الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وإسحاق بن إبراهيم هو ابن العلاء الحمصي ضعيف، ولكنه توبع في الإسناد الأول.
وزاد الطبرانيّ والبيهقي في آخر الحديث: "وزكّي عبد نفسه". فقال رجل: ما تزكية المرأ نفسه يا رسول الله؟ قال: "يعلم أنّ الله معه حيث ما كان".
وقوله: "يعلم أن الله معه". كقوله تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} [سورة الحديد: 4]. والمراد بالمعية في هذه الآية وغيرها علمه سبحانه بعباده، وإحاطته بهم، واطلاعه عليهم وأنه لا يخفى عليه شيء من أعمالهم، لا أنه سبحانه مختلط بهم، ولا أنه معهم في الأرض.
سئل محمد بن يحيى، عن حديث عبد الله بن معاوية عن قوله:"ليعلم العبد أنّ الله معه حيث كان" قال: ويريد أنّ الله علمه محيط بكل مكان، والله على العرش". ذكره الذهبيّ في "العلو" (462).
وفي الباب ما جاء عن عائشة أنها قالت: "مُرَّ على عُمَرَ بن الخطَّاب بغنمٍ من الصَّدقة فرأى فيها شاة حافلا ذات ضرعٍ عظيم. فقال: ما هذه الشَّاة؟ فقالوا: شاة من الصدقة. فقال عمر: ما أعطى هذه أهلها وهم طائعون! لا تفتنوا الناس، لا تأخذوا حزرات المسلمين نكبوا عن الطَّعَامِ". رواه مالك في الزكاة (28).
6 - باب ما جاء في رضا المصدِّق
• عن جرير بن عبد الله، قال: جاء ناسٌ من الأعراب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: إنّ ناسًا من المصدّقين يأتوننا فيظلموننا. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أرضوا مصدِّقيكم".
وفي رواية: "إذا أتاكم المصدِّق فليصدر عنكم وهو عنكم راضٍ".
صحيح: رواه مسلم في الزكاة (989) من طرق، عن محمد بن أبي إسماعيل، ثنا عبد الرحمن ابن هلال العبْسيّ، عن جرير بن عبد الله، فذكره.
والرواية الثانية: رواها في آخر كتاب الزكاة من طرق، عن إسماعيل بن إبراهيم، أخبرنا داود، عن الشعبي، عن جرير بن عبد الله، فذكره.
قال جرير: "ما صدر عنّي مصدِّق منذ سمعتُ هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلّا وهو عنّي راضٍ".
وأمّا ما روي عنه مرفوعًا: "إذا أتاكم المصدِّق فلا تكتموه شيئًا، فإن عدل عليكم فهو خير له، وإن جار عليكم فهو خير لكم وشرّ عليها. فالصّحيح وقفه. برويه الشيباني، واختلفوا عليه: فرواه أبو معاوية الضّرير، عن الشيبانيّ، عن الشّعبيّ، عن جرير، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، قاله مهدي بن حفص عنه.
وعن غيره لا يرفعه، والموقوف أصح، قاله الدّارقطنيّ في "العلل"(13/ 444).
• عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا جاءكم المصدِّق فلا يصدر إلّا وهو راضٍ".
ـ
حسن: رواه الطبرانيّ في الأوسط (5803) عن محمد بن عبد الله الحضرميّ، قال: حدّثنا محمد بن طريف البجليّ، قال: حدّثنا محمد بن فضيل، عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان النّهديّ، عن أبي هريرة، فذكره.
قال الطبرانيّ: لم يرو هذا الحديث عن عاصم إلّا محمد بن فضيل، تفرّد به محمد بن طريف، ولا يُروي عن أبي هريرة إلّا بهذا الإسناد.
قلت: إسناده حسن من أجل محمد بن طريف فإنه "صدوق" كما في التقريب، وقد وثقه ابن سعد، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وقال أبو زرعة: "محلّه الصّدق". فلا يضرُّ تفرده.
ومن طريقه رواه البيهقيّ (4/ 137) وسكت عليه، وحسنه أيضًا الهيثميّ في "المجمع"(3/ 79) إلّا أنّ الدّارقطنيّ في "العلل"(11/ 217) رجّح الإرسال عن أبي عثمان النّهديّ.
وفي الباب عن جابر بن عتيك، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"سيأتيكم ركيبٌ مبغضون فإن جاءوكم فرحبوا بهم وخلوا بينهم وبين ما يبتغون فإن عدلوا فلأنفسهم وإن ظلموا فعليها وأرضوهم فإن تمام زكاتكم رضاهم وليدعوا لكم".
رواه أبو داود (1588) عن عباس بن عبد العظيم ومحمد بن المثنى، قالا: حدّثنا بشر بن عمر، عن أبي الغصن، عن صخر بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن جابر بن عتيك، عن أبيه، فذكره.
وصخر بن إسحاق وشيخه عبد الرحمن بن جابر "مجهولان".
وأمّا ما رُوي عن بشير بن الخصاصية، قال: قلنا: إنّ أهل الصّدقة يعتدون علينا، أفنكتم من أموالنا بقدر ما يعتدون علينا؟ فقال:"لا". ففيه أيضًا رجل مجهول.
رواه أبو داود (1586) عن مهدي بن حفص ومحمد بن عبيد -والمعني- قالا: حدّثنا حمّاد، عن أيوب، عن رجل يقال له: ديْسم -وقال ابن عبيد: من بني سدوس-، عن بشير بن الخصاصية، فذكره.
قال أبو داود: حدّثنا الحسن بن علي ويحيي بن موسي قالا: حدّثنا عبد الرزاق عن معمر، عن أيوب، بإسناده ومعناه إلّا أنه قال:"قلنا يا رسول الله! إنّ أصحاب الصدقة يعتدون علينا".
قال أبو داود: رفعه عبد الرزاق عن معمر. انتهى.
أي أن ديسم لم يرفعه، بل أوقفه على بشير بن الخصاصية إلّا في إسنادهما رجل يقال له: ديسم لا يعرف من هو، ومع ذلك ذكره ابن حبان في الثقات، وفيه دليل على توثيق المجاهيل.