الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يسمع من زيد بن خالد الجهنيّ.
وانفرد علي بن المديني بهذا الحكم، فلعلّ هؤلاء الذين سبق ذكرهم وتخريجهم لهذا الحديث لم يأخذوا بكلام علي بن المديني لشهرة هذا الحديث.
وقد رُوي موقوفًا أيضًا. رواه النسائي في الكبرى (3332) من طريق حسين (هو المعلم) عن عطاء، عن عائشة، قالت:"من فطّر صائمًا كان له مثل أجره من غير أن ينتقص من أجر الصّائم شيئًا".
ورواه عبد الرزاق (7906) عن ابن جريج، عن صالح مولي التوأمة، قال: سمعت أبا هريرة يقول: "من فطّر صائمًا أطعمه وسقاه، كان له مثل أجره". فالظاهر من هذه الآثار أن الحديث له أصل وإلا فإنه لا يقال بالأجر وعدمه من الرأي.
وفي الباب أيضًا ما روي عن سلمان الفارسي في حديث طويل، وجاء فيه:"من فطّر صائمًا كان مغفرة لذنوبه" رواه ابن خزيمة (1887) وفيه علي بن زيد بن جدعان ضعيف.
وبمجموع هذه الأحاديث والآثار لعل هؤلاء الذين سبق ذكرهم صحّحوا حديث زيد بن خالد الجهني. والله تعالى أعلم.
32 - باب ما يقوله عند الإفطار
• عن مروان -يعني ابن سالم المقَفَّع- قال: رأيت ابن عمر يقبض على لحيته فيقطع ما زاد على الكف، وقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال: "ذهب الظّمأُ وابتلّت العروقُ، وثبت الأجر إن شاء الله".
حسن: رواه أبو داود (2357)، والنسائي في "الكبري"(3315) كلاهما من حديث علي بن حسن، أخبرنا الحسين بن واقد، أخبرنا مروان المقَفَّع فذكره.
ورواه الدارقطني (2279)، والحاكم (1/ 422)، والبيهقي (4/ 239) كلّهم من هذا الوجه.
وعلي بن حسن هو ابن شفيق أبو عبد الرحمن المروزيّ من رجال الجماعة.
قال الدارقطني: تفرد به الحسين بن واقد، وإسناده حسن.
وقال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين فقد احتجا بالحسين بن واقد، ومروان بن المقَفَّع".
ولكن قال الذهبي: على شرط البخاريّ واحتج البخاري بمروان وابن المقَفَّع وهو ابن سالم".
وهذا يشعر بأن بعض النساخ أخطأوا في نقل قول الحاكم فإن الصّحيح هو ملخص ما نقله الذهبي ثم إنّ في قول الحاكم والذهبي وهمًا أيضًا؛ فإن مروان بن المقفع لم يخرج له البخاري، وإنما أخرج له أبو داود والنسائي. ووثقه ابن حبان وروى عنه عدد. وسبق قول الدارقطني أنه حسن إسناده فهو لا ينزل عن درجة "صدوق".
والحسين بن واقد هو أبو عبد الله القاضي المروزيّ، وثّقه ابن معين وغيره وهو حسن الحديث
من رجال الصحيح.
وأما ما رُوي عن معاذ بن زهرة أنه بلغه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أفطر، قال:"اللَّهم! لك صمتُ وعلى رزقك أفطرت" فهو مرسل.
رواه أبو داود (2358) وعنه البيهقي (4/ 239) عن مسدد، حدّثنا هشيم، عن حصين، عن معاذ ابن زهرة، فذكره. وأعله المنذريّ بالإرسال؛ لأنّ معاذ بن زهرة تابعي، ثم لم يرو عنه غير حصين، ولذا قال فيه الحافظ:"مقبول" أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث.
ورواه ابن السني (479) من طريق سفيان، عن حصين بن عبد الرحمن، عن رجل، عن معاذ بن زهرة، بلفظ:"الحمد لله الذي أعاننيِ فصمت، ورزقني فأفطرت". فأدخل رجلًا بين حصين ومعاذ وهو لم يسم.
وكذلك لا يصح ما روي عن أنس، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أفطر قال:"بسم الله، اللهم! لك صمتُ، وعلى رزقك أفطرت، تقبّل مني إنك أنت السميع العليم".
رواه الطبراني في الصغير والأوسط، وكتاب الدعاء (918)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 217) من طريق إسماعيل بن عمرو البجليّ، ثنا داود بن الزبرقان، عن شعبة، عن ثابت، عن أنس، فذكره.
وإسناده ضعيف جدًّا؛ فإن داود بن الزبرقان متروك كما قال الحافظ في "التلخيص"(2/ 202).
وأورده الهيثمي في "المجمع"(3/ 156) وأعلّه بداود بن الزبرقان، فقال:"ضعيف".
قلت: وفيه إسماعيل بن عمرو الراوي عنه. قال الطبراني: تفرّد به إسماعيل بن عمرو البجلي.
وقال العقيلي في "الضعفاء"(99): "في حديثه مناكير، ويُحيل على من لا يحتمل". وضعّفه أبو حاتم والدارقطني وغيرهما وهو من رجال "التهذيب"(1/ 320) وسقطت ترجمته في بعض نسخ "التقريب" فتنبه.
وكذلك لا يصح ما رُوي عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أفطر يقول: "اللهم! لك صمتُ، وعلى رزقك أفطرت، فتقبّل منا إنّك أنت السميع العليم". رواه الدارقطني (2280).
ورواه الطبراني في "الكبير"(12/ 146)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(480) كلهم من حديث عبد الملك بن هارون بن عنترة، عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس، فذكره.
وإسناده ضعيف جدًّا؛ فإنّ عبد الملك بن هارون قال فيه الذهبي: "تركوه" ونقل عن السعدي أنه دجال.
وهارون بن عنترة ذكره ابن حبان في المجروحين (1161) وقال: وهو الذي يقال له: هارون ابن أبي وكيع. وقال: "منكر الحديث جدًّا، يروي المناكير الكثيرة حتى يسبق إلى قلب المستمع لها أنه المتعمد لذلك من كثرة ما يروي ما لا أصل له، لا يجوز الاحتجاج به بحال" انتهى.
ثم غفل عنه فأورده في "الثقات"(7/ 578) في ترجمة هارون بن أبي وكيع، وقال: "روى عنه