الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وجهه، فما يكون له عند الله وجه".
رواه البزار -كشف الأستار (919) عن حميد بن مسعدة، ثنا حصين بن نمير، ثنا ابن أبي ليلى، عن عبد الكريم، عن سعيد بن يزيد، عن مسعود بن عمرو، فذكره.
أورده الهيثمي في "المجمع"(3/ 96) وقال: "رواه البزار، والطبراني في الكبير، وفيه محمد بن أبي ليلي وفيه كلام".
قلت: ابن أبي ليلى هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال فيه الحافظ:"صدوق سيء الحفظ جدًّا"، ولكن شيخه عبد الكريم وهو ابن أبي المخارق -بضم الميم- ضعيف جدًّا، قال النسائي، والدارقطني: متروك، وقال ابن حبان: كان كثير الوهم فاحش الخطأ، الإعلال به أولى.
وأما ما رُوي عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما خالطت الصدقة -أو قال: الزكاة- مالًا إلّا أفسدته" فهو ضعيف.
رواه البزّار -كشف الأستار- (881) عن محمد بن عبد الأعلى، ثنا عثمان بن عبد الرحمن الجمحيّ، ثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته.
وفيه عثمان بن عبد الرحمن الجمحيّ أبو عمرو، قال البخاريّ:"مجهول"، وقال أبو حاتم:"ليس بالقوي، يكتب حديثه ولا يحتج به". وقال ابن عدي: "عامّة ما يرويه مناكير".
14 - باب فيمن لا تحلّ له المسألة
• عن عبيد الله بن عدي بن الخيار، أَنَّ رَجُلَيْنِ حَدَّثَاهُ أَنَّهُمَا أَتَيَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسْأَلانِهِ مِنَ الصَّدَقَةِ فَقَلَّبَ فِيهِمَا الْبَصَرَ، فَرَآهُمَا جَلْدَيْنِ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"إِنْ شِئْتُمَا أعطيتُكُما ولا حَظَّ فِيهَا لِغَنِيٍّ ولا لِقَوِيٍّ مُكْتَسِبٍ".
صحيح: رواه أبو داود (1633)، والنسائيّ (2599) كلاهما من حديث هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبيد الله بن عدي، فذكره. وإسناده صحيح.
ومن هذا الوجه أخرجه أيضًا الإمام أحمد (17972).
وزاد أبو داود: "كان ذلك في حجّة الوداع، وهو يقسم الصّدقة".
وذكره الحافظ الهيثميّ في "المجمع"(3/ 92) وهو ليس على شرطه.
قال البغويّ في شرح السنة (1/ 81 - 82): فيه دليل على أنّ القوي المكتسب الذي يُغنيه كسبُه لا يحل له الزكاة، ولم يعتبر النبيّ صلى الله عليه وسلم ظاهر القوة دون أن يضم إليه الكسب؛ لأنّ الرجل قد يكون ظاهر القوّة غير أنه أخرق لا كسب له، فتحلّ له الزكاة، وإذا رأى الإمام السّائل جَلْدًا قويًّا شكّ في أمره وأنذره، وأخبره بالأمر كما فعل النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فإن زعم أنه لا كسب له، أو له عيال لا يقوم كسُبه بكفايتهم قبل منه وأعطاه" انتهى.
وقول البغويّ: "أخرق" من خَرِقَ بالشيء يَخْرَقُ جهله ولم يُحسن عمله، كما في اللسان.
• عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ وَلا لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ".
صحيح: رواه النسائيّ (2598)، وابن ماجه (1839) كلاهما من حديث أبي بكر بن عياش، عن أبي حُصين، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي هريرة، فذكره.
وصحّحه ابن حبان (3290)، ورواه من هذا الوجه.
وصحّحه أيضًا ابن خزيمة (2387)، والحاكم (1/ 407) إلا أنهما روياه من وجه آخر عن أبي حازم، عن أبي هريرة، بنحوه.
• عن عبد الله بن عمرو، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال:"لا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ وَلا لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ".
حسن: رواه أبو داود (1634)، والترمذي (652) كلاهما من حديث سعد بن إبراهيم، عن ريحان بن يزيد، عن عبد الله بن عمرو، فذكره. ومن هذا الوجه رواه الحاكم (1/ 407).
قال أبو داود: رواه سفيان عن سعد بن إبراهيم كما قال إبراهيم، ورواه شعبة عن سعد قال:"لِذِي مِرَّةٍ قَوِيٍّ". والأحاديثُ الأُخَرُ عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بَعْضُهَا "لِذِي مِرَّةٍ قَوِيٍّ"، وَبَعْضُهَا "لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ".
وقال عطاء بن زهير أنَّه لقي عبد الله بن عمرو فقال: "إِنَّ الصَّدَقَةَ لا تَحِلُّ لِقَوِيٍّ وَلا لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ".
قال الترمذيّ: "حديث عبد الله بن عمرو حديث حسن، وقد روى شعبة عن سعد بن إبراهيم هذا
الحديث بهذا الإسناد ولم يرفعه، وقد رُوي في غير هذا الحديث عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: "لا تحلُّ المسألة
لغنيٍّ ولا لذي مِرَّةٍ سويٍّ".
قلت: إسناده حسن من أجل ريحان بن يزيد، فقال أبو حاتم -كما في الجرح والتعديل (3/ 517) -:"شيخ مجهول"، ونقل ابن أبي حاتم عن ابن معين أنه قال:"ثقة"، وذكره ابن حبان في "الثقات".
فمثله يحسّن حديثه، وقد تابعه على ذلك عطاء بن زهير كما ذكره أبو داود أن عطاء بن زهير لقي عبد الله بن عمرو فسأله
…
ووصله البيهقيّ (7/ 13) من طريقه إلا أنه قال فيه: عن أبيه قال: قلت لعبد الله بن عمرو بن العاص، أخبرني عن الصدقة، أي مال هي؟ قال: شر مال! إنما هي للعميان والعرجان والكسحان واليتامى وكل منقطع به. فقلت: إن للعاملين عليها حقًا، وللمجاهدين؟ فقال: للعاملين عليها بقدر عمالتهم، وللمجاهدين في سبيل الله قدر حاجتهم، أو قال: حالهم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنّ الصّدقة لا تحل لغني، ولا لذي مرة سوي".
وقوله: "مِرَّة" المرّة -بكسر الميم، وتشديد الراء- القوّة والشدّة.
وقوله: "سَوِيّ" صفة لذي مرة، أي صحيح الأعضاء.
• عن رجل من بني هلال، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تَصْلُحُ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ وَلا لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ".
حسن: رواه أحمد (16594) عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد، قال: حدّثنا عكرمة، قال: حدّثنا أبو زُميل سماك، قال: حدّثني رجل من بني هلال، فذكره.
وقال الهيثميّ في "المجمع"(3/ 92): "رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح".
قلت: وهو كما قال، وأبو زميل -بالزّاي مصغر- هو سماك بن الوليد الحنفيّ من رواة مسلم، وثقه أحمد وابن معين، وقال أبو حاتم: صدوق لا بأس به، وقال النسائيّ: ليس به بأس. ومثله يحسّن حديثه.
ورجل من بني هلال لم يُسمَّ، ولا تضرّ جهالة الصّحابيّ، وقد ثبت أنّ أبا زميل روي عن جماعة من الصّحابة منهم: ابن عباس، وابن عمر، ومن التابعين مالك بن مرثد، وعروة بن الزبير وغيرهما.
• عن حُبْشي بن جُنادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سأل من غير فَقْر فكأنّما يأكل الجمْر".
صحيح: رواه أحمد (17508، 17509)، والطبرانيّ في المعجم الكبير (3506، 3508)، وابن خزيمة في صحيحه (2446)، والبيهقي في شعب الإيمان (3241) كلهم من حديث أبي إسحاق السبيعي، قال: حدثنا حُبشي بن جنادة السلولي، قال: فذكر الحديث.
كذا عند ابن خزيمة، وإسناده صحيح.
وقد رُوي أيضا عن حُبشي بن جنادة السّلوليّ، قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ -وَهُوَ وَاقِفٌ بِعَرَفَةَ- أَتَاهُ أَعْرَابِيٌّ فَأَخَذَ بِطَرَفِ رِدَائِهِ فَسَأَلَهُ إِيَّاهُ فَأَعْطَاهُ وَذَهَبَ فَعِنْدَ ذَلِكَ حَرُمَت الْمَسْأَلَةُ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الْمَسْأَلَةَ لا تَحِلُّ لِغَنِيٍّ ولا لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ إِلّا لِذِي فَقْرٍ مُدْقِعٍ أَوْ غُرْمٍ مُفْظِعٍ، وَمَنْ سَأَلَ النَّاسَ لِيُثْرِيَ بِهِ مَالَهُ كَانَ خُمُوشًا فِي وَجْهِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَرَضْفًا يَأْكُلُهُ مِنْ جَهَنَّمَ وَمَنْ شَاءَ فَلْيُقِلَّ وَمَنْ شَاءَ فَلْيُكْثِرْ".
رواه الترمذيّ (653) عن علي بن سعيد الكنديّ، حدّثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن مجالد، عن عامر الشعبيّ، عن حبشي بن جنادة السلوليّ، فذكره.
ورواه أيضًا من وجه آخر عن يحيى بن آدم، عن عبد الرحيم بن سلمان، بإسناده، نحوه.
وقال: هذا حديث غريب من هذا الوجه.
قلت: فيه مجالد وهو ابن سعيد بن عمير الهمداني ضعيف، ضعّفه النسائي وابن معين والدارقطني وابن سعد وغيرهم إلّا أنّ البخاريّ قال عنه:"صدوق".