الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أبي يعقوب.
وخالفهما شعبة فرواه عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب قال: سمعت أبا نصر الهلالي، عن رجاء بن حيوة، عن أبي أمامة، وقال فيه:"عليك بالصوم فإنه لا عدل له".
فزاد أبا نصر الهلالي بين محمد بن أبي يعقوب وبين رجاء بن حيوة.
ورواه ابن خزيمة (1893)، وابن حبان (3426)، والحاكم (1/ 421) كلّهم من حديث عبد الصمد بن عبد الوارث، عن شعبة، به.
قال ابن حبان: أبو نصر هذا هو حميد بن هلال، ولست أنكر أن يكون محمد بن أبي يعقوب سمع هذا الخبر بطوله عن رجاء بن حيوة، وسمع بعضه عن حميد بن هلال. فالطّريقان محفوظان" انتهى.
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ومحمد بن أبي يعقوب هذا الذي كان شعبة إذا حدّث عنه يقول: حدثني سيد بني تميم. وأبو نصر الهلالي هو حميد بن هلال العدويّ. ولا أعلم له راويًا عن شعبة غير عبد الصمد. وهو ثقة مأمون".
وقال الذهبي: "صحيح، وأبو نصر حميد بن هلال العدويّ تفرّد به عبد الصمد بن عبد الوارث، عن شعبة".
قلت: وليس الأمر كما قالا، فقد رواه النسائيّ (2222، 2223) من وجهين آخرين: يعقوب الحضرميّ، ويحيى بن أبي كثير كلاهما عن شعبة بهذا الإسناد.
والخلاصة فيه أن الإسناد صحيح، وقد صرَّح محمد بن أبي يعقوب بسماعه من رجاء بن حيوة، كما صرَّح بسماعه من أبي نصر الهلالي، فالطريقان محفوظان كما قال ابن حبان.
وأما ما جاء في مصنف عبد الرزاق (7899) عن هشام بن حسان، عن محمد بن أبي يعقوب، عن أبي أمامة. فالظاهر أنه سقط منه "رجاء بن حيوة" من النّساخ، أو أسقطه أحد الرواة كما قال المحقق.
2 - باب ما جاء في فضل الصوم في سبيل الله
• عن أبي سعيد الخدريّ، قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من صام يومًا في سبيل الله باعدَ اللهُ وجهه عن النّار سبعين خريفًا".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الجهاد والسير (2840)، ومسلم في الصيام (1153: 168) كلاهما من طريق عبد الرزاق، أخبرنا ابن جريج، أخبرني يحيى بن سعيد، وسهيل بن أبي صالح، أنهما سمع النّعمان بن أبي عيّاش الزُّرقي يحدّث عن أبي سعيد الخدريّ، فذكره.
ولفظهما سواء، إلا أن البخاري قال:"بعَّد".
• عن أبي هريرة، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من صام يومًا في سبيل الله، زحزح
الله وجهه عن النار بذلك سبعين خريفًا".
صحيح: رواه النسائي (2244)، وأحمد (7990) كلاهما من حديث أنس بن عياض، عن سُهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره. وهذا إسناد صحيح.
وللحديث أسانيد أخرى منها ما رواه ابن ماجه (1718) عن هشام بن عمار، قال: حدثنا أنس بن عياض، قال: حدثنا عبد الله بن عبد العزيز الليثي، عن المقبري، عن أبي هريرة، فذكر الحديث مثله.
وهشام بن عمار السلمي الدمشقي لعله أخطأ فيه على أنس بن عياض لأنه كبر صار يتلقن.
وعبد الله بن عبد العزيز الليثي، قال فيه ابن حبان:"اختلط بآخره فكان يقلّب الأسانيد".
ومنها ما رواه الترمذيّ (1622) عن قتيبة، حدّثنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة وسليمان بن يسار، أنهما حدّثاه عن أبي هريرة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، فذكر مثله. وقال: أحدهما يقول: "سبعين" والآخر يقول: "أربعين".
قال الترمذي: "هذا حديث غريب من هذا الوجه. وأبو الأسود اسمه محمد بن عبد الرحمن بن نوفل الأسدي المدني" انتهي.
وفي الإسناد ابن لهيعة وفيه كلام معروف، ورأى بعض أهل العلم أن قتيبة بن سعيد ممن سمع منه أيضا قبل الاختلاط.
• عن عقبة بن عامر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من صام يومًا في سبيل الله عز وجل باعد الله منه جهنم مسيرة مائة عام".
حسن: رواه النسائي (2254)، وابن أبي عاصم في كتاب الجهاد (169)، والطبراني في الكبير (17/ 335) كلهم من حديث محمد بن شعيب، قال: أخبرني يحيى بن الحارث، عن القاسم أبي عبد الرحمن، عن عقبة بن عامر، فذكره.
وإسناده حسن من أجل القاسم وهو ابن عبد الرحمن الدمشقي أبو عبد الرحمن تكلّم فيه ابن حبان، ومشّاه الآخرون وهو حسن الحديث.
وفي الباب عن أبي أمامة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال:"من صام يومًا في سبيل الله، جعل الله بينه وبين النار خندقًا كما بين السماء والأرض".
رواه الترمذي (1624) عن زياد بن أيوب، حدّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا الوليد بن جميل، عن القاسم أبي عبد الرحمن، عن أبي أمامة، فذكره.
قال الترمذي: هذا حديث غريب من حديث أبي أمامة".
قلت: فيه الوليد بن جميل وهو الفلسطيني لين الحديث.
وقال أبو حاتم: شيخ يروي عن القاسم أحاديث منكرة.
وفي الباب ما روي أيضًا عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صام يومًا في سبيل الله باعد الله عنه النار مسيرة ألف سنة للراكب المستعجل".
رواه الإمام أحمد (27503) عن أبي سعيد، قال: حدثنا أبو يعقوب -يعني إسحاق بن عثمان الكلابي- قال: سمعت خالد بن دُريك يحدث عن أبي الدرداء، فذكره في حديث طويل.
وخالد بن دريك هو الشامي لم يذكر في ترجمته أنه أدرك أبا الدرداء، وقد روي عن ابن عمر وعائشة ولم يدركهما، وأعلّه الهيثمي في "المجمع"(5/ 285) بالانقطاع أيضًا.
وله أسانيد أخرى منها ما رواه الطبراني في "الأوسط"(3598) من طريق عبد الله بن الوليد العدني، قال: حدثنا سفيان الثوري، عن الأعمش، عن شمر بن عطية، عن شهر بن حوشب، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صام يومًا في سبيل الله، جعل الله بينه وبين النار خندقًا كما بين السماء والأرض".
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن سفيان إلا عبد الله بن الوليد العدني".
قلت: العدني من أصحاب سفيان الثوريّ. قال أحمد: سمع من سفيان، وجعل يُصحِّح سماعه، ولكن لم يكن صاحب حديث، وحديثه حديث صحيح. وكان ربما أخطأ في الإسناد. وقد كتبت عنه أنا كثيرًا". وأما ابن معين فقال: لا أعرفه، لم أكتب عنه شيئًا.
وفي الإسناد شهر بن حوشب وفيه كلام معروف.
ومع هذا كله قال المنذري في "الترغيب والترهيب"(1484) بعد أن عزاه إلى الطبراني في "الأوسط"، و "الصغير":"إسناده حسن".
وفي الباب أيضًا ما رُوي عن عمرو بن عبسة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من صام يومًا في سبيل الله با عده الله من النار سبعين خريفًا".
رواه ابن أبي عاصم في "الجهاد"(170) عن محمد بن علي، حدثنا عبد الله بن سُليم، عن عبيدالله بن عمرو، عن زيد بن أبي أُنيسة، عن جنادة بن أبي خالد، عن أبي شيبة، عن عمرو بن عبيد، فذكره.
وفيه جنادة بن أبي خالد وهو أبو الخطاب الدمشقي ترجمه البخاري في "التاريخ الكبير"، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" وسكتا عنه فهو في عداد المجهولين إلا أن ابن حبان ذكره في "الثقات"(6/ 150) على قاعدته في توثيق من لم يُعرف فيه جرح.
وقال الذهبي في "الميزان": "لا يعرف".
وشيخه أبو شيبة هو المهري، قال الذهبيّ في ترجمة "بلج المهري" (1/ 352): عن أبي شيبة المهري، عن ثوبان قاء فأفطر، لا يُدري من ذا ولا من شيخه. وقال البخاري: إسناده ليس بالمعروف. انتهى.
ورواه الطبراني في "الأوسط"(3273) عن بكر بن سهل، عن يحيى بن حمزة، عن النعمان بن المنذر، عن مكحول، قال: قال عمرو بن عبسة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صام يومًا في سبيل الله بعُدتْ منه النار مسيرة مائة عام".
ومكحول لم يسمع من عمرو بن عبسة.
قال أبو حاتم: سألت أبا مسهر هل سمع مكحول من أحد من أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم؟ قال: ما صح عندي إلا أنس بن مالك".
واختلف في سماعه من واثلة بن الأسقع فأنكر سماعه منه أبو زرعة.
وأما عمرو بن عبة فلم أجد من نصَّ على أنه سمع منه.
ولم ينتبه المنذريّ إلى هذا فقال في "الترغيب والترهيب"(1458) بعد أن عزاه إلى الطبراني في "الكبير"، و"الأوسط":"إسناده لا بأس به". وكيف لا يكون به بأس وفيه انقطاع.
وفي الباب أيضًا عن عتبة بن عبدٍ السلمي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صام في سبيل الله يومًا فرضًا باعده الله من جهنم كما بين السموات السبع، وبين الأرضين السبع. ومن صام يومًا تطوعًا باعد الله ما بينه وبين جهنم مسيرة ما بين السماء إلى الأرض".
رواه الطبراني في "الكبير"(17/ 119 - 120) من طريق محمد بن عمر الواقدي، ثنا ثور بن
يزيد، عن شريح بن عبيد، عن عتبة بن عبد السّلمي، قال (فذكره). وفيه محمد بن عمر الواقدي
وهو متروك.
ورواه ابن أبي عاصم في "الجهاد"(172) عن محمد بن يحيى بن عبد الكريم، قال: حدثنا رجل -وقد سماه لي-، قال: حدثنا ثور بن يزيد بإسناده، مثله.
وفيه رجل لم يسم، ولا يبعد أن يكون هو الواقدي نفسه؛ فإن محمد بن يحيى قد سماه، ولكن حذفوه لشدّة ضعفه لإيهامه بأنه غيره.
وفي الباب أيضًا ما روي عن معاذ بن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صام يومًا في سبيل الله متطوعًا في غير رمضان بعُد من النار مائة عام سير المضمَّر المجيد".
رواه أبو يعلى (1486) عن أحمد بن عيسى، حدثنا ابن وهب، أخبرني يحيى بن أيوب، عن زبان بن فائد، عن سهل بن معاذ، عن أبيه، فذكره.
وزبان بن فائد البصريّ أبو جوين ضعيف، ضعّفه أحمد وابن معين وابن حبان وغيرهم.
وبه أعلّه الهيثمي في "المجمع"(3/ 194) مع القول بأنه قد وثق.
وقوله: "وقد وثّق" الظاهر منه إشارة إلى ذكر ابن حبان له في "الثقات"، ولكنه لم يذكره في "الثقات" وإنما ذكره في "المجروحين" (373) وقال:"منكر الحديث جدًّا، يتفرد عن سهل بن معاذ بنسخة كأنها موضوعة، لا يحتج به". ونقل تضعيفه عن ابن معين أيضًا.