الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهذا وهمٌ منه فإن إسحاق بن إسماعيل الطالقاني لم يخرج له الشيخان، وإنما أخرج له أبو داود وحده غير أنه ثقة، وتسمية الصحابي أو عدم تسميته لا يؤثّر في صحة الحديث.
• عن أبي عمير بن أنس، عن عمومة له من أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم: أنّ ركْبًا جاءوا إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم يشهدون أنّهم رأوا الهلال بالأمس، فأمرهم أن يفطروا، وإذا أصبحوا يغدوا إلى مصلاهم.
حسن: رواه أبو داود (1157)، والنسائي (1556)، والدارقطني (2003) كلهم من حديث شعبة، عن جعفر بن إياس، عن أبي عمير بن أنس، فذكره.
وإسناده حسن من أجل أبي عمير بن أنس بن مالك، كان أكبر ولد أنس بن مالك، واسمه عبد الله، قال ابن سعد:"كان ثقة قليل الحديث". وذكره ابن حبان في "الثقات".
فلا يقبل فيه قول ابن عبد البر بأنه "مجهول".
وقد صحّح هذا الحديث أبو بكر بن المنذر وغيره.
وقال البيهقيّ: "إسناده حسن، وأبو عمر رواه عن عمومة له من أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم، وأصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم كلّهم ثقات سواء سمّوا أو لم يسمّوا".
وأما ما رواه سعيد بن عامر، عن شعبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك: أنّ عمومة له شهدوا عند النبيّ صلى الله عليه وسلم على رؤية الهلال
…
فأخطأ فيه سعيد بن عامر.
ومن طريقه رواه ابن حبان في "صحيحه"(3456).
قال البيهقي: "تفرد به سعيد بن عامر، عن شعبة. وغلط فيه، وإنما رواه شعبة عن أبي بشر".
وهو كما قال. وقد تابعه على ذلك هشيم بن بشير عند ابن ماجه (1653)، وأبو عوانة عند البيهقي، كلاهما عن أبي بشر بإسناده، مثله.
18 - باب إيجاب النية للصّوم الواجب قبل طلوع الفجر
• عن حفصة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال:"من لم يبيّت الصّيام من اللّيل فلا صيام له".
صحيح: رواه أبو داود (2454)، وابن خزيمة (1933)، والبيهقي (4/ 202) كلّهم من طرق عن عبد الله بن وهب، حدّثني ابن لهيعة، ويحيى بن أيوب، عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم، عن ابن شهاب، عن سالم، عن أبيه، عن حفصة زوج النبيّ صلى الله عليه وسلم، فذكرته.
وهذا إسناد صحيح. ابن لهيعة فيه كلام معروف إلا أنه من رواية أحد العبادلة عنه، كما أنه توبع.
ورواه النسائي (2332)، والترمذي (730)، والبيهقي من طرق عن يحيى بن أيوب، عن عبد الله ابن أبي بكر، بإسناده، مثله.
إلّا أن الترمذي أعلّه فقال: "حديث حفصة حديث لا نعرفه مرفوعًا إلّا من هذا الوجه". "وقد
رُوي عن نافع، عن ابن عمر قوله، وهو أصح". "وهكذا أيضًا روي هذا الحديث عن الزهري موقوفًا، ولا نعلم أحدًا رفعه إلّا يحيى بن أيوب" انتهي.
ويحيى بن أيوب هو الغافقي مختلف فيه غير أنه حسن الحديث إذا توبع، وقد رأيت في الإسناد تابعه ابن لهيعة، وروى عنه عبد الله بن وهب وهو أحد العبادلة الذين رووا عنه قبل اختلاطه، وحديثه صحيح، فكيف وقد تابعه يحيى بن أيوب.
فقول الترمذي: "لا نعرفه مرفوعًا إلّا من هذا الوجه" وهو بحسب علمه، وفوق كلّ ذي علم عليم.
وقال أبو داود: "رواه الليث وإسحاق بن حازم أيضًا جميعًا عن عبد الله بن أبي بكر، مثله".
ومعنى هذا أنّ أربعة وهم ابن لهيعة، ويحيى بن أيوب، والليث وإسحاق بن حازم اتفقوا على رفع هذا الحديث.
ويبدو أنه وقع وهم من أبي داود، فإنّ رواية الليث ليست عن عبد الله بن أبي بكر، وإنما هي عن يحيى بن أيوب، كما رواه النسائيّ (2331)، والدارمي (1740) كلاهما عن سعيد بن شرحبيل، حدّثنا الليث، عن يحيى بن أيوب، عن عبد الله بن أبي بكر، عن سالم بن عبد الله، عن عبد الله بن عمر، عن حفصة، فذكرته. هذه رواية النسائي.
فيكون الليث بن سعد متابعًا لعبد الله بن وهب.
وأمّا رواية إسحاق بن حازم فرواها ابن أبي شية (3/ 31 - 32) عن خالد بن مخلد، عنه، قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر، عن سالم، عن ابن عمر، عن حفصة، فذكرته.
وعنه رواه ابن ماجه (1700) إلّا أنّ خالد بن مخلد وهو القطوانيّ مختلف فيه إلا أنه لا بأس به في المتابعات.
إلا أنّ الليث بن سعد وإسحاق بن حازم أسقطا ابن شهاب، وكلاهما صحيح فإن عبد الله بن أبي بكر أدرك سالمًا، فإنه تارة روى هكذا، وأخرى هكذا وكلّه صحيح لأنه من الثقات الضابطين.
وقد اختلف على الزهريّ فجاء عنه مرفوعًا كما سبق، وجاء عنه موقوفًا كما قال أبو داود عقب الكلام السابق:"وأوقفه على حفصة: معمر، والزبيدي، وابن عيينة، ويونس الأيليّ كلهم عن الزهريّ".
قلت: حديث ابن عيينة ويونس ومعمر أخرجه النسائي (4/ 197) وزاد ممن رواه عن الزهري موقوفًا: "عبيدالله".
ولكن الحكم لمن زاد، فإن الزهري كثير الرواية فلا يعد أن يروي هؤلاء عنه مرفوعًا، وهؤلاء
عنه موقوفًا.
وقد وجدنا أيضًا ابن جريج ممن روى عن الزهري مرفوعًا. رواه النسائي (2334) من طريق
عبد الرزاق عنه، وابن جريج توبع.