عنه موصولًا.
وقوله: "أيام الغُرّ": هي الأيام البيض، والأيام شاملة الليل، وهي الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر من كلّ شهر.
ويقال البيض: لأنّ القمر يكون كاملًا في هذه الليالي فليلها كنهارها.
وقوله: "صِنابها" هو الخردل المعمول بالزيت، هو صباغ يؤدم به.
وقوله: "وأُدْمها": الأُدْم والإدام وهو ما يؤكل مع الخبز أي شيء كان.
• عن أبي ذرّ، قال: أمرنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن نصوم من الشّهر ثلاثة أيام البيض: ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة.
حسن: رواه الترمذي (761)، والنسائي (2426) -واللفظ له- كلاهما من طريق شعبة، عن الأعمش، قال: سمعت يحيي بن سام، عن موسى بن طلحة، قال: سمعت أبا ذر بالرّبذة يقول (فذكره).
وقال الترمذي: "حديث أبي ذرّ حديث حسن".
وصحّحه ابن خزيمة (2128) من طريق شعبة، بإسناده. ورواه ابن حبان (3566) من طريق يحيي القطان، عن فطر، عن يحيى بن سام، به.
وإسناده حسن، موسي بن طلحة هو ابن عبد الله التيمي، ثقة جليل، يقال: إنه وُلد في عهد النبيّ صلى الله عليه وسلم. ويحيي بن سام بن موسى الضبيّ، روى عنه جماعة. وذكره ابن حبان في "الثقات" (7/ 606) ولذلك قال الحافظ في "التقريب":"مقبول" يعني حيث يتابع.
وقد تابعه رجلان كما في الإسناد الآتي، إلا أنهما أدخلا بين موسى بن طلحة، وأبي ذر رجلًا مع زيادة قصة الأرنب.
رواه النسائي (2428)، وأحمد (21335)، والحميدي (136) كلّهم من طريق سفيان بن عيينة، قال: حدّثنا محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة وحكيم بن جبير، سمعاه من موسي بن طلحة أنه سمع رجلًا من أخواله من بني تميم يقال له: ابنُ الحوْتكيّة. قال: قال عمر بن الخطاب: مَنْ حاضرُنا يوم القاحة إذْ أُتي النبيّ صلى الله عليه وسلم بأرنب؟ فقال أبو ذر: أنا؛ أتى أعرابيٌّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم بأرنب. فقال: يا رسول الله، إنّي رأيتها تَدْمي. قال: فكفَّ عنه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فلم يأكل وأمر أصحابه أن يأكلوا، واعتزل الأعرابيُّ فلم يطعم. فقال: إني صائم. فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: "وما صوْمُك؟ " قال: ثلاثٌ من كلِّ شهر. قال: "فأين أنت عن البيض الغرِّ: ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة".
واللفظ للحميدي، واقتصر النسائي وأحمد -بهذا السند- على ذكر الصّوم فقط دون ذكر قصة الأرنب.
وصحّحه ابن خزيمة (2127) من طريق سفيان، عن محمد بن عبد الرحمن مولي آل طلحة -وحده-، عن موسى بن طلحة، به، فذكره بتمامه بنحو حديث الحميدي، ثم قال عقبه: "قد خرجت هذا الباب بتمامه
في كتاب "الكبير" وبين أن موسى بن طلحة قد سمع من أبي ذرّ قصة الصوم دون قصة الأرنب. وروي عن ابن الحوتكية القصتين جميعًا".
وابن الحوتكية هو يزيد بن الحوتكية التميمي، تفرّد بالرواية عنه موسى بن طلحة. وقال ابن حجر:"مقبول".
فالحديث بهذه المتابعة يتقوّى، وقد حسّنه الترمذي وصحّحه ابن خزيمة.
ورواه ابن جرير الطبري في "تهذيب الآثار"(949 - مسند عمر) من وجه آخر عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة، عن موسى بن طلحة، عن ابن الحوتكية، قال: قدمتُ على عمر بن الخطاب وهو في نفر من أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم فسألته عن الصيام، فقال: من كان منكم معنا إذ كنا مع النبيّ صلى الله عليه وسلم بالقاحة؟ فقالوا: نحن كنا إذ أهدى له الأعرابي أرنبًا
…
" فساقه بتمامه، وصحّح إسناده.
• عن جرير بن عبد الله، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال:"صيام ثلاثة أيام من كلّ شهر صيام الدّهر، وأيام البيض صبيحة ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة".
صحيح: رواه النسائي (2420) عن مخلد بن الحسن، حدثنا عبيدالله، عن زيد بن أبي أنيسة، عن أبي إسحاق، عن جرير بن عبد الله، فذكره.
قال الحافظ في الفتح (4/ 226): "وإسناده صحيح".
وقال المنذري في "الترغيب والترهيب"(1588): "إسناده جيد".
وهو كما قالا إلا أن أبا إسحاق وهو عمرو بن عبد الله الهمداني السبيعي وُصف بالتدليس إلا أن الأئمة تحمّلوا تدليسه.
• عن ابن عباس قال: كان النبيّ صلى الله عليه وسلم لا يفطر أيام البيض في حضر، ولا سفر.
حسن: رواه النسائي (2345) عن القاسم بن زكريا، قال: حدثنا عبيدالله، قال: حدثنا يعقوب، عن جعفر، عن سعيد، عن ابن عباس، فذكره.
وإسناده حسن من أجل يعقوب وهو ابن عبد الله القمي، وشيخه جعفر وهو ابن أبي المغيرة القمي، وكلاهما مختلف فيهما غير أنهما حسنا الحديث.
• عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل: "وَصُمْ من كلّ شهر، ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة".
حسن: رواه ابن حبان في صحيحه (1887) والبيهقي في دلائل النبوة (6/ 294) كلاهما من حديث يحيي بن عبد الرحمن الأرحبي، حدثني عبيدة بن الأسود، عن القاسم بن الوليد، عن سنان ابن الحارث بن مصرف، عن طلحة بن مصرف، عن مجاهد، عن ابن عمر، فذكر حديثا طويلا.
وهذا جزء منه، والجزء الثاني في كتاب الصلاة، والجزء الثالث منه في كتاب الحج، فضل يوم عرفة.