الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولكن قال عبد الصمد في روايته عن أبي الأشهب، عن عامر الأحول -شيخ له- عن عائذ بن عمرو، فذكر الحديث.
فقوله: "شيخ له"، وفي "تهذيب التهذيب":"وهو شيخ آخر تابعي، فهل معناه أنه عامر الأحول ليس هو عامر بن عبد الواحد الأحول البصريّ المشهور، فإن كان هو غيره فلعله أدرك عائذ ابن عمرو؛ لأنّ عامر بن عبد الواحد الأحول هذا قال فيه أبو القاسم البغوي في ترجمة عائذ بن عمرو: "روى عنه عامر بن عبد الواحد الأحول، ولا أحسبه أدركهـ".
ولكن قال الحافظ في "التهذيب": "في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم، وتاريخ ابن أبي خيثمة ما يبين لك أنه هو، فإنه قال: عامر الأحول هو ابن عبد الواحد بصري، روي عن عائذ بن عمرو، وأبي الصديق، وعمرو بن شعيب، ثمّ ساق كلام الناس فيه وقال ابن أبي خيثمة في تاريخه سمعت أبا زكريا يقول عامر الأحول بصري وهو ابن عبد الواحد فهو كل عامر يروي عنه البصريون ليس غيره" انتهى.
فإذا ثبت أنه عامر بن عبد الواحد الأحول ففيه انقطاع بينه وبين عائذ بن عمرو.
والحديث رواه الطبرانيّ في "الكبير"(18/ 19)، وابن قانع في مُعْجَمُ الصّحابة (2/ 302 - 303)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(3554) كلّهم من هذا الوجه.
قال عبد الله بن أحمد: سألت أبي: ما الإشراف؟ قال: "تقول في نفسك: سيبعث إليَّ فلان، سيصلني فلان".
5 - باب ما جاء في تفسير المسكين
• عن أبي هريرة، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لَيْسَ الْمِسْكِينُ بِهَذَا الطَّوَّافِ الَّذِي يَطُوفُ عَلَى النَّاسِ فَتَرُدُّهُ اللُّقْمَةُ وَاللُّقْمَتَانِ والتَّمْرَةُ والتَّمْرَتَانِ". قَالُوا: فَمَا المِسْكِينُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: "الَّذِي لا يَجِدُ غِنًى يُغْنِيهِ، وَلا يَفْطُنُ النَّاسُ لَهُ فَيُتَصَدَّقَ عَلَيْهِ، ولا يَقُومُ فَيَسْأَلَ النَّاسَ".
متفق عليه: رواه مالك في كتاب صفة النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم (7) عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (فذكره).
ورواه البخاريّ في الزّكاة (1479) عن إسماعيل بن عبد الله، حَدَّثَنِي مالك، بإسناده، ورواه مسلم في الزّكاة (1039) من وجه آخر عن أبي الزّناد، نحوه.
• عن أبي هريرة، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لَيْسَ المِسْكِيُن بِالَّذِي تَرُدُّهُ التَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ وَلا اللُّقْمَةُ وَاللُّقْمَتَانِ إنّما المِسْكِينُ الْمُتَعَفِّفُ اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: {لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا} [سورة البقرة: 273] ".
متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (4539) ومسلم في الزّكاة (1039) كلاهما من حديث محمد بن جعفر، قال حَدَّثَنِي شريك بن أبي نمر، أن عطاء بن يسار وعبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري قالا: سمعنا أبا هريرة يقول: فذكره.
• عن أبي هريرة، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال:"لَيْسَ المِسْكِينُ الذي تَرُدُّهُ الأُكْلَةُ والأُكْلَتَانِ، وَلَكِن المِسْكِينُ الَّذِي لَيْسَ لَهُ غِنًى وَيَسْتَحْيِي أَوْ لا يَسْأَلُ النَّاسَ إِلْحَافًا".
صحيح: رواه البخاريّ في الزّكاة (1471) عن حجَّاج بن منهال، حَدَّثَنَا شعبة، أخبرني محمد ابن زياد، قال: سمعت أبا هريرة، فذكره.
• عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَيْسَ المِسْكِينُ الَّذِي تَرُدُّهُ التَّمْرَةُ والتَّمْرَتَانِ وَالأَكْلَ والْأَكْلَتَانِ وَلَكِنَّ الْمِسْكِينَ الَّذِي لَا يَسْأَلُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَا يَفْطِنُونَ بِهِ فَيُعْطُونَهُ".
صحيح: رواه أبو داود (1631) من طرق عن جرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكره.
ورواه أيضًا عن مسدّد وعبد الله بن عمر وأبي كامل، المعنى - قالوا: حَدَّثَنَا عبد الواحد بن زياد، حَدَّثَنَا معمر، عن الزّهريّ، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مثله).
وفيه قوله: "ولكن المسكين المتعفّف". زاد مسدّد في حديثه: "ليسَ لهُ مَا يَسْتَغْنِي بِهِ الَّذِي لا يسأَلُ وَلا يُعْلَمُ بِحَاجَتِهِ فَيُتَصَدَّقَ عَلَيْهِ فَذَاكَ المَحْرُومُ". وَلَمْ يَذْكُرْ مَسَدَّدٌ المُتَعَفَّفُ الَّذِي لا يَسْأَلُ.
قال أَبُو دَاوُد: رَوَى هَذَا الحَدِيثَ مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ وَعبد الرزّاق عَنْ مَعْمَرٍ وَجَعَلا المَحْرُومَ مِنْ كَلامِ الزُّهْرِيِّ وَهُوَ أَصَحُّ".
قلت: الإسنادان صحيحان، وقد رواه أيضًا النسائيّ (2574) من طريق عبد الأعلى، قال: حَدَّثَنَا محمد بإسناده، ولم يذكر "فذاك المحروم".
وتبين من كلام أبي داود، وما أخرجه النسائيّ وغيره أن قوله:"فذاك المحروم" ليس بمرفوع، وإنما هو من كلام الزّهريّ.
ويؤيّده ما رواه أحمد (7539) عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن معمر، به، مثله. وفي آخره قال الزّهريّ:"وذلك هو المحروم".
ورواه النسائيّ في الصغرى (2573)، وفي الكبرى (2365) من طريق عبد الأعلى، به. وليس فيه قوله:"وذلك هو المحروم".
وحديث أبي هريرة، رواه الشيخان من أوجه سبق ذكر بعضها ولم يذكر أحد هذه الزيادة.
وفي الباب ما رُوي عن عبد الله بن مسعود مرفوعًا: "ليس المسكين بالطواف، ولا بالذي تردّه