الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
• عن أنس بن مالك، قال: كان النبيّ صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر الأواخر من رمضان. فلم يعتكف عامًا، فلما كان العام المقبل اعتكف عشرين.
صحيح: رواه الترمذي (803)، وابن خزيمة (2226، 2227)، وابن حبان (3664)، والحاكم (1/ 439) كلّهم من حديث ابن أبي عدي، عن حميد، عن أنس، فذكره. وإسناده صحيح.
قال الترمذي: حسن صحيح غريب.
وقال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين".
10 - باب دخول الاعتكاف بعد صلاة الصبح
• عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يعتكف، صلّى الفجر، ثم دخل معتكفه.
متفق عليه: رواه البخاري في الاعتكاف (2045)، ومسلم في الاعتكاف (1172: 6) من طريق يحيي بن سعيد (هو الأنصاري)، حدثتني عمرةُ بنت عبد الرحمن، عن عائشة، قالت (فذكرته).
قال الترمذي عقب تخريج هذا الحديث: "والعمل على هذا عند بعض أهل العلم يقولون: إذا أراد الرجل أن يعتكف صلي الفجر، ثم دخل في معتكفه، وهو قول أحمد وإسحاق بن إبراهيم. وقال بعضهم: إذا أراد أن يعتكف فلتغب له الشمس من الليلة التي يريد أن يعتكف فيها من الغد، وقد قعد في معتكفه. وهو قول سفيان الثوري، ومالك بن أنس" انتهي.
وقولها: " إذا صلى الفجر" أي فجر يوم العشرين؛ لأن النهار هو محل للصوم، فكان اعتكافه في العشر الأواخر من النهار في حال الصوم.
وقول من قال: بعد غروب الشمس أي ليلة عشرين؛ لأنّ الليلة داخلة في العشر الأواخر؛ ولذا أوّل هؤلاء حديث عائشة على أنه دخل من أول الليل، ولكن إنما يخلو بنفسه في المكان الذي أعدّه للاعتكاف بعد صلاة الصبح. انظر:"نيل الأوطار" (3/ 25
1).
11 -
باب اعتكاف النساء في المسجد
قال الله تعالى: {وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ} [سورة البقرة: 187].
• عن عائشة، قالت: إنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله، ثم اعتكف أزواجه من بعده.
متفق عليه: رواه البخاري في الاعتكاف (2026)، ومسلم في الاعتكاف (1172: 5) كلاهما من طريق الليث بن سعد، عن عقيل، عن ابن شهاب الزهري، عن عروة بن الزبير، عن عائشة، فذكرته، ولفظهما سواء.
وقولها: "ثم اعتكف أزواجه من بعده" أي اعتكفن في المساجد لما ثبت في صحيح مسلم (297) أنها قالت: إن كنتُ لأدخل البيت للحاجة والمريض فيه، فما أسأل عنه إلا أنا مارّة". .
فقولها: "إن كنت لأدخل البيت" فيه دليل على أنها كانت تعتكف في المسجد.
• عن عائشة: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر أن يعتكف العشر الأواخر من رمضان، فاستأذنته عائشة فأذن لها. وسألتْ حفصةُ عائشةَ أن تستأذن لها، ففعلت. فلما رأت ذلك زينب بنت جحش أمرتْ ببناء فبُني لها قالت: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلّي انصرف إلى بنائه فبصر بالأبنية فقال: "ما هذا؟ ". قالوا: بناء عائشة وحفصة وزينب. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "آلبر أردن بهذا؟ ما أنا بمعتكف". فرجع فلما أفطر اعتكف عشرا من شوال.
متفق عليه: رواه البخاريّ في الاعتكاف (2045)، ومسلم في الصيام (1172: 6) كلاهما من طريق الأوزاعي، حدثني يحيى بن سعيد (هو الأنصاري)، حدثتني عمرة بنت عبد الرحمن، عن عائشة، واللفظ للبخاري.
وفي رواية لمسلم من طريق أبي معاوية، عن يحيى بن سعيد، به. وفيه:"حتى اعتكف في العشر الأوّل من شوّال".
ورواه البخاري في موضع آخر (2034) عن عبد الله بن يوسف، أخبرنا مالك، عن يحيى بن سعيد، به، نحوه.
وهو في موطأ يحيى الليثي في الاعتكاف (7) عن زياد، عن مالك، عن ابن شهاب، عن عمرة: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد أن يعتكف
…
" الحديث.
هكذا في النسخة المطبوعة بزيادة "زياد" وهو ابن عبد الرحمن، وقد نبَّه شيخنا مصطفي الأعظمي أن هذه الزيادة ثبتت في نسخة تركيا ورمز لها ب (ق) وقال عن هذه النسخة:"هذه النسخة تشتمل على سماعات كبار المحدثين كالحسيني وابن حجر وغيرهما بخلاف النسخ الأخرى ليس فيها سماعات".
والذي يظهر أن هذه الزيادة لم تثبت أيضًا في النسخة التي اعتمد عليها ابن عبد البر، فلذلك خطّأ يحي الليثي في تعيين شيخ مالك، فقال في "التمهيد" (11/ 189):"وهو غلط وخطأ مفرط لم يتابعه أحدٌ من رواة الموطأ فيه: "عن ابن شهاب" وإنما هو في الموطأ لمالك عن يحيى بن سعيد، إلا أن رواة الموطأ اختلفوا في قطعه وإسناده: فمنهم من يرويه عن مالك، عن يحيى بن سعيد: "أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم" لا يذكر "عمرة"، ومنهم من يرويه عن مالك، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة يصله بسنده" انتهي.
تنبيه: وقع الحديث موصولًا عن عائشة في موطأ الليثي بتحقيق فؤاد عبد الباقي (6) وهو خطأ،